شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
قضايا اجتماعية (1)
بقلم: فؤاد عبد الحميد عنقاوي
في إحدى أمسيات اثنينية الشيخ عبد المقصود خوجه والتي يلتقي فيها رجال الفكر والصحافة والأدب.. تطرق الحديث إلى المكتبات الفردية وأي منها تزخر بالكتب النفيسة. والمخطوطات النادرة.. كيفاً لا كماً.. وقد ذكرت أسماء كبار الشخصيات العلمية والأدبية والبحاثة والمؤرخين.. وجاءت في المقدمة مكتبة الأستاذ أحمد عبد الغفور عطار في مكة المشرفة وروى الذي شاهدها وقدر له أن يطلع على ما فيها.. أنها تحوي من الكتب التاريخية والأدبية أجودها.. وكيف أن الدار مليئة بها بحيث تجد في كل غرفة وفي كل زاوية أو ركن من المنزل مجموعة كتب من غير ترتيب أو تبويب.. إلا أن ذاكرة الأستاذ العطار تستطيع أن تستخرج كتاباً معيناً في دقائق.. ومن بين المكتبات التي عددت أيضاً مكتبة الشيخ عبد القدوس الأنصاري في جدة، والأستاذ العلامة الشيخ حمد الجاسر في الرياض، والسيد حبيب محمود من المدينة المنورة.
والحديث عن المكتبات يدفعنا إلى ذكر المكتبات الرئيسية في الجامعات.. وتعتبر مكتبة جامعة الملك سعود بالرياض أكبر مكتبة الآن.. وتضم ما يزيد على مليون ونصف كتاب ودورية.. تليها مكتبة جامعة الملك عبد العزيز بجدة ومحتوياتها تزيد على المليون كتاب ودورية.. وتكثر في جامعة أم القرى المخطوطات النادرة فيما تضم بين أضلعها ما يقرب من مليون كتاب ودورية.. (والدورية ـ كما هو معلوم ـ كل ما يطبع من مجلات ونشرات علمية وثقافية.. الخ) ذكرت العدد التقريبي لكبرى الجامعات في المملكة، ولم يتسن لي معرفة ما تحويه مكتبة المسجد الحرام، أو مكتبة المسجد النبوي الشريف لتعذر وجود إحصائية ـ حتى ولو تقريبية ـ كما تقصيت أخبار ـ دار الكتب ـ بالرياض وعما تحويه.. فعلمت أنها لا تزال تجمع بقدر المستطاع.. ولعلّ نواة مكتبة وزارة التخطيط تؤشر بنمو مكتبة علمية جامعة..
وقد بحثت في دائرة المعارف البريطانية عن المكتبات وأوسعها وأغناها في العالم فوجدت أن مكتبة الكونجرس الأمريكية تقع على 532 ميلاً مربعاً (ألف كيلومتر مربع تقريباً) ومساحة المبنى تشغل 80 فداناً وتضم 23 مليون نسخة كتاب موزعة على 478 لغة.. منها 9 ملايين مطبوعة ومصورة و 75 ألف مجلة وجريدة.. أما إذا قدر لك أن تلقي نظرة سريعة على محتوياتها فإنك سوف تحتاج إلى 125 عاماً.
ولقد تلمست أعداد الذين يترددون على مكتبة جامعة الملك عبد العزيز بجدة فوجدت أن عدد الطلبة الذين يجدون أنفسهم ملزمين بمراجعة الكتب والمراجع العلمية.. عدد بسيط جداً إذا ما قورن بعدد طلاب الجامعة منتظمين ومنتسبين.. وأما عن الزائرين من غير الطلاب فلا تتحدث عنهم.. لأنهم غير موجودين.
ورغم أن المكتبة العامة التي أنشأتها المديرية العامة للصحافة والإذاعة والنشر بجدة في أوائل السبعينات الهجرية بشارع المطار كان لا يرتادها إلا الراغبون في الاطلاع على الجرائد والمجلات والصحف.. وبعض سائقي التاكسي أيام اشتداد الحرارة ليتمتعوا بجو المكتبة البارد.. رغم هذا فإن وجودها كان حدثاً عظيماً وشيئاً يستحق الذكر.
ومن المؤسف أنك لا تجد في جدة ـ اليوم ـ وهي المدينة الكبيرة المتطورة التي شملتها يد التنظيم والتجميل.. لا تجد مكتبة عامة يرتادها الشباب والباحثون عن العلم والمعرفة.. وقد شكا وأنَّ وتوجع معالي أمين جدة الأخ الصديق محمد سعيد فارسي في كلمته في مجلة (اقرأ) بتاريخ 13/4/1403هـ ضياع الكلمة وندرة وجود الكتاب الثمين في بلدنا.. وربما كانت هذه فرصته لتصحيح الوضع وإعطاء مكتبة عامة اهتمامه الخاص.. ويساهم فيها ويدعمها رجال الفكر والأدب والعلم والمعرفة والمال ممن تحملهم مدينة جدة مسؤولية إنمائها وإحياء التراث فيها.. إذ لو أمدها كل شخص بعشرة كتب فأكثر فستصبح مكتبتها من أغنى المكتبات بين عشية وضحاها.. وتقوم أمانة جدة بتخصيص موقع مناسب جميل ويضع الفارسي لمساته ونفثاته وعصاه السحرية على المبنى ليحقق الحلم الذي يتمناه كل ذي لب وبصيرة..
وصدق الباري العظيم هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (الزمر: 9).
 
طباعة

تعليق

 القراءات :846  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 5 من 204
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

يت الفنانين التشكيليين بجدة

الذي لعب دوراً في خارطة العمل الإبداعي، وشجع كثيراً من المواهب الفنية.