شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مع الغربال (1)
لا فائدة للنقد عند الغربال إذا تناول من شخصيته.
هذا تجديد في طرق النقد ينفرد به الغربال كان كمينا في نفسه حتى أبر به علينا في هذه الصحيفة معنوناً بها مقالته في الرد عليّ لما كنت مهدت لنقد كتاباته بتعريض بسيط كان يتعلق بالفحص الطبي على القادمين على الزواج وهو موضوع كما يعلمه الكثير أشغل العرب أكبر رؤوسهم المفكرة زمناً طويلاً فلم يستطيعوا معالجته بهذه الطريقة المباشرة. الآن ليرى القارىء كيف يفكر الغربال ليكتب وكيف يتخيل ليحكم، متعرضاً بذلك لشخصيته التي أنكر على النقد تناولها.
الغربال ينظر إلى مواضيع المجتمع كأمور تافهة يكفي لمعالجتها أن يسطر على القرطاس بضعة سطور هي نتيجة أفكار لا تزيد على الساعة أو الساعتين اللتين يجلسهما ليلاً أو نهاراً فيرسلها إلى الصحيفة لتنشر، ومن ثم ينظر إليها في غده منشورة ليعجب بها ويجد عزمه على كتابة غيرها، وهكذا تقرأ له كل يوم مقالاً في هذا وذاك والمواضيع عنده كثيرة، من الاقتصاديات من الصيحات، من الاجتماعيات ومن الكثير، ولا ينظر نجحت عند القراء أو لم تنجح أو بمعنى آخر أفادت أو لم تفد، حسبه منها أنه خاض في جميعها مزاحماً الاقتصادي والاجتماعي والطبيب وغيرهم في صناعاتهم التي صرفوا في تحصيلها ومعرفتها الأيام الطوال من نضرة شبابهم إلى أزمان كهولتهم.
من كانت هذه شخصيته أيصلح يوماً ليحسن ويجيد ما يلعب به اليوم في يده كلما جلس ساعة للكتابة؟ وإن صلح أيكون ذلك إلا بعد درس ومران طويلين؟.
كأني بالغربال الآن بجميع أصابعه ليلكمني لأني وإن أفهمني أن النقد شيء والشخصيات شيء آخر ما زلت أتعرض لشخصيته، ولكني أجيبه بأن لطف غيظك يا صاحبي وكب على الدرس والمطالعة حتى تقرأ ((ملن)) الذي يقول عندما سئل عن رأيه في النقد وهو رأي قد أعجب به أحسن الكتاب لأنه أصوب من أجاب عنه ((إن النقد الوحيد الذي قد يساعد المنقود أي مساعدة هو ما يجيء من ناقد أقام الدليل على أنه يألف شخصية المؤلف وأسلوبه ونظرته إلى الحياة ثم هو يأسف لأن ذلك المؤلف قد تخطىء شخصيته في هذا الموضوع أو ذاك)) وأنا ما خرجت على خطة هذا العظيم لما تناولت من شخصيتك لأرى إن كنت تخطيتها فأظهر لك أسفي إلا كما زعمت لأشفي غلاً في صدري، أترى أني اتخذت الصحيفة ميداناً للقتال معك بعدما عجزت عن لقائك؟ كلا إن هذا وهم والوهم لا يلبث أن يظهر كذبه لو انتظرت له قليلاً ولكنك حتى في ما توهمه عجول لإثباته قبل تحكيم العقل فيه. ما كان أحراك أن تنظر ـ قبل تأييد هذا الوهم ـ إلى أني لم أكن يوماً لا أدرك أو تراني فكان بيننا من الضغائن ما يوجب العداوة هذا إذا كنت تقول معي إنك كنت واهماً وإلا فأنت لم تجد ما تقول للذود عن نفسك أوقع من أن تدعي بهذا الزعم.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :353  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 53 من 61
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج