الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

همس النجوم

حسن قزاز.. الصحفي المحترف ⁽¹⁾

بقلم: حامد عباس

ـ كرم الأستاذ عبد المقصود خوجه في (( اثنينيته )) يوم الاثنين الماضي الأستاذ الصحفي حسن عبد الحي قزاز وأكرم بهما من مُكرِّم ومكرَّم، وأنعم بها من افتتاحية لهذه الأمسية الثرية بالوفاء، ولم أستطع الحضور، وكيف لا يحضر صحفي تكريم شيخ الصحفيين، ولكنه الجبس الملون وتلك قصة أخرى حكيتها في الأسبوع الماضي!!

حسن قزاز ربما كان المهني الأول الذي تعامل مع الصحافة باحترافية كبيرة رغم مفهوم الصحافة المحدود آنذاك، ففي اعتباري هناك ثلاثة أجيال صحفية في المملكة العربية السعودية أولها كان يعتبر الصحافة مقالة وشعراً باعتبارهما الصنفين السائدين في ذلك الوقت، خرق هذا المفهوم في الجيل الأول الأستاذ عبد الله عريف رحمه الله. وطبقه احترافياً الأستاذ حسن قزاز واعتبره في مقدمة الجيل الثاني وهو أوجد مدرسة صحفية مميزة أكسبته محبة القراء واحترام المسؤولين وتقديرهم ولكن للأسف أضاعها بعض طليعة الجيل الثالث، ليحولوا الصحافة من التوازن المبني على صدق المعلومة في مدرسة القزاز إلى صحافة إثارة وتطبيل..؟!

حسن قزاز كان صحفياً من رأسه إلى قدمه ولا يزال، فحسه الصحفي حي رغم السنين ـ متعه الله بالصحة ـ فعندما تراه الآن لا ترى إلا صحفياً متحفزاً، تقفز من عينيه التساؤلات قبل أن ينطقها فمه، أرسى قواعد مهنية في وقت لم تكن هناك مفهوم لمعنى هذه القاعدة أو تلك (!) خصص مكافآت ورواتب كانت بمعيار ذلك الزمن خروجاً عن القاعدة وجنوناً من القزاز في عرف الكثيرين، ولكنه بالمقابل صنع من جريدة البلاد صحيفة حية ناطقة باسم المواطنين، ولو لم يأت نظام المؤسسات الصحفية لكانت البلاد أكاديمية صحفية بالمعيار المهني الدقيق، ولكن جاء النظام فقضى على التقاليد المهنية وأبقى على مسمى الصحافة..؟!

لم أزامل الأستاذ القزاز، ولم أعمل معه، ولكني أشعر بما راجعت وقرأت وسمعت ورأيت في شخصه معايير المهني الحقيقي الذي يخدم عمله أيضاً بالمعايير الأخلاقية.

شكراً للأستاذ عبد المقصود خوجه على هذا التكريم لصحفي حقيقي،وشكراً للأستاذ حسن قزاز الذي رسم لنا طريقاً فأضعناه، وكان للمهنيين الحقيقيين قدوة ستظل عظيمة المفعول إلى ما شاء الله.