شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
3 ـ دار الندوة:
تعد دار الندوة من الأماكن التاريخية التي كان لها شأن كبير في حياة عرب الجاهلية الأدنين، ثم ضعف شأنها بعد الفتح حيث كان مركز الخلافة المدينة المنورة، فتقلبت بها الأحوال حتى بنيت مسجداً حدده المؤرخون كما حدده ابن عبد المقصود في بحثه هذا.
لقد بدأ بحثه بالحديث عن (قصي بن كلاب بن مرة) مؤسس دار الندوة والذي بدأ في عهده البناء والعمران في مكة المكرمة.
ثم تدرّج في حديثه عن تاريخ دار الندوة حتى تحولت إلى مسجد ثم دخل هذا في حدود المسجد الحرام بعد التوسيعات التي تعاقبت على المسجد الحرام.
وقد حدد ابن عبد المقصود موقع دار الندوة بقوله:
(لقد مرت على المسجد الحرام عمارات وترميمات عديدة بعد إنشاء مسجد دار الندوة فكانت تلك التعميرات بطبيعة الحال تشمل دار الندوة وهي كثيرة والمهم منها التي أحدثت تغيراً ظاهراً هي عمارة الأمير بيسق الظاهري عام 804 هـ ثم عمارة السلطان سليم خان عام 980 هـ وفي هذه العمارة هدم جميع المسجد من أساسه وأنشئ إنشاء جديداً وإصلاحات بسيطة بالشكل الحاضر للمسجد المكي، ومنه مسجد دار الندوة وهو من بناية السلطان سليم خان).
وكما كان حديثه عن (الحجون) نتيجة خطأه في قول قاله كما أسلفنا هنا كان سبب حديثه عن دار الندوة خطأ قال به أمين سعيد في كتابه (نشأة الدولة العثمانية) حيث قال:
(باب متصل بالكعبة أي إنها كانت بمثابة جزء متمم لها (هكذا) وقد عفا أثرها الآن وبحث كاتب هذه السطور خلال زيارته لمكة في سنة 1928 ـ 1930 عن مكانها فلم يوفق في معرفة شيء عنها ا هـ ص 4).
زد على ذلك أن للحديث عن دارة الندوة ذكرى عند أبي عبد المقصود حدث عنها بقوله:
(لا أزال أذكر الحوار الذي دار بيني وبين والدي رحمه الله في ليلة شديدة القر حول دار الندوة وأنا صغير إذ ذاك على أثر جملة نقلتها إليه عن بعض أساتذة المدرسة من أن دار الندوة هي محل المقام الحنفي ففند لي هذا الرأي قائلاً إن دار الندوة كبيرة جداً إلى آخر باب الحرم المعروف اليوم بباب الزيادة وأطلعني على بعض المصادر التي تؤيد دعواه، أذكر ذلك جيداً وأذكر الحوار الذي دار بيني وبين الأساتذة حول ذلك وكانت النتيجة أن صمم الأستاذ حول ذلك وكانت النتيجة أن أصرّ الأستاذ على أن دار الندوة لا تتعدى المقام الحنفي وأني متعنت جهول أكذب الأساتذة وأن النظام يقضي بضربي فضربت ضرباً مؤلماً ـ هكذا كان التعليم ولا يزال حتى اليوم في بعض المدارس ـ علم والدي بالأمر فنقلني إلى مدرسة الفلاح).
وهذا يدلنا على أن الرجل كان على استعداد جيد للبحث منذ الصغر، كما يدل أيضاً على ما أشرنا إليه سلفاً من ضياع كثير جداً من المعلومات الطريفة عنه ولقد عمد في بحثه عن دار الندوة إلى تقصي خبرها وصوغه في سلسلة تاريخية تتبع فيها أحداث هذا المعلم على نحو مما صنع في حديثه عن (المياه بمكة) و (الحجون).
والقارئ لهذا البحث وأمثاله مما كتب الرجل لا يملك إلا أن يعلن إعجابه بذلك القلم السيال الذي أبدع في كل مجال طرقه، فلنسر معه في بحثه عن دار الندوة.
