شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
همس وجَهر
عرفت هذا الرجل (1)
بقلم: عبد العزيز أحمد ساب
هذه الكلمة بمناسبة تكريم الشيخ إسماعيل أبو داود من قبل الأستاذ عبد المقصود خوجه مساء الاثنين الماضي.
نحن أمة مسلمة عريقة متمسكة بأهداب الدين الحنيف حريصة على القيم والمثل والمبادئ رغم التيارات الجارفة التي اجتاحت كثيراً من دولنا العربية المسلمة ورغم بعض التجاوزات التي صاحبت مسيرتنا الكبرى نحو التقدم والرفاة.
وكما أخبرنا رسول المحبة والهدى والخير سيدنا محمد بن عبد الله عليه أفضل صلاة وأزكى تسليم فإن الخير باقٍ في هذه الأمة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
هناك شخصية أرجو أن تسمحوا لي بالحديث عن بعض جوانبها الثرة المليئة بالعمل والبناء.
ويحق لي أن أفعل ذلك وقد عاصرت الرجل فترة تزيد على سبعة عشر عاماً وعملت معه وشاركته حضور مؤتمرات عربية ودولية مختلفة وجبت معه كثيراً من الآفاق وتعاونت معه في الداخل لتحقيق كثير من أهدافه الكبيرة.
فإن الشيخ إسماعيل أبو داوود رجل عمل ورجل خير. وهو رجل مقدام، يعرف كيف يتصرف وكيف يواجه صعاب الأمور ومعضلاتها. لمساته واضحة على مختلف جوانب الحياة التجارية الصناعية في بلادنا، فهو رائد من رواد النهضة الصناعية كما أن الفضل يرجع ـ بعد الله ـ إليه وإلى زملائه بالغرفة التجارية الصناعية بمدينة جدة فيما وصلت إليه من تقدم ونهوض وما تؤديه من خدمات جلية للقطاع التجاري والصناعي والزراعي في بلادنا.
وهو صاحب أولويات كان لها أثر كبير في دفع عجلة التقدم والرقي في بلادنا، فهو صاحب فكرة مؤتمرات رجال الأعمال السعوديين وهو مؤسس ورئيس الغرفة الإسلامية التي أعطاها الكثير من جهده ووقته وماله لكي تصبح حقيقة واضحة المعالم.
وقد أسهم في دعم مجلس الغرف السعودية وكانت الرئاسة الأولى لسعادته، وقد وضع الكثير من القواعد التي قام عليها المجلس ونما وكبر حتى أصبح صرحاً يشار إليه بالبنان، وللرجل مكانته لدى الأوساط التجارية والصناعية في عالمنا العربي والإسلامي.. وحضوره مؤتمرات الاتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة للبلاد العربية قوي، وتأثيره في اتخاذ القرارات واضح، وبدونه يكون المؤتمر باهتاً لا روح فيه. وشاركته في ترؤس المؤتمرات الخارجية في أوروبا وأمريكا من خلال مجلس الغرف السعودية واتحاد الغرف العربية مشاركة فعّالة ومؤثرة يساعده على ذلك إجادة تامة للغة الإنجليزية وذكاء وحضور لمّاح لا يجارى.
وهو رجل يتمتع بعقلية تجارية ممتازة وأسلوب في التعامل يمكنه من التفاف الآخرين حوله وقيامهم بالواجب بكل الرضا وبكل الحب فلا يعنف ولا يقسو ولا يلوم ولا يقرع ولكنه يلفت النظر في حنو وأدب، وأشهد أني لم أره قط قاسياً أو عنيفاً بالنسبة إلى المتعاملين معه رغم كثرة أخطاء بعضهم.
كان يعتبر نفسه مسؤولاً عن كل زملائه خلال مشاركتهم له في المؤتمرات العربية والدولية يسأل عنهم ويتفقد أحوالهم ويوجههم إذا لزم التوجيه، فتراهم جميعاً يلتفون حوله بكل مودة وإخلاص ويأتمرون بأمره.
وهو رجل ذو مكانة لدى المسؤولين في بلادنا، وقد عرفوا صدقه وإخلاصه لعمله وجهده فقدروه كل التقدير، وأنزلوه منزلة كريمة وكان يشارك في كثير من الاجتماعات الرسمية التي تصب في بوتقة المصلحة العامة ومصلحة القطاع التجاري والصناعي والزراعي في وطننا الغالي.
وهو رجل بر وخير سبّاق إلى فعلهما بكل الوسائل يعرف أن نعم الله عليه كثيرة وأن أداء واجب الشكر عليها يتمثل في إغاثة الملهوف، ومساعدة المحتاج وتقديم العون لكل بائس، والإسهام الفعّال في كل أعمال البر والخير بمختلف مناطق المملكة.
وهو فضلاً عن ذلك كله مربٍ قدير استطاع أن ينشئ أسرة مثالية وأن يوجه أبناءه وجهة صحيحة وأن يجعل منهم شباناً قادرين على تحمل المسؤولية معه والارتقاء بصرحهم التجاري والصناعي الكبير..
معذرة أيها الأخوة فقد أطلت عليكم ولكن هذه الشخصية الفذة شخصية أخي وصديقي الشيخ إسماعيل أبو داوود جديرة بكل ذلك وأكثر منه. فله مني كل الحب وكل التقدير.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :444  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 30 من 204
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور محمد خير البقاعي

رفد المكتبة العربية بخمسة عشر مؤلفاً في النقد والفكر والترجمة.