أيام وليال
|
الأدباء في رحاب البيت العتيق
(1)
|
|
لقد سعدت باشتراكي في مؤتمر وممثلي الأندية الأدبية الذي عقد بنادي مكة المكرمة الأدبي الثقافي ما بين 15 ـ 18 رجب 1410هـ في رحاب البيت العتيق.. |
وقد خرجت من هذه المناسبة بعدد من المكاسب المعنوية التي لا تقدر بثمن.. |
وفي مقدمتها زيارة البيت العتيق والطواف بالكعبة المشرفة حيث فزت بأداء العمرة.. |
وثانيها أنني التقيت بالعديد من رجال الفكر وحملة القلم وكثير منهم صديق تربطني به علاقة ود ومحبة وتقدير.. |
وثالثها أنني أطلعت على ما يدور في مثل هذه المؤتمرات المثمرة التي يغلب فيها العقل والحكمة على الهوى والعاطفة.. وتكون المصلحة العليا هي الهدف الذي يسعى الجميع لتحقيقه. |
ولقد بذل معالي الدكتور راشد الراجح رئيس مجلس إدارة نادي مكة الثقافي الأدبي ومدير جامعة أم القرى هو وإخوانه أعضاء مجلس إدارة النادي ولفيف من شباب الجامعة قصارى جهدهم لتأمين راحة الوفود.. ولقد أبدوا ـ يشهد الله ـ من كرم الضيافة وحسن الاستقبال ما هم جديرون به وما هو منسوب إليهم.. فجزاهم الله خير الجزاء.. |
حيث إن هذا ليس بمستغرب عليهم.. رجال نشأوا في أروقة العروبة. وفي منطلق الدعوة.. ومهد النبوة ومنزل الوحي فهم جديرون بكل خلق حميد وعمل جيد. |
ولقد كانت الدعوات التي تلقاها رؤساء وأعضاء الوفود خلال أيام المؤتمر خير دليل على ما يتصف به أولئك الأفذاذ من رجال مكة الكرام وفي مقدمتهم معالي السيد عمر قاضي أمين العاصمة.. ثم الأستاذ عبد الرحمن فقيه رئيس مجلس إدارة شركة مكة للإنشاء والتعمير وشباب نادي الوحدة الرياضي.. ودعوة المفضال الوجيه عبد المقصود خوجه والندوة الجميلة المفيدة التي عقدها بداره العامرة بجدة بحضور معالي الأستاذ حمد المسدي الذي أتحف الحاضرين بمحاضرة قيّمة عن علم اللسانيات.. ثم مسك الختام دعوة الأستاذ الكبير الأديب إبراهيم فودة وما لقيه المدعوون من حسن استقبال.. كل ذلك جسد لدي انطباعاً بأن أهل مكة لازالوا يحتفون بالأدب ورجاله وبالفكر ومريديه كما كان أجدادهم في العصر الأموي حتى خيل إلي أننا قد أحيينا سوق عكاظ خلال تلك الأيام الجميلة التي قضيناها في تلك الربوع العامرة زادها الله عمراناً وتشريفاً. |
ولقد أتيح لي ولزملائي الاطلاع على العديد من المنجزات العمرانية والصحية.. والثقافية وما تبذله الدولة في سبيل خدمة ضيوف الرحمن.. فمشروع توسعة المسجد الحرام قائمة على قدم وساق.. والعمل جار فيها ليل نهار.. هذا بالإضافة إلى العديد من الطرقات الحديثة والأنفاق التي تسرب من تحت الجبال والجسور التي تصل أطراف الهضاب ثم ذلك المشروع الجبار الذي تضطلع بإقامته شركة مكة للإنشاء والتعمير قرب المسجد الحرام. |
أما جامعة أم القرى وما تحتويه من كليات ومعامل ومكتبة زاخرة بعشرات المخطوطات ومشروعها الذي بدأت في تنفيذ مراحله الأولى حيث ستشيد لها مباني على مساحة واسعة من الأرض تزيد على مليون متر.. فذلك حديث يطول. |
أما عن المؤتمر ذاته.. |
فإن خير بداية إيجابية لنتائجه هو افتتاحه من قبل صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب بكلمة ضافية شافية محققة لآمال وتطلعات رجال الفكر وحملة الأقلام خصوصاً وأن سموه قد أكد في كلمته السامية على ضرورة الاهتمام بالتراث الإسلامي.. ولشد ما أعجب الحاضرون وفرحوا عندما سمعوا سموه الكريم يرد على كلمة رئيس النادي المضيف الذي ألمح إلى أن مبنى النادي قد خدم بما فيه الكفاية ويطلب إحالته إلى التقاعد.. فكان جواب سموه الكريم قبول طلب النادي موحياً بأن الرئاسة العامة لن تتأخر في إنشاء مبنى جديد للنادي الثقافي الأدبي بمكة المكرمة فكانت تلك مكرمة آنية آتت ثمارها ولفتة كريمة أثلجت صدور الحاضرين. |
وأوحى سموه بتلك اللفتة الكريمة إلى أن جميع رجال الفكر والمشتغلين بالأدب والثقافة هم موضع اهتمام ورعاية حكومة خادم الحرمين الشريفين. ولقد أكسبت هذه اللفتة المؤتمر حيوية متزايدة حيث ساد التفاهم الودي بين المجتمعين على جميع ما طرح في المؤتمر من أبحاث واقتراحات نرجو أن تتحقق في القريب العاجل بإذن الله. |
|