تمهيد:
(لا أزال أذكر الحوار الذي دار بيني وبين والدي رحمه الله في ليلة شديدة القر حول دار الندوة وأنا صغير إذ ذاك على أثر جملة نقلتها إليه عن بعض أساتذة المدرسة) من أن دار الندوة هي محل المقام الحنفي ففند لي هذا الرأي قائلاً إن دار الندوة كبيرة جداً إلى آخر باب الحرم المعروف اليوم بباب الزيادة وأطلعني على بعض المصادر التي تؤيد دعواه، أذكر ذلك جيداً وأذكر الحوار الذي دار بيني وبين الأساتذة حول ذلك وكانت النتيجة أن صمم الأستاذ حول ذلك وكانت النتيجة أن أصرّ الأستاذ على أن دار الندوة لا تتعدى المقام الحنفي وأني متعنت جهول أكذب الأساتذة وأن النظام يقضي بضربي فضربت ضرباً مؤلماً ـ هكذا كان التعليم ولا يزال حتى اليوم في بعض المدارس ـ علم والدي بالأمر فنقلني إلى مدرسة الفلاح). لقد جدّد هذه الذكريات الأستاذ أمين سعيد حيث قرأت بحثه عن دار الندوة في كتابه (نشأة الدولة العثمانية) ووجدته يقول ما لفظه بالحرف الواحد ـ (باب متصل بالكعبة أي إنها كانت بمثابة جزء متمم لها (هكذا) وقد عفا أثرها الآن وبحث كاتب هذه السطور خلال زيارته لمكة في سنة 1928 ـ 1930م عن مكانها فلم يوفق في معرفة شيء عنها هـ ص 4)). صدقني أيها القارئ إني عندما قرأت هذه الجملة كانت أشد علي من ألم الضرب الذي أصابني لأن الأستاذ أمين سعيد كاتب مثقف وله إلمام واسع بالتاريخ وإذا فرض أنه لم يجد في مكة من يدله على ذلك فإن كتب التواريخ طافحة بخبر دار الندوة ومكانها والشيء الكثير عنها ثم لم يقل أحد من المؤرخين إن دار الندوة كانت في عصر من العصور بمثابة جزء متمم للكعبة والذي يمكن أن ينطبق عليه هذا التعبير هو قسم من الحطيم قدره العلماء بنحو سبعة أذرع، ونأسف جداً لوقوع هذا من حضرة الأستاذ، ونرجو أن يتدارك ذلك في تصحيح يلحقه بأحد أجزاء الكتاب إظهاراً للحقيقة. هذه هي الأسباب التي دعتني إلى أن أكتب عن دار الندوة وإنشائها وما طرأ عليها خدمة للحقيقة والتاريخ.
أول حكومة في مكة:
في نحو القرن الخامس للميلاد آل أمر مكة إلى قصي بن كلاب بن مرة. في حوادث يطول شرحها وكان حكيماً عاقلاً ذا سياسة، يعد أدهى من رؤي من عرب الجاهلية، وأول رجل أصاب ملكاً من كنانة جمع أمر قومه في مجمع وفي ذلك يقول حذافة بن غانم الجمعي:
أبوهم قصي كان يدعى مجمعاً
به جمع اللَّه القبائل من فهر
همو نزلوها والمياه قليلة
وليس بها إلا كهول بني عمر
رأى قصي أنه محوط بثلاث حكومات قوية: حكومة الأحباش من جهة وحكومة الروم من جهة الشام وحكومة الفرس من جهة العراق وكان يعرف أن خزاعة التي تغلب عليها بحكم الشداخ ستتحفز للوثوب إذا ما حانت الفرصة فلذلك أخذ في تشكيل حكومته تشكيلاً إدارياً فأسس لملكه ستة مناصب وهي: الحجابة، والرفادة والسقاية والندوة واللواء والقيادة وجعل أمر سلطتها في يده فكانت حكومة قصي هي أول حكومة تأسست في مكة وكانت تستمد نفوذها منه وكان هو المتصرف الوحيد في جميع شؤونها.
