شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مشكلة الأزيَاء (1)
حول مقال.. الأديب أ.ن.
يرى أديبنا (أ.ن.) أن توحيد الزي طفرة. وأنه يجب قبل توحيد زينا أن نتكلم باللغة العربية الصحيحة وأن، وأن إلخ..
ونريد هنا أن نناقش أديبنا آراءه فنقول إن توحيد الزي ليس بطفرة، وليس من الكماليات، ثم ليست مطالبتنا جرياً وراء الفن وجماله وإنما نطالب به لأنه أمر لازم لكل أمة تشعر بالقوة تريد أن يكون لها شعار تحترمه وتقدسه ثم هو مظهر من مظاهر الأمم ودليل على وحدتها وحفظ كيانها، ثم يعد هذا فناً وجمالاً وليس الفن والجمال من الأشياء التي تعاب على الأمم والشعوب ولا الأخذ بها تنكره من مناكر الحياة، إن توحيد الزي اليوم من أهم الأشياء التي أولتها عنايتها لأنه مظهر من مظاهر قوتها وإثبات وجودها وإذا فرضنا وكنا مقلدين في هذه المطالبة فالتعليم في الأشياء النافعة ليس بالمستنكر ولا بالمستقبح بل من الأشياء التي يجب المناداة والأخذ بها.
النظر في أمر توحيد الأزياء عدم رغبتنا في مطالبة جهات اختصاص تحسين الشوارع وتجميلها وتنسيقها بالقيام بواجبهم.
إنا طالبنا بذلك قبل أن يطالب به أديبنا، ولنا في هذا الموضوع مقالات نشرت في افتتاحات أم القرى، وآخر كلمة لنا في هذا الموضوع مقال بعنوان (همسة في آذان بلدياتنا) أرسلناه إلى هذه الجريدة من عهد قريب فلم تنشره لأنه في نظرها شديد، وقد غاب عنا أن نستوحيها اللهجة والألفاظ التي تكتب بها مقالاتنا. إنا نكتب تحت عوامل تأثراتنا بدافع من ضمائرنا فيجب أن تترك لنا الحرية لنقول ما نشاء في حدود القانون والعدل.
إنا لا ندري إذا كانت الصحافة في هذه البلاد ملكاً للمسيطرين عليها يحلّون ما يريدون ويحرّمون ما يريدون، أم هي علامة لتقول كلمتها من على منبرها. إن الصحافة منبر الأمة فيجب أن تعبر الأمة عن آرائها فيها بحرية تامة، ما دام أنه يوجد قانون للصحافة ومحاكم للمخالفات التي ترتكب فيها فلا معنى لأن يزيد أصحابنا في الطين بلة. أما ما أشار إليه أديبنا من موقف الحكومة وحرصها من الخرافات والعادات السيئة وأنه يجب ألاّ نقلّد الخارج تقليداً أعمى ونترك خلفنا كتاب الله وسنّة رسوله وعفاف العرب فلا ندري ما المناسبة بين الموضوع وهذا، إلا إن كان توحيد الزي في نظر أديبنا تقليداً أعمى ومخالفاً في نظره الكتاب والسنّة وعفاف العرب ولا يخالف ما جاء في الكتاب والسنّة ولا عفاف العرب، وإنا بحمد الله وتوفيقه من الداعين لكتاب الله وسنّة رسول الله والتمسك بعفاف العرب وما عليه إلا أن يرجع لمقالنا ويقرأه بتدبر وتمعن قلنا إننا نريد زياً يتفق مع ديننا وقوميتنا وعروبتنا وماليتنا وتركنا لجهات الاختصاص التفكير في الزي الملائم والشكل الموافق.
نريد من حضرة الأديب، ومن كل من كتب يعلّق على مقالات غيره أن يفكر في معنى الألفاظ التي يضعها قبل ملء البياض بالسواد لأن هذا خير للحقيقة والعدل والله الهادي إلى سواء السبيل (2) .
 
طباعة

تعليق

 القراءات :581  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 28 من 61
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور محمد خير البقاعي

رفد المكتبة العربية بخمسة عشر مؤلفاً في النقد والفكر والترجمة.