شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
د. يماني.. وصرخة غيور على السّنّة (1)
بقلم: عبد السميع محمد راضي
سرني ما سمعت من كلمات الثناء والتكريم، وأسعدني ما رأيت من حفاوة وترحيب، لرمز من رموز الفكر والدعوة،وخبير من خبراء الثقافة والإعلام، ونجم من نجوم البر والخير، وشامة من شامات الشرف السعودي المعاصر، فهو يأسرك ببهاء طلعته، ووقار مجلسه، وصدق حديثه، ونبل خلقه، وجميل مودته، ولطف تواضعه.
ومع رفيع مكانته، وعلو منزلته، وشهرته بين الناس، إلا أن محبته في قلوب العارفين به تكمن ((بالدرجة الأولى)) في كونه شخصية متميزة بالتواضع الجم، والإحساس النبيل، فضلاً عن ولائه الواضح لدينه، واهتماماته الملحوظة بمناصرة قضايا الإسلام والمسلمين. ذلكم هو معالي الدكتور ((محمد عبده يماني)) صاحب الكلمة الطيبة والنظرة الثاقبة، والرأي السديد نحسبه كذلك والله حسيبه. ولا نزكي على الله أحداً، يوم تكريمه في (( اثنينية )) سعادة الأستاذ (( عبد المقصود خوجه )) في 22/6/1419هـ، إذ جاء دفاعه المستميت ((عن السنّة)) في شكل الدفاع عن شخص الصحابي الجليل ((أبي هريرة)) إضاءة جديدة لرصيده العلمي المشرف في خدمة الإسلام والذّبّ عنه بشكل عام، في وقت لا يزال فيه ((أصحاب مذهب القرآن وكفى)) يُنكرون ((السنّة)) جملة وتفصيلاً.
فحوى أفكارهم ومعتقداتهم:
فلا يؤمنون بكتاب في الوجود غير كتاب الله تعالى ((القرآن الكريم)) ويعتبرون سائر الكتب الإسلامية دون استثناء تحمل علوماً من علوم الشياطين صرفت الناس عن القرآن، بما فيها ((البخاري)) و((مسلم)) وغيرهما من أصحاب ((السنن)) و((المسانيد)).
ولا يؤمنون ((بتفسير القرآن)) إلا بلسان شيخهم، وكأنه معصوم من الخطأ!!، فكل ما يصدر عنه في ((تفسير القرآن)) لا يحتمل عندهم أدنى شك!!، فهو في نظرهم. يتكلم عن الله!!، وكأنه ينطق بلسان الوحي!!
آراء الآخرين من الفقهاء والعلماء، والمفسرين والمحدثين في نظرهم زيغ وأهواء، وفي مقدمتهم ((الأئمة الأربعة)) إذ مزقوا بحسب زعمهم صف الأمة بتعدد الآراء، فالرأي عندهم أي عند ((أصحاب مذهب القرآن وكفى)) واحد لا يقبل التعدد ولا الاختلاف!!، لأنه صادر كما يقولون عن الله، فكيف له في نظرهم أن يتعدد أو يختلف؟!!
لا يُصلّون جماعة خلف أئمة المساجد، فهم في نظرهم فسقة وغير أتقياء، يتقاضون أجراً على صلاتهم كأئمة، ولا يصلي بعضهم خلف بعض، لأن أحداً منهم ليس أهلاً للإمامة!!، وإنما يصلون فقط خلف شيخهم وإمامهم، وإذا تعرض أحدهم لموقف حرج دفعه إلى الصلاة مع الجماعة في المساجد أعادها منفرداً بعد ذلك، ولا مانع لدى البعض منهم أن تكون الجماعة قائمة بينما يصلي هو منفرداً في الوقت نفسه دون اعتبار لفتنة.
يعتبرون أن رصف الطرق وإنارتها بالكهرباء، إنما هو تغيير لطبيعة الكون الفطرية، وطمس لمعالم الآيات الكونية التي تذكر المرء بالله.