أسباب تأسيس دار الندوة:
كان قصي يخشى الحكومات المحوط بها كما أنه كان يخشى ثورة بني خزاعة فكان لزاماً عليه أن يوطد ملكه على أساسات قوية ليتمكّن من الضرب على يد كل من أراد مناوأته، وكان يرى أن ما حول مكة هو أحسن مكان لتأسيساته التي عزم عليها، وكانت مكة إذ ذاك خالية من البنايات إذ إن ولاتها السابقين كانوا ينتجعون جبالها وأوديتها ينزلون بها حرمة للحرم على زعمهم فشذ هو عن هذه القاعدة وأنزل طائفة من قريش أباطح مكة وطائفة ظواهرها ولذلك قيل قريش البطاح وقريش الظواهر.
وهو يعمر بن عوف وسبب تسميته بالشداخ: أن خزاعة وقضاعة لما تنازعا في ولاية البيت اقتتلا من أجل ذلك حتى حكمه فقام ببناء الكعبة فقال: ألا إني قد شدخت ما كان بينكم من دم تحت قدمي هاتين فلا تباعة لأحد في دم أو ماء قد حكمت لقصي بحجابة الكعبة وولاية أمر مكة دون خزاعة من مساكنها ومن ذلك التاريخ سمِّي بالشداخ.
بناء دار الندوة:
أنشأ داراً لإزالة الظلمات وفصل الخصومات فكانت أول دار بنيت في مكة هي دار الندوة وسمِّيت بدار الندوة لاجتماع النداة فيها يندونها أي يجلسون فيها لإبرام أمرهم وتشاورهم وفي كتب اللغة لفظ الندوة مأخوذ من الندي والنادي والمنتدى وهو مجلس القوم الذي يندون حوله أي يذهبون قريباً منه ثم يرجعون وبدار الندوة كانت تعقد الاجتماعات الهامة للنظر في الأمور المعضلة وكانت ألوية الحرب لا تعقد إلا فيها وكانت عقود النكاح لا تتم إلا فيها، وكانت حرية الرأي محترمة للغاية وقراراتها تصدر بالأكثرية وسراية المفعول والحقيقة أن مهمة دار الندوة كانت أشبه بالمجالس البرلمانية في الوقت الحاضر.
وقد كان لدار الندوة نظام خاص قضى بأن السن القانونية لعضويتها لا تقل عن أربعين سنة وعلى أن يكونوا من قريش وحلفائهم وأن لجميع ولد قصي حق الدخول والاشتراك في المباحثات وإن كان سنهم أقل من 40 سنة.
التطور الاجتماعي في مكة:
من الأشياء البارزة التي عقبت إنشاء دار الندوة، التطور الاجتماعي الذي حدث في مكة فإنه لم يكد ينتهي قصي من بناية دار الندوة ويذيع خبرها حتى أقبلت قريش على البناء يقول ابن الأثير: ((فقسم قصي مكة أرباعاً بين قومه فبنوا المساكن واستأذنوه في قطع الشجر فمنعهم منها الشجر في منزلهم ثم إنهم قطعوه بعد موته.
فهذا التطور الذي حدث هو من بعض الأشياء التي كان يرمي إليها قصي لتثبيت ملكه وتدعيمه من جهة وليخرج بقومه من البدو إلى الحضر من جهة أخرى، وقد تم ذلك فأصبحت مكة من أواسط القرن الخامس الميلادي، وما بعده من أهم المراكز التجارية في جزيرة العرب وأصبح أهلها لا يفكّرون إلا في التجارة ولا هم لهم إلا السعي في استحصال المال واستثماره بجميع أنواع الاستثمارات وأن قوله تعالى: وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِماً (الجمعة: 11) دليل على عظيم اهتمامات الحجازيين بالتجارة.
نظام وراثة ملك مكة..
كان قصي يعمل لجعل الملك في ولده ولذلك قبض على الأمر بيد قوية وساس القبائل سياسة حكيمة قائمة عن رغبة لا عن رهبة وأوكلوا أمرهم إليه وعظموه حتى بلغ أمر تعظيمهم له ومحبتهم فيه أنهم كانوا يزورون قبره ويعظمونه بعد وفاته، فتلك السياسة جعلت قصياً مطمئناً بعدم قيام ثورة داخلية لسلب ولده الملك وإنما الذي كان يخافه نشوب الفتنة بين أولاده بعد وفاته على الملك، ولذلك قسم مناصب مكة الستة بين ولديه فجعل لعبد الدار السدنة ودار الندوة واللواء وجعل لعبد مناف السقاية والرفادة والقيادة، فكان عمله هذا أشبه شيء بسن نظام الوراقة للملك، وهو أول ملك حجازي عهد بالملك لأبنائه في حياته وقد كاد يقع بعد وفاة قصي ما كان يتخوّف منه وتحزبت القبائل للقتال، لولا أن تدارك رؤساء القوم واحتكموا، وكانت النتيجة إقرار عمل قصي، احتراماً لقصي.
شكل الحكومة بعد قصي..
إن التشكيل الحكومي الذي عقب قصياً يكاد يكون تشكيلاً جمهورياً إذ قسمت السلطة الحكومية إلى أقسام متعددة وكان كل قسم منها رئاسة مستقلة بذاتها، وتوالي الأيام وتشعب ولد قصي قضى بإحداث مناصب جديدة وحتى بلغت قبيل الإسلام خمسة عشر منصباً. وهذا يعطينا دليلاً عن التخوف الذي كان يعتور سلطة مكة من نشوب الثورة في أرض الحرم كما أنه يعطينا دليلاً عن التحاسد والتباغض بين الهواشم والأمويين وقد ظهر هذا العراك عند ظهور أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ووضح أكثر بعد اغتيال سيدنا عثمان، واتخاذ الأمويين من المطالبة بدمه طريقاً لذلك، فتم لهم النصر وأسندت لهم الخلافة وبقي النزاع قائماً إلى أن قضى عليه ولد معاوية بمختلف الوسائل والطرق.
وبالرغم من أن التشكيلات الحكومية التي عقبت حكومة قصي كانت على جانب لا بأس به من الأبهة والإبداع فإن الضعف السياسي كان شديداً تعرف هذا بعيداً من حادثة الأحباش لما أرادوا غزو مكة وهدم الكعبة وكيف تخاذلت قريش عن مصادمتهم وتركوا الكعبة ليحميها ربها فحماها.
ثم لم تشأ قريش أن تترك تلك الحكمة الإلهية تمر دون استغلالها فاستغلتها وكانت النتيجة أن زاد احترام العرب للحرم وأهل الحرم وبهذا قوي نفوذ قريش الأدبي حتى ظهور الإسلام.
أخطر اجتماع عقد:
لما ظهر أمر النبي صلى الله عليه وسلم وأخذ في الانتشار به وتخيلت قريش أن زعامتها الدينية ستنهار، من أساسها، قامت تناوئه بشدة حتى قاطعت بني هاشم، وكتبت ذلك في صحيفة علقتها في جوف الكعبة فكانت أول وآخر صحيفة مقاطعة علقت في الكعبة حتى الآن ثم عدلت عن مقاطعة بني هاشم وحصرت جهدها في مقاومته ولقد كان لوفاة أبي طالب وزوجته خديجة أعظم سلاح تسلحت به قريش للكيد به والتضييق عليه، وإزاء هذه المقاومة تحوّلت أنظاره صلى الله عليه وسلم لغير مكة فولى وجهه شطر الطائف فلم يجد معيناً ولا مجيراً، وعند ذلك لم ير بداً من عرض نفسه على القبائل ففعل حتى كانت بيعة العقبة الأولى ووجد أن في المدينة المنورة أرضاً خصبة لدعوته فاتجهت أنظاره صلى الله عليه وسلم إليها ثم كانت بيعة العقبة الثانية وعلى أثرها تطور موقف القرشيين، وأخذوا ينظرون بقلق شديد إلى الاتجاه الجديد وقد شعر القرشيون بالخطر الموجه إلى ثروتهم والقاضي على زعامتهم في مكة، فعقدوا اجتماعاً سرياً في دار الندوة حضره أشراف قريش وتباحثوا في الأمر فكانت النتيجة الاتفاق على اغتياله صلى الله عليه وسلم بسيوف اثني عشر رجلاً من قبائل مكة يوزع دمه في القبائل فيرضخ بنو هاشم لقبول الدية مرغمين ولكن تلك المؤامرة فشلت وأخزى الله أعداءه فكان هذا الاجتماع أخطر اجتماع عقد في دار الندوة وكانت هذه المؤامرة أول مؤامرة اغتيال دبرت فيها.
