شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ظلال (1)
بقلم: عبد الله الجفري
ـ أنبتني خبر صحيفتنا (( البلاد )): حاضراً ضمن العديد من الأدباء والمثقفين الذين لبُّوا دعوة صاحب الاثنينية ومبتدعها/الأستاذ (( عبد المقصود خوجه ))!!
ـ وقال رائد الصحافة وشيخها (( أبونا )): حسن عبد الحي قزاز في صباح اليوم الذي تلا الاثنينية:
ـ لقد ((أحضرتك)) الصحافة إلى الأمسية برغم ((تخلفك)) عنها.. لذلك كان نورك مُشِعًّا، واسمك مرنَّا خلال كلمات المشاركين!
ـ قلت: فكَّرت أن أكون من ((الديموقراطيين)).. لولا حكاية العم كلينتون، فأحضر الأمسية حتى بدون دعوة من المحتفى.. فالاثنينية: (رحاب) شاسعة، وحقل فكر.. ولعلّها ـ أي الاثنينية ـ تشفع لوجيهنا اللامع/عبد المقصود خوجه بمثل ما ترغدنا به (جدة) بعد انقشاع حرّ الصيف!
* * *
ـ إذن.. فقد ((زفّ)) الوجيه اللامع/عبد المقصود خوجه: شيخ الصحافة ورائدها ومطورها/حسن عبد الحي قزاز في أمسية أمتع (( د. محمد عبده يماني )) حضورها بحكاياته وذكر المواقف الأصيلة والضاحكة، وعبَّر العمدة (( عبد الله عمر خياط )) في كلمته عن: وفاء الأجيال للرواد، وتحدث الأستاذ/أمين عبد الله القرقوري، فحصر الإبداع الصحافي المميّز في ثلاثة فقط هم: عبد الله عريف، حسن قزاز، عبد الله خياط.. وهذه أسماء لها رنين وتجديد، لكنه نسي أسماء لها تاريخ أيضاً، مثل: علي وعثمان حافظ ـ قبل عبد الله عريف ـ وصالح وأحمد جمال، وأحمد السباعي، وعبد القدوس الأنصاري، وحمد الجاسر!!
و (( حسن عبد الحي قزاز )): صحافي له قاعدة تتبلور: قضية، رسالة، خدمة الأمة، دفع عجلة التطور والتغيير أو (التحسين)، كما يُروى عن الملك فيصل/رحمه الله، الذي كان يرفض استخدام كلمة: (التغيير) ويبدلها بكلمة (التحسين).. وخلف حسن قزاز تتبَّعنا خُطى لم تُكتب علينا بل مشيناها بطموحاتنا، وآمالنا، وعشقنا للكلمة، وحبنا للصحافة.. فتعلمنا من (( حسن قزاز ))، وكثيراً ما كنا نقف أمامه/تلاميذ نأخذ منه (حرفنة) الحرفة، ومداخل ومخارج الخبر وخلفياته وأبعاده.
* * *
ـ أول انطلاقة لنا مع الرائد (( حسن قزاز )) كانت من: ثلاثة أعمدة بطول نصف صفحة، جعلنا عنوانها: ((رسالة العاصمة))/ثنائي كنا: عبد الله خياط، عبد الله الجفري.. وكان يمرُّ ببيتي فيصحبني إلى مقهى في جرول أو مداخل مكة المكرمة آنذاك، وكان ينضم إلينا بعض الأصدقاء وبعض الأعدقاء: محمد جميل فضل، محمد عبد الله مليباري رحمه الله، وغيرهما.. و (نؤلف) أنا والخياط مجموعة أخبار عن المجتمع ونشاطات الأجهزة الحكومية بمحدوديتها في ذلك الوقت، ولا تخلو رسالة من ((بهارات)) عبد الله خياط التي سمّاها البعض: ((لغْوصة)) وضحك لتلك التسمية متجاوزها لأنها أقل بكثير من (تعويرة) الخبر الذي يحبكه ((أبو زهير))!!
ـ وقال الأستاذ حسن قزاز: لا بد لكما من موجّه وضابط لحماس شبابكما.. فأرسلنا إلى (الكبير) بحق، الأستاذ/محمد عمر توفيق، وكان يومها: صاحب بقالة بثلاثة مداخل، سمّاها: (البيبان) من الموقع.. وكان الأستاذ/محمد عمر توفيق: ركناً ركيناً من أعمدة صحيفة (البلاد) وهو مصدر فخر واعتزاز لنا، فقد تعلمنا بقربه الأجمل والأكثر فائدة.. وكان (( محمد عمر توفيق )) يكتب في صحيفة ((عرفات)) لصاحبها حسن قزاز مع كوكبة كان من أبرزها: أحمد زكي يماني، أحمد صلاح جمجوم، د. محمد سعيد العوضي، محمد علاقي، شكيب الأموي.. حتى أُدمجت ((عرفات)) مع صحيفة ((البلاد السعودية))، فجلسوا يفكرون في الاسم الجديد بعد الدمج في مكتب معالي الشيخ عبد الله بلخير/ وزير الدولة للإذاعة والصحافة والنشر، وبحضور الأستاذ/أحمد السباعي ـ رحمه الله ـ الذي التفت نحو (( حسن قزاز )) وقال له:
ـ تِفكِّروا في اسم للصحيفة بعد الدمج؟!.. يا واد (البلاد) اسم شامل للوطن!
وقد كان.. وردّد الأستاذ (( حسن قزاز )) بيت شعر، لعلّه أول بيت شعر يصوغه الصحافي القزاز، ويضيف ضاحكاً: ويمكن يكون البيت لغيري وأنا لطشته.. فإن كان لي، فهو أول وآخر بيت شعر:
((قالوا البلاد.. فقلت: أيهما
أهي الجريدة.. أم هي الوطن))؟!
ـ و.. يكتب التاريخ هذه الصفحات البيضاء من العزيمة، والطموح، والإصرار، والانتماء الجميل للوطن.
* * *
ـ آخر الكلام:
ـ ((إنّ ما لا نعرفه: نعرفه أصلاً ومن ذي قبل على نحو معين.. ونحن إما نتذكر فقط ما كنا قد أغفلناه، أو ما قد كنا نسيناه))!!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :507  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 77 من 204
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الرحمن الذييب

المتخصص في دراسة النقوش النبطية والآرامية، له 20 مؤلفاً في الآثار السعودية، 24 كتابا مترجماً، و7 مؤلفات بالانجليزية.