ينكرون العمل والأخذ بالأسباب، ويعتبرون الذهاب إلى الطبيب ـ حال المرض ـ شركاً، والزواج عندهم تنفيذ لأمر الله ولا علاقة له بالمتعة، والرزق يأتيك من عند الله ولا يشترط له السعي.
لا يقاومون الحشرات ((المنزلية)) الضارة.. بل ويضعون الطعام والماء ((للفئران))، بحجة أن ذلك من المخلوقات التي لا تعصي الله دون اعتبار بمضارها وأخطارها على الصحة والبيئة والاقتصاد.
وإذا كان أحدهم في بيته وسمع صراخاً وعويلاً نتيجة شجار بين بعض الجيران، فإنه لا يخرج للنظر في الأمر وفض الاشتباك، بحجة أن هؤلاء ظلمة سلط الله بعضهم على بعض!!، مع أن النار لو اشتعلت في بيت أحدهم، لوجدته هو أول من يشارك في إطفائها حماية لبيته من الأخطار.
ينظرون إلى الأميين والعوام من الناس على أنهم أصحاب الإيمان الفطري، لأن البعض منهم يستجيب لأفكارهم دون جدل أو مناقشة أما المثقفون في نظرهم فقد لوثت فطرتهم بتعدد الثقافات، فلم ينصاعوا لأفكارهم الضالة دون قناعة، بل يطرقونها بالحجة المعجزة، والمنطق الدافع، بينما ((أصحاب مذهب القرآن وكفى)) لا يقبلون غير التسليم بمعتقداتهم الفاسدة، وإلا فجليسهم يهذي بكلام الأبالسة، وترانيم الشياطين.
والغريب المضحك أنهم يؤمنون إيماناً لا يشوبه شك، بحديث لا سند له، ومكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبل الزنادقة، إذ وجدوه بغباء حجة للطعن في ((السنّة)) والاحتكام فقط إلى القرآن.
((سيفشوا الكذب عليّ، فما آتاكم عني، فأعرضوه على القرآن، فإن وافقه فأنا قلته، وإن عارضه فأنا منه بريء)).
وقد سئل أحد العلماء الأذكياء في معناه، فقال: ((لقد قمنا بما طلبه الحديث منا، فعرضناه على القرآن، فوجدنا القرآن يرفضه، في قوله تعالى: وَمَا ءاتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا (الحشر: 7) فحكمنا بوضعه، وبراءة النبي صلى الله عليه وسلم منه.
ورغم كل ما سبق.. فإنه لا مانع لدى البعض منهم أن يتنكر لأبوة أبيه، إذا عاداه في معتقداته، لأنه في نظرهم عداوة للحق تستحق البراءة.
ناهيك أن واقع حياتهم الاجتماعية حالياً يخالف كثيراً ما يعتقدون، فهم وإن عاد بعضهم إلى شيء من الحق والصواب ـ لا إلى كل الحق والصواب ـ إلا أنهم متمسكون بأفكارهم ومعتقداتهم السالفة حتى اليوم، إلا من تاب منهم، وأيقن أنه كان على خطأ، ولم تأخذه العزّة بالإثم، ولا سيما إثر المحنة التي عصفت بهم في ((مصر)) أوائل الثمانينات ـ أو كادت ـ وبلغت أشدها إثر وفاة شيخهم، إذ ضعفت الثقة، وظهر الخلاف، وتذبذب الولاء ومن ثم انفرط عقد التجمع، فلم يعد لهم لقاء، وكفى الله المؤمنين القتال.
وبقي الخطر يكمن في رسوخ أفكارهم ومعتقداتهم، مما يدفع إلى ضرورة المشاركة في إسداء النصح والتقييم من القادرين إنقاذاً لما بقي من مستقبل حياتهم الفكرية، وحياة أبنائهم وعائلاتهم، واستبعاداً لما ينجم عنهم من تأثيرات جانبية، ربما أدت إلى اندلاع مزيد من الشر والخطر.