آخر اجتماع جاهلي عقد فيها: لما نقضت قريش معاهدة الحديبية بمساعدة بني بكر على خزاعة، ورأت أن ذلك نقض للعهد وأنه سيجر الويل عليها عقدت اجتماعاً في دار الندوة للنظر في ذلك فاتفقوا على إيفاد أبي سفيان إلى المدينة يشهد في العهد ويزيد في المدة فسافر أبو سفيان ولكنه لم ينجح في مهمته فكان هذا الاجتماع هو آخر اجتماع عقد فيها.
سقوط منصب دار الندوة:
وبعد أن أتم الله نعمته على المسلمين وفتح لهم مكة قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عضاضتي باب الكعبة فقال: ألا إن كل دم أو مال أو مأثرة كانت في الجاهلية تحت قدمي هاتين إلا سقاية الحج وسدنة الكعبة فإني أمضيها لأهلهما على ما كانت عليه في الجاهلية وهكذا فقد سقط منصب دار الندوة في يوم الجمعة 20 رمضان سنة 8 هـ أي بعدما يقرب من ثلاثة قرون كما سقطت معه المناصب الأخرى، إلا السدانة والسقاية وانهارت الحياة الجاهلية من أساسها.
بيع دار الندوة:
سقوط الحكم الجاهلي قضى على ميزة دار الندوة فأصبح لا فرق بينها وبين غيرها من دور مكة وبقيت كذلك حتى باعها على رواية إسحاق الخزاعي بن الرهين العبدري وهو من ولد هاشم بن عبد مناف على معاوية بن أبي سفيان، وذهب ابن الأثير وياقوت إلى أن البائع هو عكرمة ابن عامر بن هاشم، وقد طلب شبيبة بن عثمان بن عبد الدار من معاوية الشفعة فأبى عليه، ولم أعثر على تاريخ العام الذي حصل فيه البيع، والذي أميل إليه إما أن يكون في عام 44 هـ وهو أول عام حج فيه معاوية بعد خلوص الخلافة له وإما قبله.
عمارتها:
تحول أمر دار الندوة إلى معاوية بن أبي سفيان فجدد عمارتها واتخذت من ذلك التاريخ داراً لإمارة مكة ومنزلاً لمن يحج من بني أمية ولما نقل الحكم من الأمويين إلى العباسيين بقيت على عادتها ردحاً من الزمن.
إدخال بعضها في المسجد:
لما وسع الوليد بن عبد الملك المسجد أدخل قسماً من الصالة التي أمام المسجد وذلك سنة 132 هـ وكذلك فعل أبو جعفر المنصور فقد أخذ قسماً آخر من ((الصالة)) وكان ذلك سنة 137 هـ.
نقل مقام إبراهيم إليها:
ولما حج الخليفة محمد بن المهدي بن المنصور العباسي نزل بدار الندوة فحمل إليه سادن الكعبة يومذاك عبد الله بن عثمان بن إبراهيم الحجي مقام إبراهيم خليل الله، يقول الأزرقي: ((حج المهدي أمير المؤمنين سنة 160 هـ فنزل بدار الندوة فجاء عبد الله بن عثمان بن إبراهيم الحجي بالمقام مقام إبراهيم في ساعة خالية نصف النهار مشتملاً عليه فقال للحاجب أيأذن لي على أمير المؤمنين فإن معي شيئاً لم يدخل به على أحد قبله وهو يسر أمير المؤمنين فأدخله عليه فكشف عن المقام وتمسح به وسكب الماء ثم شرب وقال: اخرج وأرسل إلى بعض أهله فشربوا وتمسحوا به ثم أدخل فاحتمله ورده إلى مكانه وأمر له بجوائز عظيمة ا هـ ص 278 طبعة أوروبا، وهذه هي أول مرة في التاريخ يحمل فيها مقام إبراهيم عليه السلام إلى دار الندوة، كما أنه لم ينقل لنا أنه نقل إلى أحد من الخلفاء لا قبلاً ولا بعداً غير هذه النقلة.
