شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أبو الشيماء والابنة الثالثة (1)
بقلم: الأستاذ عبد الله عبد الجبار
الأستاذ الكبير عبد الله عبد الجبار أحد رموز الفكر والأدب.. قعدت به ظروفه الصحية من المشاركة في اثنينية تكريم صديقه الأستاذ محمد سعيد طيب الأسبوع الماضي لكنه لم يفوت المناسبة فبعث بكلمة ضافية قرأها الأستاذ أسامة السباعي وقد حصلت البلاد عليها وهذا نصها..
أبو الشيماء شخصية مرموقة فعّالة لها تأثير واضح في مجتمعنا: لا بحكم عمله الطويل في مجال الإعلان والتسويق ولا لعلاقاته الاجتماعية الواسعة فحسب، بل لأنه رجل موهوب يعرف أسباب النجاح كذلك.. بل إن هذا العامل الأخير هو الذي خلق العاملين السابقين.
وكلنا يعلم كيف بدأ من الصفر يبني حجراً فوق حجر في تؤدة وصبر وإحكام وبمرور الشهور والأعوام أصبح لنا هذا الكيان المعروف لدى العام والخاص في بلادنا الحبيبة.
أبو الشيماء أديب مثقف على دراية كبيرة بما يجري في العالم وفي دنيا العروبة، وشؤون بلاده خصوصاً، دراية يغبطه عليها كثير من المثقفين، ومن ثم فإن تكريم الأستاذ عبد المقصود خوجه له هو تكريم للعمل الدؤوب، للإخلاص والتفاني، للثقافة الرفيعة، للوطنية الصادقة، فحياك الله أيها المكرم المحتفي (بكسر الفاء) ولا غرو فأنت شبل ذاك الأسد والدك الأديب الوطني الجهير (( محمد سعيد عبد المقصود خوجه )) رحمه الله، أخذت عنه حب الثقافة والأدب وتقدير الرجال المخلصين في (( اثنينيتك )) الرائدة الفريدة زادك الله توفيقاً ومتعك وذويك بالصحة والسعادة.
أيها السادة:
يقضي محمد سعيد طيب يومه ـ ويومه يمتد إلى ساعة متأخرة من الليل ـ موزعاً بين عمله واهتمامه بالعلاقات الاجتماعية، وقضاء مصالح من يقصدونه، عرفهم أو لم يعرفهم.. يبذل كل جهده بالهاتف، بالفاكس، بالزيارة الخاصة، وكثيرون يعرفون ما قدمه لهم من خدمات اجتماعية مادية بكل ألوانها سواء منه أم من الآخرين! فلا أتحدث عنها هنا.
لكنني أضرب مثلاً واحداً بخدمة معنوية: أديب سعودي قادم من سوريا حجزت له بجمرك الحدود الشمالية كتب كثيرة، وباءت كل محاولاته لتسلمها بالفشل.. استنجد بأبي الشيماء فإذا هي بعد أيام أو أسبوعين تصل ويتسلمها صاحبها الأديب كاملة!
أيها المستمع الكريم:
إذا تحدث إليك ((محمد سعيد طيب)) فهو لا يزودك بالخبر المبذول أو المبتذل كما تفعل كثير من وسائل الإعلام، وإنما يزوّدك بالخفايا والأسرار بعد أن يهتك عنها الحجب والأستار فإذا الأسباب الجوهرية لكل خبر أو حدث تبدو لك واضحة جلية.. وتشعر حينئذٍ بأكثر من الغبطة والإكبار، تشعر بالدهشة والانبهار!
كل ذلك مع براعة في التصوير، وأناقة في التعبير، أناقة أصيلة نابعة من ذوق أدبي رفيع، لا تأنق مفتعل!
أيها السادة:
للطيب ومع عبد الناصر أصغر من أنجب.. بنتان الشيماء والزهراء.. هذا هو السائد غير أن له ابنة ثالثة قام بتربيتها كما ربى أخاها وأختيها.
وقد أحس أخوتها.. وهم في غضاوة السن بالغيرة منها، لأن أباهم يقضي معها وقتاً أكثر مما يقضيه معهم لكنهم ما لبثوا أن اقتدوا بأمهم الدكتورة فائقة التي أحبتها حباً جماً، فإذا هي تحتل من قلوبهم جميعاً أخصب مكان!
نمت وتفوقت وأجادت ما يجيده أترابها في مجال تخصصهم؟ إلا أنها تفردت بميزة لم تكن لهن، وهي ((الثقافة)) ولذا أطلق عليها بعض الرجال الواعين لقب ((ملكة جمال الثقافة)).
أيها السادة، حيوا معي الابنة الثالثة لأبي الشيماء ((تهامة الثقافية))!
أيها الأخوان: حينما كتبت مقدمة لكتاب أستاذنا الكبير مصطفى السحرتي: ((الشعر المعاصر على ضوء النقد الحديث)) طالت المقدمة فحجزت قلمي خشية أن ينشرها أبو الشيماء كتاباً مستقلاً، والسبب أنني كنت أيامها مستشاراً ثقافياً لتهامة.. وكذلك الشأن حينما كانت الإعلانات عن كتاب ((من مقالات ع.ع)) تتابع للسبب نفسه ولسبب آخر هو أن تبوب المقالات على محاور كل محور يضم موضوعات متجانسة.. وأنا لا أذكر هذا إلا لأبين حرص ((أبي الشيماء)) الشديد على أن ينشر لي شيئاً.
وأعود لموضوع المقدمة فقد كرم الصديق الكاتب المبدع عبد الله الجفري فنشرها في ((الشرق الأوسط)) حين كان مشرفاً على الصفحات الثقافية بها.
الجفري كاتب شريف يعيش بسن بقلمه، ولكنه محسود، ووطني مخلص، وفي عهد الأستاذ جهاد الخازن رئيس تحرير ((جريدة الحياة)): كانت رسائل مفخخة تأتي الجريدة من الصهاينة وأذنابهم وكذلك رسائل تهديد بالقتل فضحها الجفري معلناً ألا تراجع حتى لو كانت النتيجة استشهاد في سبيل المبدأ والوطن والعروبة والإسلام.. كم كاتباً في العالم العربي يقفون هذا الموقف وأنكى أننا نرى بعض الكتّاب العرب يغشون إسرائيل.
ولو لم يكن للجفري سوى هذا الموقف وهذه الفدائية لكفاه ولكننا لا نقدر العاملين المخلصين! حيا الله الجفري الفدائي الشجاع.
إن بين الصديق الجفري ومحمد سعيد طيب نقاط التقاء كثيرة منها الجرأة والثبات على المبدأ وتحمل الآلام في سبيله والوطنية..
أيها السادة:
متحدثون ومستمعون وأنتم تكرمون الصديق محمد سعيد طيب، حياكم الله لأنكم تكرمون، رجلاً صادقاً مخلصاً ما أحوج بلادنا إلى كثير من أمثاله.. والسلام.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :346  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 89 من 204
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ محمد عبد الرزاق القشعمي

الكاتب والمحقق والباحث والصحافي المعروف.