وأحمد الله عز وجل أن حفظ ديار ((الحرمين الشريفين)) من ذلك الشر المستطير.
ذلك باختصار شديد فحوى ما عليه ((أصحاب مذهب القرآن وكفى)) من أفكار ومعتقدات، لا ريب أنها أخطر ما يكون على الإسلام والمسلمين، إذ يكفي أنها مناوئة ((للقرآن والسنّة)) معاً، لنتأكد من ضلالها وفسادها وخطرها، فضلاً عن أنها مرفوضة بحكم المنطق والعقل السليم، لأنها تصم عقيدة الإسلام، ومنهجه الصحيح، بالضعف والتخلف، والشعوذة والتخزين.
وهذا هو قرة عين أعدائنا، من اليهود والصليبيين، وسائر الكفار والملحدين.
الجناية والكارثة:
الجناية أن ((أصحاب مذهب القرآن وكفى)) التمسوا الهداية في شيخهم بشكل غير مشروع، بحكم ما رأوه فيه من قوة في الالتزام، وصبر على الطاعة، وجلد على الصمت، فهم كما يرونه كثير الصلاة، والصوم، وقراءة القرآن، وقيام الليل، والذكر،..،..، ..، يرونه لذلك صاحب يقين فذ، زاهداً في الدنيا، شجاعاً فيما يعتقدون أنه الحق، إذا تكلم سمعوا على لسانه غرائب الأفكار والمعتقدات.
واجتهد أتباعه في أن يكونوا نسخة منه في كل شيء، في الإشارة، والكلمة، والحركة، والنظرة، والصوت، والصمت، والملبس، والمجلس، والحوار، والمناقشة، والانفعال، حتى صاروا جميعاً نسخة منه، دون وعي لثوابت المنهج الإسلامي الصحيح.
ومع استعجال الأمر، والسطحية بماهية التشريع، انبهر بـ ((الشيخ وأتباعه)) بعض العامة ونفر من أهل العلم التقليديين، وبعض الناشئة من طلبة المدارس والمعاهد والجامعات، وعمّت بهم الفتنة بعض ديار العروبة والإسلام، إذ سلكوا جميعاً ذلك المسلك المغرور عن ارتياح وإعجاب، حتى وافى بعضهم الأجل وهم على ذلك والعياذ بالله تعالى.
وكانت الكارثة حين اعتقدوا أن الحق يُعرف بالرجال، بينما يعرف الرجال بالحق دون أن ينظروا إلى قصور التشريع الذي ارتضاه الله لعباده ((الكتاب والسنَّة)) وجعل مخالفته عبادة لغير الله، فآمنوا بالكتاب دون السنَّة، واعتمدوا فقط في فهم الكتاب على شيخهم، الذي يأتيه العلم من الله ـ بحسب زعمهم ـ فمنحوه العصمة، وألبسوه ثوب النبوة، وكانت النتيجة: ضلال الجميع، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً.
الفهم الصحيح:
ولو أنهم فقهوا ((القرآن)) لعلموا أن ((القرآن)) أحوج إلى السنَّة من السنَّة إلى القرآن، وأن السنَّة قاضية على الكتاب، وليس الكتاب بقاضٍ على السنة.
روى الأوزاعي عن حسان بن عطية، قال: (كان ينزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحضره جبريل بالسنَّة التي تفسر ذلك) وروى سعيد بن منصور، حدثنا عيسى بن يونس عن الأوزاعي قال: قال يحيى بن أبي كثير: ((السنَّة قاضية على الكتاب وليس الكتاب بقاضٍ على السنَّة)) قال الفضيل بن زياد: سمعت أبا عبد الله يعني أحمد بن حنبل سُئل عن هذا الحديث الذي روي أن السنَّة قاضية على الكتاب فقال: ((ما أجسر على هذا أن أقوله، ولكني أقول: ((إن السنَّة تفسر الكتاب وتبينه)) الجامع لأحكام ((القرطبي)) ص 30 المجلد الأول.
إذا تبين هذا فإن القرآن لا يفهم فهماً صحيحاً إلا بالسنَّة، لأن ((السنَّة)) جاءت شارحة للقرآن، ومفصلة لما أجمل فيه.
ومحاولة فصل القرآن عن السنَّة تعني العبث بالقرآن وفق الأفهام البشرية القاصرة، فيصبح عرضة للتحريف والتأويل بحسب الميول والطبائع، ومن ثم تزيغ الأهواء بأحكامه ومقاصده، إذ الأفهام وحدها لا يمكن لها أن تتحد أو تتقارب دون مرجع، وقد نزل الوحي القرآني ليحدد المرجع في فهم كتابه العزيز، فقال تعالى: وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ (النحل: 44) فالسنَّة إذاً هي المرجع التفصيلي لبيان القرآن، والقول بإلغائها، وعدم التأكد من إثبات صحتها، إنما هو تكذيب للقرآن وطعن فيه، بينما صدق الله وعده في حفظ كتابه فقال: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (الحجر: 9).
الضابط الأمين..
كما قيض الله لدينه رجالاً من ((علماء الحديث)) عرفوا كيف يحفظون السنَّة بشكل محكم، ويكشفون الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم بشكل قاطع.
ومن ثم فإن كل من سولت ـ أو تسول ـ له نفسه إن آجلاً أو عاجلاً أن يقحم هذا الحصن المنيع، دون أن يفتح له الحراس، فإنه سوف يُضبط متلبساً بالكذب والافتراء على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعلى صحابته الكرام، إذ الحراس هنا ليسوا مدججين بالرشاشات والمدافع، أو القنابل والصواريخ، أو الطائرات والدبابات، وإنما مدججون بالثقة والأمانة والحفظ والضبط، والإنفاق والمراقبة، والصدق والعدل، والورع والتقوى.
تلك هي أقوى الأسلحة، إذ كشفت على مر التاريخ كل مارق أو حاقد، إزاء النيل من الرسول وصحابته،
الأمر الذي حدا بمعالي الدكتور ((محمد عبده يماني)) أن يعود إلى ((علم الحديث)) باعتباره ((الضابط الأمين)) في إثبات السنَّة الصحيحة، وتنزيه رواتها، وأن يعود بدقة الحاسب الآلي إلى ((كتب الحديث المشهورة)) المسند والصحاح الستة ليتعرف فيها من خلال تتبع الرواة والروايات، عدداً ونوعاً وسنداً على مدى ما تعرض له الصحابي الجليل ((أبو هريرة)) من افتراءات وأكاذيب، على لسان المستشرقين، وبعض أهل العلم من المنتسبين إلى الإسلام للأسف الشديد فإذا به، لا أقول قد اكتشف، بل قد تأكد بالدليل والبرهان أنه الصحابي الجليل المفترى عليه، وإن كل ما نُسب إليه إنما هو زور وبهتان وإفك وضلال.
إن الطعن في ((أبي هريرة)) وهو بهذا الحجم الضخم من رواية الأحاديث، يعني الطعن في أكثر ما تم ثبوته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقبول ذلك، يعني قبول الطعن في السنَّة بشكل عام، إذ ورد أنه رضي الله عنه وأرضاه، روى 5374 حديثاً، ولم ينفرد بروايتها جميعاً، وإنما بعدد محدود منها لا يتجاوز أصابع اليدين.
والعدد المذكور ((5374)) ليس بكثير على صحابي جليل بسط رداءه لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليقضي فيه مقالته، ثم ضمه إلى صدره، فما نسي بعدها شيئاً قط، كما أمن الرسول صلى الله عليه وسلم على دعاء ((أبي هريرة)) بالحفظ وعدم النسيان.
وهاتان الخصوصيتان لا شك مكنتا ((أبا هريرة)) من أن يتقدم قافلة الصحابة في رواية الحديث.
صرخة غيور:
إنها لصرخة غيور على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه العظماء، أهيب فيها بمعالي الدكتور ((محمد عبده يماني)) وسائر علمائنا ومفكرينا، المخلصين العاملين، أن يواصلوا مسيرتهم في الدفاع عن العظماء من صفوة خلقه، الذين بذلوا حياتهم رخيصة في سبيل تأمين المستقبل لهذا الدين، إذ الهجمة الشرسة على الرسول وصحابته لا تزال مستمرة في داخل العالم الإسلامي وخارجه، وليعلم الجميع أن أحداً كائناً من كان، لم ولن ينال من رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو من صحابته الكرام، دون أن يجد من المؤمنين الغيورين، والعلماء العاملين، من يلقنه درساً بكل شموخ وثقة. مستخدماً مطارق الحجج، ومعاول البراهين، الدالة على حفظ الحق ورسوخه، من أن تزيغ به الأهواء، أو يتلاعب به الأعداء.
وإنها لصرخة غيور على سُنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أترحم فيها على ((رجال الحديث)) وعلمائه الثقات، الذين مكّنهم الله من حراسة السنَّة، بعلم لا نظير له في الوجود، حتى في عصر الفضاء والإنترنت، فكانوا بعد الله تعالى حماة لها ولشريعته من التشكيك والطعن.
وإنها لصرخة غيور على القرآن، أهيب فيها بـ ((أصحاب مذهب القرآن وكفى)) ألا يركبوا رؤوسهم، وألا يتمادوا في غيّهم، وأن يعودوا إلى الله نادمين تائبين، وأن يدركوا أن انقيادهم الأعمى ـ في الدين ـ ما جرهم إلا لأسوأ النتائج، وأوخم العواقب، وأن يعودوا طواعية لممارسة شعائر الإسلام، وفقاً لما أمر به الله ورسوله في الكتاب والسنَّة، فتلك هي أبرز العلامات الدالة على توبتهم النصوح، من ماضيهم الفكري والعقد البئيس.
قال تعالى: قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ (آل عمران: 31) وقال تعالى: وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ (الأحزاب: 36). وقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ (الحجرات: 1). وقال تعالى فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً (النساء: 65).
وإنها لصرخة غيور على الإسلام، أهيب فيها بالمسلمين بعامة، ألا يغتروا بأحد من رجال الدين، ما دام على غير الكتاب والسنَّة، وألا يسلموا عقولهم لأحد كائناً من كان مادام لم يكن مهتدياً بهدي النبي صلى الله عليه وسلم.
كما أنها صرخة غيور على الحق، أضم فيها صوتي لصوت سعادة الأستاذ عبد المقصود خوجه، صاحب (( الاثنينية )) وفقه الله، في اقتراحه البصير، ضرورة إرسال الكتاب ((الصحابي الجليل)) ((أبو هريرة)) والحقيقة الكاملة لمعالي د يماني، إلى رجال العلم والدعوة، والمؤسسات العلمية والدينية، وكل من يعنينا أن يبلغهم موضوع الكتاب، مسلماً كان أو نصرانياً، مستشرقاً كان أو علمانياً، إثباتاً لحق الشريعة والتاريخ في إشهار ((البراءة المعاصرة)) للصحابي الجليل ((أبي هريرة)) رائد رواة الصحابة الأعلام.
تحية إكبار وإجلال وتقدير لمعالي الدكتور ((محمد عبده يماني)) لغيرته الشديدة على السنَّة، ودفاعه الراسخ عن أبي هريرة ومحبته الصادقة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه العظماء.
داعياً المولى سبحانه وتعالى أن أكون أنا وهو والغيورون ـ يوم القيامة ـ مع من نحب.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :416  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 85 من 204
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور معراج نواب مرزا

المؤرخ والجغرافي والباحث التراثي المعروف.