هجر دار الندوة وتخريبها:
بقيت دار الندوة داراً لإمارة مكة ومنزلاً للخلفاء أيام الحج حتى أيام هارون الرشيد فابتاع داراً للإمارة وبناها فصارت تنزل بدلاً من دار الندوة ومن ذلك التاريخ أخذ أثرها يتقلص شيئاً فشيئاً حتى خرجت وتهدمت يقول الخزاعي في تاريخ الأزرقي: رأيتها على أحوال شتى كانت المقاصير التي للنساء تكرى من الغرباء والمجاورين ويكون في مقصورة الرجال دواب عمال مكّة ثم كان ينزلها عبيد العمال بمكة من السودان وغيرهم فيعبثون فيها ويؤذون جيرانها ثم كانت تلقى فيها القمائم ويتوضأ فيها الحجاج وصارت ضرراً على المسجد الحرام ((ص 342 طبعة أوروبا)).
بقيت دار الندوة على الشكل المتقدم ينتقل حالها من سيئ إلى أسوأ حتى سنة 281 هـ فكتب صاحب بريد مكة يلفت نظر الوزير عبد الله بن سليمان بن وهب يشرح له الحالة التي آلت إليها دار الندوة ويطلب منه استمالة الخليفة المعتصم بالله بن أبي أحمد العباسي إلى عمارتها وجعلها مسجداً كما أنه سعى لدى أمير مكة (عج بن حاج) وقاضيها (محمد بن أحمد بن عبد الله المقدسي) وتمكّن من حملهما على الكتابة إلى دار الخلافة فنجح في سعيه ووصلت الكتب جميعها في بريد واحد وعرضت على الخليفة المعتصم فوافق على جعلها مسجداً مستقلاً وأوفد عبد الله بن يوسف نجل قاضي بغداد يومذاك للعمارة وأوفد معه الأموال اللازمة لذلك ولترميم المسجد والكعبة المطهرة فوكل أمر هذا العمل والإشراف عليه إلى الهياج عمير بن حيان الأسدي، فبدأ العمل وهدم البناية القديمة لدار الندوة وجعلها مسجداً يكاد يكون مستقلاً على أساس البناية القديمة وجعل له اثني عشر باباً على المسجد، ستة منها بمقياس خمسة أذرع طولاً وأحد عشر ذراعاً ارتفاعاً والستة الأبواب الباقية بمقياس ذراعين ونصف ذراع وتسعة أذرع إلا ثلثاً ارتفاعاً وجعل لها منارة وخزانة في زاويتي مؤخرها لا تزالان موجودتين حتى يومنا هذا، المنارة على يمين الداخل من باب الزيادة، والخزانة على يساره ولم يوضح الأزرقي ولا غيره تاريخ السنة التي انتهت فيها العمارة، واستنتج القاضي من رواية الخزاعي أن انتهاء العمارة يصادف عام 284 هـ وتعرف هذه العمارة عند مؤرخي مكة بزيادة دار الندوة وبالزيادة الأولى، ولأجل ذلك سمي باب الزيادة الموجود اليوم بهذا الاسم القديم فهو باب الندوة.
ضمها إلى المسجد:
ولما آلت الخلافة إلى المعتز بالله جعفر بن المعتصم أنفذ إلى واليه على مكة يومذاك القاضي محمد بن موسى بأن يوصل مسجد دار الندوة بالمسجد الكبير فغيّر الأبواب والطاقات في صدر المسجد الكبير وجعل بدلاً من ذلك أساطين فوصل بالحرم الشريف وصولاً حسناً حتى صار من كان في وسط دار الندوة من مصل أو غيره يستقبل الكعبة فيراها كلها وهذا العمل كان سنة 356 هـ.
