الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

(( تعقيب من الدكتور أحمد سير مباركي ))

ثم عقّب الدكتور أحمد سير مباركي قائلاً:

- بسم الله الرحمن الرحيم..

- شكر الله لشيخي وأستاذي الشيخ منَّاع خليل القطّان على إجاباته على هذه الأسئلة؛ ولكن عندي بعض ملحوظات. الشيخ من يمن الطالع أنه درسنا سورة النور بأحكامها كلها شرحاً مستفيضاً، وقد سئل فضيلته عن حكم الحجاب، فجاء برأي وله أدلته وأئمتنا مختلفون في ذلك، ولكل منهم أدلته؛ وكان بودي أن يأتي بأدلة الفريق الثاني، لأن لهم حقاً أن يسمع قولهم، وهؤلاء علماؤنا وأجدادنا، وكل منهم يستمد من الكتاب والسنَّة، وكل منهم غير متهم في دينه؛ ولذلك ساءني التعبير الَّذي جاء في السؤال، بأن مثل هذه الأمور بيزنطية وكذا..، جفاء في التعبير، فإن الله (سبحانه وتعالى) ورسوله الكريم علمنا الأدب حتى مع الكفار.

- هناك رأي آخر يقول: بأن وجه المرأة يجب تغطيته ولهم أدلتهم، أنا أذكر من أدلتهم عن شيخنا أيام ما درسنا، بأن أول دليل لهم هو ما ذكره شيخنا الإجماع، فقد انعقد الإجماع أنه إذا كانت المرأة فاتنة أو تفتن بوجهها، فإنه يجب عليها أن تغطي وجهها، وأنا أسألكم: ما الأجمل في المرأة؟ هو وجهها؛ هذه واحدة.. حديث عائشة (رضي الله عنها) لما كانت حاجة مع الرسول صلى الله عليه وسلم تقول؛ لما يمر بنا الرجال نسدل خمرنا على وجوهنا، فإذا تعدوا رفعناها؛ فهذا فيه معارضة بينه وبين النصوص الأخرى، من أراد الترجيح فليرجح هذا أو هذا بدليل من عنده.

- أما بالنسبة للشيخ محمد ناصر الألباني، فيرجح هذا وله ذلك، فهو من فقهاء المسلمين وأئمتهم في العصر الحاضر، لكن الرجل يحجب امرأته، فلماذا لا يكشف عن وجهها؟ لماذا؟

- وهنا يتعارض القول والفعل، وأنتم حكماء في ذلك.. الترجيح بين هذا وذاك كل واحد يرجح ما يراه، والله (سبحانه وتعالى) يسأله؛ ولعل شيخي رأى الحال فقال: بأن هذا هو الصحيح، وأنا لا أريد أن أرجح هذا أو هذا، وإن كنت أرجح وجوب الحجاب، ولكن هذه مسألة خلافية.. هذه أول ملحوظة.

- الملحوظة الثانية: هي تغير الفتوى بتغير الزمان والمكان والأشخاص، هذه يا إخوة كما يعرف شيخي - وهو الَّذي درسنا ذلك، أنا مالي إلا أن أحكي - هذه المسألة فتحت علينا باباً كبيراً الآن، غير شرع الله (سبحانه وتعالى) بسبب هذه القاعدة، وهذه القاعدة قالها شيخنا أو شيخ المشايخ الشيخ ابن القيم (عليه رحمة الله) لكن التحقيق في ذلك من الأمثلة التي ذكرها العلماء أن الحكم تغير لتغير علتـه.

- بالنسبة للأحاديث الموضوعة في السوق، كتب مؤلفة في هذا هي أكثر من أن تحصى؛ بالنسبة لما ذكره السائل عن أن الحنابلة يقولون بأنه يجوز أن ينظر الخاطب إلى المرأة متجردة، هذا لا يصح عن الحنابلة، ولذلك لم أكن واهماً سئل الإمام أحمد عن ذلك وقيل له: إن أبا ثور (عليه رحمة الله) يقول بذلك؛ فقال أبا ثور.. هل يجوز للإنسان أن ينظر للمرأة متجردة حتى السوءة؟ من يقول بهذا؟ والظاهر أن لا أحد يقول بهذا.

- وشكراً.