شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أصداء الطريق
تكريم الخيّاط (1)
بقلم: محمد عبد الواحد
.. اليوم الاثنين.. ومنذُ الصباح الباكر اخترت الوقوف على بوّابة ـ العمّارية ـ قريباً من مقبرة أمّنا حواء.. وليس بعيداً عن مقبرة الأسد من الناحية الأخرى..
.. و ((العمّارية)) تقع بين مقبرتين في مدينة جدة.. ولكن في طرفها الشمالي كانت الحياة تدبّ في هذا الحي وكانت ثمة أنوار تنبعث من مبنى عتيق مثلث الأضلاع يتصدّر شارعين ويطل على ساحة كبرى مضاءة بعيون أبناء الحي الذين اعتادوا.. لعب ((الكَبت)) بعد صلاة العشاء.
.. في ذلك المبنى العتيق.. كانت الشمس تأتي كل صباح.. لتقبّل فتاة شابّة اسمها ـ عكاظ ـ وكانت وجنتاها تحمرّ خجلاً.. من غزل المعجبين.. والعشّاق.. الذين يتوافدون بعد صلاة الفجر.. لرؤيتها.
.. كان وجهها.. ومكياجها.. وكحل عينيها أكثر جمالاً وتناسقاً.. وكان خلف كل هذا الجمال.. صحفي شاب اسمه عبد الله عمر خياط ((رئيس التحرير)) وفنان مبدع اسمه عبد الله جفري.. قلب الصحيفة ونبضها الحي.. ومجموعة قليلة من الشباب المتحمسين.. والقافزين إلى طموحاتهم الصغيرة.
.. في ذلك الوقت لم تكن عكاظ تملك نقوداً ولا إمكانات طباعية كبرى.. ولكن ((ماكيتها)) كان يرسم بدماء القلب.. ولهذا كانت أكثر الصحف أناقة.. وجرأة.. وشجاعة.. وكانت تحرر بدمع العين.
.. واستطاع عبد الله عمر خياط.. أن يجعل من كل محرر من عكاظ ـ رئيساً للتحرير.
.. كان لكل محرر ـ حريته المطلقة فيما ينشر.. أو يختار لصفحته أو المواد التي كلّف بإعدادها.. وكانت ثقته في زملائه لا تحدّ!!
.. واستطاع ـ أبو زهير ـ في فترة وجيزة أن يرفع وجه صحيفته إلى السماء.. وتواكب خطواتها أهل الأرض.. كانت عكاظ تمشي في الطريق.. وكان ربّانها الخياط.. أعرف بمسالك الطريق الصعب.. ودواعيسه المعتمة ومصاعبه الكبرى.. ولكنه اختار المسار الخطر لصنع صحافة مميزة.. واختار أن يجتاز الممكن وأن يقفز حواجز كبرى.. ولكن..!!
.. لقد تمكّن الأستاذ عبد الله خياط. من صنع المرحلة الأولى لتطور الصحافة في عهد المؤسسات.. بل أكاد أجزم أنه بإمكانيات عكاظ المادية المتواضعة.. حينذاك قدم صحيفة ناجحة لم يستطع غيره.. من رؤساء التحرير أن ينافسه أو يتفوق عليه لقد نجحت ـ عكاظ الخياط ـ نجاحاً باهراً واستطاعت أن ترتفع بتوزيعها إلى أرقام مذهلة في ذلك الزمن..
.. والغريب أن عبد الله خياط.. كان يجد متسعاً في صحيفته لكل الكتّاب.. برغم ـ قلة الصفحات ـ ولم يكن يحجر على قلم كاتب مهما اختلف معه.. وكان ينشر كل الآراء التي تنتقده.. وما كان يضيق بأحد.. ولا يغضب من نقد جارح. كانت عكاظ ـ بيت كل الناس ـ وصحيفة كل الناس..
.. عبد الله خياط في تقديري أنجح رئيس تحرير مرّ على صحافتنا حتى اليوم.. تلك حقيقة لا تقبل الجدل.. أعرفها.. وجربتها.. وقد عملت مع كل رؤساء التحرير أو معظمهم!!
وتكريمه اليوم في اثنينية الشيخ عبد المقصود خوجه هو تكريم لكل صحفي ناجح في هذا البلد.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :406  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 79 من 204
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة الدكتورة عزيزة بنت عبد العزيز المانع

الأكاديمية والكاتبة والصحافية والأديبة المعروفة.