شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مع الفجر (1)
بقلم: عبد الله عمر خياط
.. قد لا أكون مبالغاً إذا قلت إن الأستاذ الكبير حسن عبد الحي قزاز كان من أخلص رؤساء التحرير للأمانة التي احتملها عندما تولى رئاسة تحرير جريدة ((البلاد)).
فلقد استطاع بصدق إخلاصه.. أن يخدم الصحيفة.. وينقل من خلالها نبض الشارع بما كان ينشره على صفحاتها من استطلاعات صحيفة جريئة.. ومقالات لكبار الأدباء.. وأخبار تُلاحق الحدث وتنقل تفاصيله للقراء.
وعندما يُكرّم.. الأستاذ عبد المقصود خوجه، في (( الاثنينية )) مساء غد الأستاذ حسن قزاز.. فإنما يُكرم فيه الإخلاص.. والشجاعة.. والشهامة.. والمحبة، والوفاء.
كان مخلصاً لرسالته.. فحقق لجريدته التقدم.. وبث الوعي بين قرائها.. الوعي.. وحسن الإدراك.
وكان شجاعاً في نشر ما يرى فيه صالح الوطن، ومصلحة المواطن ولا يتعارض مع السياسة الرشيدة لقيادة بلادنا.
وكان.. شهماً في معاملته مع الذين استعان بهم من الكتّاب، والمحررين.. والموظفين، وصاحب المطابع.
.. وكان مُحباً للخير فاعلاً له.. لا يرتضي لصاحبه الذي لا يرتضيه.. كالورد ينفح بالشذى حتى أنوف سارقيه.. ـ بتعبير الشاعر الكبير إيليا أبو ماضي ـ .
.. أما الوفاء.. فإنني ـ وإن كنت لا أزكي على الله أحداً ـ أشهد أنه في مقدمة أصحاب الوفاء بين الناس، بكل أسف!!
.. عملتُ مع الأستاذ حسن قزاز بضع سنوات من خلال مكتب ((البلاد)) بمكة المكرمة، يوم كان مديره معالي الأستاذ محمد عمر توفيق ـ رحمه الله ـ ثم انتقلت إلى جدة وعملت سكرتيراً للتحرير.. فكان أن استفدت منه الجرأة والحرص على المتابعة.. كما استفدت من الأستاذ عبد الغني قستي الخبرة، إذ كان الأستاذ القستي يومها مديراً لتحرير ((البلاد)).
ولقد كان الأستاذ حسن قزاز على امتداد السنوات التي عملت معه فيها.. كريماً في تعامله مع جميع المُتعاونين معه من الشباب.. فيُحسن إليهم.. ويبثَ فيهم روح المنافسة.. والشجاعة.
كما كان في الوقت نفسه شديد الغيرة إن أحرزت صحيفة أخرى سبَقاً صحفياً، دقيق الملاحظة لا يرضى بالتهاون أو اللامبالاة في العمل حتى من أقرب المقربين إليه.
في مواقف كثيرة رأيتُ الدمع في عيني الأستاذ حسن قزاز، إن رويت له حال إنسان ضعف في وضعه، أو موضعه.
وفي مواقف كثيرة.. رأيتُ الغضب يملأ عينيه عندما يُلاحظ تقصيراً من أحد العاملين معه.. ولكنه يحرص على أن يكون من الكاظمين الغيظ.. فيظل يردد: حسبنا الله ونعم الوكيل.
وحسن قزاز هو الذي ابتدع ـ في بلادنا ـ إرسال البعثات الصحفية لمختلف المدن، والبوادي لنقل صورة عن واقعها.. وعرض مُتطلبات أهلها وتطلعاتهم.. وأول من صرف مكافأة سخية للكتَّاب والشعراء والمحررين المتعاونين.. كما كان دائم الحرص على أن يكون للجريدة ممثل في المناسبات الرسمية والاجتماعية.. ومندوب لتغطية وقائع احتفالات توقيع عقود المشاريع، وحضور الجمعيات العمومية للشركات المساهمة، لإعطاء القارئ صورة صادقة لما دار فيها، وما تم خلالها.
والشيء المهم في حياة الأستاذ حسن قزاز هو ما سخّر له جاهه.. ومكانته عند الأمراء والوزراء.. وذوي الثراء.. وأعني بذلك.. خدمة الناس.. والسعي لقضاء حوائجهم.. وقد ظل هذا دأبه حتى الآن يواصل الفقراء.. ويُساعد المحتاجين، ويوصل صوت من يلجأ إليه من عامة الناس وأصحاب القضايا والمطالب العادلة إلى المسؤولين.. وللحق فإن المسؤولين وفي مقدمتهم أصحاب السمو الملكي الأمراء.. وأصحاب المعالي الوزراء يعينونه بالتجاوب ويساعدونه بالموافقة على تحقيق ما يسعى إليه.. وكل ذلك تقديراً لإنسانيته واعترافاً بمكانته الصحفية التي استحقّ بها أن يكون من المكرّمين حيثما حل.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :485  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 75 من 204
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج