فهارس الكتب عناوين الكتب محتويات الكتب أسماء المؤلفين الكل          البحث   

مكتبة الاثنينية
آفاق جديدة معالم حضارية رائعة من قلب المملكة العربية السعودية (1) بقلم: د. الباقر أحمد عبد الله ـ لعلّ واحدة من المظاهر المميزة التي تسترعي انتباه المراقب الذي يقوم للوهلة الأولى بزيارة إلى المملكة العربية السعودية.. هي الاهتمام الواضح بقضايا الفكر والثقافة حتى على المستوى العام.. والمساهمة الإيجابية التي يعبّر عنها من خلال ما يحسه ذلك المراقب من متابعة محضورة لمختلف فروع المعرفة الإنسانية.. ممثلة في الصالونات الأدبية الخاصة المنتشرة التي تعنى برصد ونشر تلك الإسهامات.. والعمل على تحفيز المهتمين بها بتكريم أولئك الأعلام.. وربطهم بشرائح معينة في مجتمعهم خصوصاً الذين يمثلون الصفوة من مثقفي المملكة الشقيقة ويعبرون بحق عن مختلف ألوان الطيف الثقافي على امتداد الوطن العربي والإسلامي كله. ـ ونحسب أن ديوانية أو ما يطلق عليها بفعالية (( الاثنينية )) التي يقوم برعايتها الشيخ عبد المقصود خوجه.. تعد من أبرز تلك الديوانيات الأدبية والفكرية.. حيث ظلت تعقد في داره العامرة والأنيقة بمدينة الثغر ((جدة)) مساء كل اثنين منذ 22/1/1403هـ الموافق 8/11/1982م وحتى اليوم.. واستطاع الشيخ عبد المقصود أن يقوم بتكريم كوكبة فاضلة ومبدعة من المفكرين والعلماء والشعراء تجاوز عددهم المائتين من المملكة العربية السعودية وأبناء الأمة العربية والإسلامية على اختلاف تخصصاتهم واهتماماتهم الفكرية والأدبية. ـ وتهدف (( الاثنينية )) على سبيل المثال إلى تأكيد الاعتراف والامتنان الضمني من قبل مجتمعاتنا بتكريم المبدعين وشكرهم على ما قدموه لتلك المجتمعات من عمل رائع.. وخالد.. ليأتي مثل هذا الالتفاف الصفوي من المثقفين حول روادهم معبراً عن امتنانهم وتثمينهم لعطاء أولئك الرواد الذين صدقوا أهلهم. ـ وقد درجت العادة في (( الاثنينية )) أن تبدأ عادة بتلاوة ما تيسر من الذكر الحكيم ثم يقوم مقدم الحفل بقراءة السيرة الذاتية للضيف على الأساتذة المشاركين.. تعقب ذلك كلمة ترحيب ضافية من سعادة الشيخ عبد المقصود خوجه راعي الفعالية.. ثم كلمة أو أكثر ممن لهم صلة وثيقة بالضيف أو المبدع المحتفى به.. بحيث تعرض تلك الكلمات الجوانب المختلفة لسيرة المحتفى به من مواقف.. وذكريات.. ويشترط أن تكون الكلمة في حدود الخمس دقائق أو العشر على الأكثر. ـ وتعطى بعد ذلك القوس لباريها أو الأستاذ المحتفى به ليتناول بالعرض تجربته الشخصية وسيرته الذاتية فيوثق بصورة منهجية ما يود توثيقه وتأكيده عن مسيرته العلمية والعملية.. فيرصد كل ذلك بالصورة والصوت (الفيديو والكاسيت) لتتم مراجعته بواسطة المختصين. ومن ثم يدفع به إلى المطبعة في إطار الحصاد الثقافي للفعالية لينشر ضمن سلسلة كتب (( الاثنينية )) التي علمنا أنه قد صدر منها حتى اليوم أحد عشر جزءاً تعد بمثابة المرجع الوحيد للمشوار الإبداعي الخاص لبعض رموز الفكر والأدب. ـ والحديث عن فعاليات (( الاثنينية )) لا يمكن أن يتم إلا إذا تعرضنا للشيخ عبد المقصود خوجه صاحب الصالون الأدبي المذكور (( الاثنينية )) للوقوف على نشاطاته العلمية والفكرية والثقافية لنجده وبعد أن أكمل تعليمه العالي بجامعة دمشق أخذ يركّز إسهاماته المعروفة في المؤتمرات الإقليمية والدولية تلك التي غطت الكثير من الدول العربية والأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية والجامعة العربية والأمم المتحدة. والشيخ عبد المقصود هو نجل الشيخ محمد سعيد خوجه الذي كان من أوائل الذين اهتموا بحركة النشر في الوطن العربي وقام وفي وقت مبكر بإصدار كتاب بالاشتراك مع الشيخ عبد الله بلخير.. عالجا فيه بطريقة موضوعية هادئة الكثير من القضايا.. وقد كان له صالون أدبي يحتفل فيه بعلماء المسلمين وأدبائهم في موسم الحج.. ولعلّ الشيخ عبد المقصود الابن كان قد ورث عن والده هذه الخصائص الإيجابية التي دفعته إلى أن يكرم في اثنينيته أكثر من 200 عالم وأديب ومهندس وطبيب من مختلف أرجاء الوطن العربي.. وكان في مقدمة هؤلاء الروائي العربي العالمي الطيب صالح.. الذي فوجئ من خلال ما دار من نقاش آنذاك بمدى اهتمام الكتَّاب والأدباء السعوديين بما ينشر من روايات رائعة. ـ لقد كان لنا شرف المشاركة الاثنين الماضي في الاثنينية التي أقيمت على شرف تكريم الدكتور سعيد بن عطية أبو عالي.. أحد أعمدة التعليم والتربية في المملكة العربية السعودية الشقيقة.. لنقف من على القرب على صورة عالم بسيط ومتواضع.. استطاع وفي عصامية تامة أن ينحت بأصابعه في جدار الإبداع ليتمكن وبالجهد الفردي المباشر من أن يتبوأ أرفع المواقع القيادية التربوية حيث بدأ كمعلم في المدارس الابتدائية حتى وصل إلى لقب الأستاذ الجامعي الذي تخرج على يديه نفر كريم من العلماء والأدباء في المملكة. ـ ونحسب أن ظاهرة المنتديات الأدبية والفكرية تعد عملاً حضارياً وثقافياً متميزاً يسهم بدور فعّال في إثراء مجتمعاتنا ويؤدي إلى ربط المواطن في العالم العربي والإسلامي بما يدور من حوله من أحداث ولقد أتيح لي من قبل حضور منتدى ((الأحادية)) الذي يعقد في دار المفكر السعودي الدكتور راشد المبارك كل يوم أحد.. ووقفت بحق على القيمة الحقيقية لمثل هذه المنتديات الثقافية ومدى ما يدور فيها من حريات مسؤولة وهادفة لا يستطيع المرء إلا أن يردها إلى ما تعيشه المملكة الشقيقة من عصر نهضة وتطور بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد ابن عبد العزيز، هذه الحرية المسؤولة في الندوة التي كان لي شرف تقديم واحدة من أصعب وأعقد القضايا عن الصحافة العربية المهاجرة ـ ليدور الحوار كله في أجواء مفتوحة وحرة.   [1] المصدر: جريدة (الخرطوم)، العدد 1965، تاريخ 3/8/1419هـ ـ 22/11/1998م.
طباعة تعليق  القراءات :507  التعليقات :0
صفحة 86 من 204

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان

هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع
	تسجيلات كاملة
	مقتطفات لتسجيلات مختارة
	لا أؤيد
النتائج