شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
بعض القول!..
في يوم.. الطَّيِّب ((إنما يقدر الكريم كرام)) (1)
بقلم: عبد الفتاح أبو مدين
إن الأخ الأعز.. صاحب هذه الدار العامرة، رجل لمّاح، وهو يحسن اختيار التوقيت.. في اختيار تكريم الرجال، وهذه خاصية.. يتميز بها النابهون من الرجال، في الوفاء.. إلى أهليه، ولا سيما الذين أدوا دوراً في الحياة، بكثير من النجاح، ومن البروز والإتقان والوفاء، فحسب لهم جهدهم وأيدهم، والتزام أولئك الرجال الشجعان، الذين يتحملون اتخاذ القرار في الوقت المناسب، ومن هؤلاء بلا مماراة، الأخ الأستاذ محمد سعيد طيب، وهو رجل ذو مروءة، وهذه الصفة الغالية، التي تحلى بها العرب، أخذت في الانحسار مع أيامنا هذه!
لقد كنت حريصاً أن أقول مثل هذه الكلمة يوم كرمته تهامة في ليلتي، ولكن احتفاء رجال الأعمال.. كما يبدو لا يعنى بهذه الاهتمامات، فهو أشبه بملتقى صفقة تجارية.. على وجبة سريعة، تتم ليلاً أو نهاراً، ثم تنقضي، تاركة اتفاق عمل، يتم أداؤه بعد ذلك. وشكراً للأخ الأستاذ عبد المقصود خوجه الذي أتاح الليلة هذه الفرصة لي ولأمثالي، ليقولوا في صديق عزيز.. كلمة وفاء، وهم إذا لم يؤدوها، فهم مقصرون، وأوشك أن أقول.. إنهم جاحدون.
لقد عرفت أخي أبا الشيماء عن قرب، كان العضو المنتدب لشركة تهامة، وكنت أعمل في مؤسسة البلاد للصحافة والنشر، قبل نحو ربع قرن، وكنت وما زلت أغشى منتداه الأسبوعي.. الثلاثوية، فكنت أرى فيه أنموذجاً من الخلق القويم وأدب النفس، والتقدير والاحتفاء بأصدقائه، ومن عرف ويعرف.
وهذه الأخلاق سمة الرجولة، وعنوان الإنسان المهذب، الذي يقدر الناس وينزلهم منازلهم، بسماحة خلق، وأدب التعامل الكريم!
والذين عركوا الحياة، وعركتهم، وهم ذوو بصيرة، يحسنون التعامل مع مختلف شرائح المجتمع، وفي أي مجتمع، وتلكم خصائص برزت فيهم، واتسموا بها، وهذه الصفات قليلة، لأن التوازن في الناس أنماط، وما أكثر ما تعرف وتخالط، وهم في ظاهرهم أسوياء ببريق يتلبسونه، ولكنهم ما أكثر ما يكبون بعثرات ألسنتهم وكبريائهم الموهوم، فيشوهون الصورة، التي كانت تبدو جميلة في أحيان كثيرة!
إن محمد سعيد طيب حقيق بهذا التكريم، وبمزيد من التقدير، لأنه رجل ذو خلق، ومهذب النفس، وصديق أصدقائه، تسائلاً عنهم، ومبادرات بالمشاركة فيما يسر ويسوء. وهذا خلق كريم عالٍ. والأخلاق في الأمم مقاييس أدب نفوسها، والتاريخ والوصف العالي، لا يعنى بالثراء وأصحابه، وإنما بالسماحة والكرم، ولا يكونان في مذموم ناقص. وصدق شوقي في وصفه لسيد الخلق صلى الله عليه وسلم:
صلاح أمرك للأخلاق مرجعه
فقوم النفس بالأخلاق تستقم
ثم قال:
والنفس من خيرها في خير عافية
والنفس من شرها في مرتع وخم
وقبل ذلك، وصف الكتاب العزيز خاتم الرسل عليه الصلاة والسلام بقول الله عز وجل: وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ( القلم: 4)، وهي أبرز سمة يوصف بها إنسان بعد تقواه، وحسبنا بسيد الرسل إماماً للمتقين.
الحديث ثري.. يا أبا الشيماء عنك، لأنك مثال الرجل الناضج الوفي السمح، الذي يتحلى بالمثل والقيم والشجاعة، والنفس، التي تقدر، فتقدر، وإنك لذو تسامح وصبر والتزام خلقي، سمات غالية، لأنها قيم، أخذت تنحسر اليوم، في عصر الماديات، وندرة الاهتمام بمن نعرف.
إنني وصحبك.. وهم كثر سعداء بك، وسعداء الليلة بتكريمك، أما تقديرك فإنك قد غرسته منذ زمن، وأنك لتتعهده في اختلاف الليل والنهار، لأنك ذو قيم وذوق وحس وأدب نفس، وهي خصال النفوس الكبار، التي عناها أبو الطيب بقوله:
وإذا كانت النفوس كباراً
تعبت في مرادها الأجسام
فهنيئاً لك بهذا الاحتفاء، وهذا التقدير، لأنه رد لجميل أنت تشيعه، وتحافظ عليه، بتلقائية، ليست مصطنعة، ولكنها تنبع من نفس هي سمة اسمك، وأنك لتحسن إلى الناس، فأنت إذن تستعبد قلوبهم. ((فطالما استعبد الإحسان إنساناً)) كما قال الشاعر.
تحية إليك، في ليلة الوفاء، لأنك أهل للوفاء والفضل والحياة الكريمة. وقبل ختام هذه الكلمة الموجزة، وأكبر الظن أنها لا تفي بواجب المحتفى به. وأرجو أن تأذنوا لي بالإشادة برجل ذي وفاء، جاء من أجل الوفاء، من بلده غير القريب، وهو الموظف الملتزم بدوام عمله، جاء بعبق الأدب الحي التصويري، لا ليقول مثلنا نثراً، ولكنه يتحدث شعراً، ذلك هو الأخ الصديق الوفي المخلص، الأستاذ حمزة بن أحمد الشريف، رمز من رموز الوفاء، في زمن عز فيه الوفاء الصادق، فشكر الله فضله ووفاءه، ولمثل هذا فليعمل العاملون.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :345  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 90 من 204
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج