الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

همس النجوم

اثنينية د. محمد عبده يماني..؟! ⁽¹⁾

بقلم: حامد عباس

ـ حسبنا الله ونعم الوكيل على الجبس الملون واستخداماته، فقد حرمني من جديد من حضور أمسية أخرى من الاثنينية لرجل أعزه وأحبه واحترمه وأجلّه وذلكم قليل عليه وفيه بكل تأكيد، فالدكتور محمد عبده يماني رجل يسير الخير في ركابه أينما حل وسار لأنه نبتة خير أصبحت شجرة باسقة وظليلة كلما امتد بها الزمن وذلك بفضل الله ثم رضى الوالدين، والخير الذي أقصده بمفهومه الواسع في الفعل الطيب والإنتاج الفكري إضافة إلى العمل الخيري الذي يلازمه كظله، بل وأكثر لأن الظل لا يظهر إلا في ضوء النهار بينما هو يصل الليل بالنهار، ولا أزكي على الله أحداً..؟!

نحن مكاكوة جمعنا الحب في الله، وماء زمزم، ومشينا في نفس الدروب والحواري والأزقة نفسها، وعايشتها الرياض المدينة في الثمانينات الهجرية، هم يركضون بحثاً عن العلم في جامعة الملك سعود في بدايتها، وأنا أركض وراء كرة مدورة في الهلال، وشتان ما بين الركضين (!) وإن جمعنا فيما بعد حب العلم والثقافة والمعرفة مع تباين في المقامات هو كبير ولم يزل،ومحبِّر هذا الكلام مجهول الهوية والمكان..؟!

لا أريد أن أوحي بأنني من المقربين أو الأنداد لأبي ياسر فهذا بعيد عليّ، ولكني من المحبين المتابعين وإن كان التقصير يتلبسني أحياناً مني وأحياناً من الغير، ففي العام الماضي عندما قدمت له نسخة من كتابي ((قصة التوسعة الكبرى)) بصحبة صديق العمر الأستاذ أحمد سعيد الغامدي، أشار إلى العامودي ليجهز نسخة من كتابه ((فاطمة الزهراء)) وأن يصحبني في أحد أيام الجمع إليه في منزله كعادته عندما يستقبل بعد صلاة الجمعة، ونسيني العامودي ولم يزل..؟!

الكلام كثير عن هذا الرجل بكثر مواقفه الخيرة مع الجميع، وكل الطبقات والشرائح، لكنني أذكر أنني كتبت له عندما كان وزيراً للإعلام رسالة أبلغه أنني على وشك الانتهاء من كتاب ((الخوارج الجدد)) عن حادثة الحرم عام 1400هـ، أرسل لي خطاباً يحثني ويدعو لي للانتهاء من البحث ويطلب إرساله فور إتمامه، وعندما فعلت أرسله بخطاب منه إلى سمو وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز قال فيه: ((أشفع لسموكم الكريم مسودة كتاب (الخوارج الجدد) دراسة تاريخية ووثائقية عن أحداث الحرم المكي تأليف الأستاذ حامد عباس، وقد اطلعت الوزارة على الكتاب ولم تجد ما يلاحظ، ورغب مؤلفه عمل مقدمة بقلم سموكم يتوّج بها الكتاب))، وتبنت وزارة الداخلية الكتاب، وأكرمني سمو الأمير، وإن ظلت حسرة في نفسي عدم وجود نسخة من الكتاب لدي أو حتى صورة من مسودته، ولا زلت أسعى..؟!

شكراً للأستاذ عبد المقصود خوجه ينبوع الوفاء، والدكتور محمد عبده يماني أهل لكل الوفاء..؟!