ذرع مسجد دار الندوة:
ذكر الخزاعي أن المسجد الذي أحدث مكان الندوة كان مقاسه 84 × 76 ذراعاً ومقاس صحنه هو 49 × 47 ذراعاً بذراع اليد وذكر ابن ظهيرة أن مقاس المسجد 74 × ½ 70 وأن مقاس صحنه 37 × ½ 37 ذراعاً بذراع الحديد ونرجو أن يلاحظ القارئ أن هذا المقاس ليس هو مقاس المسجد فقط وهو قسم من دار الندوة يخيل إلي أنه أقل من النصف.
تحديد مسجد دار الندوة (1) :
لقد مرت على المسجد الحرام عمارات وترميمات عديدة بعد إنشاء مسجد دار الندوة فكانت تلك التعميرات بطبيعة الحال تشمل دار الندوة وهي كثيرة والمهم منها والتي أحدثت تغييراً ظاهراً هي عمارة الأمير بيسق الظاهري عام 804 هـ ثم عمارة السلطان سليم خان عام 980 هـ وفي هذه العمارة هدم جميع المسجد من أساسه وأنشئ إنشاءً جديداً ومن ذلك التاريخ حتى الآن لم تحدث في المسجد الحرام إلا ترميمات وإصلاحات بسيطة فالشكل الحاضر للمسجد المكي ومنه مسجد دار الندوة هو من بناية السلطان سليم خان (2) .
مكان دار الندوة وحدودها..
بالرغم من التفصيلات الكثيرة الموجودة في كتب التاريخ عن دار الندوة فقد ذهب بعض الناس مذاهب شتى وقيل في ذلك أقوال مختلفة ونأسف لكون بعضهم شط عن الحق والحقيقة ولقد ذهب بعض الكتّاب إلى أن مكان دار الندوة المقام الحنفي ومنهم صاحب الرحلة الحجازية (راجع ص 95) والحضراوي صاحب تاج تواريخ البشر وغيرهم كما أن ذلك علّق بأفكار الكثير من أهل الحجاز وغيرهم من أهل الأمصار وحتى كادت تضيع الحقيقة وقال بعضهم إن مكان دار الندوة الحجر المفروش خلف المقام والحقيقة التي لا مراء فيها أن دار الندوة كانت داراً كبيرة والذي نميل إليه ونعتقده بعد البحث الدقيق الذي قمنا به (أن دار الندوة كانت تبدأ من وسط حجرة المطاف من جهة والمقام الحنفي وتنتهي عند درج باب الزيادة وأن البنايات القائمة فيها كانت على أغلب الظن تمتد من درج باب الزيادة وتنتهي إلى الرواق ومن هنا تبدأ صالة دار الندوة فتنتهي في وسط صحن المطاف وفي وسط صحن المطاف كان باب دار الندوة) ولقد جرت عادة العرب في البنايات أن تجعل أمام البناية صالة واسعة (حوش) لدوابها ولا تزال هذه العادة متبعة عند العرب حتى يومنا هذا وهي عادة تقضي بها حياتهم الطبيعية للمتحضرين منهم ثم ليس من المعقول أن تكون دار الندوة التي هي في الأصل دار قصي سيد قريش والتي أنشأها داراً للملك ولسكنى عائلته وللنظر في الظلامات المرفوعة إليه مقاس المقام الحنفي، أو بمقام الحجر الذي خلته أن ذلك غير معقول وكون باب الندوة في وسط صحن المطاف وهي يومئذٍ داخلة في المسجد الحرام إلى أن قال فلم يزل باب الندوة في موضعه هذا حتى زاد أبو جعفر أمير المؤمنين في المسجد في آخره ثم إن منارة باب الزيادة الموجودة اليوم هي منتهى دار الندوة شيء مثبوت أيضاً يقول أبو إسحاق الخزاعي ص 344 ـ 345 طبعة أوروبا (ثم أخرجت القمائم من دار الندوة وهدمت ثم أنشئت من أساسها فجعلت مسجداً إلى أن يقول وجعل منها منارة وخزانة في زاويتي مؤخرها) أضف إلى هذا أن باب الزيادة الموجود اليوم كان يسمى باب الندوة وذكر ذلك الأزرقي في ص 329 وعرفه ابن ظهيرة بباب سويقة وقال عنه إنه في صدر زيادة دار الندوة وله منفذان ص 217 وكتب التاريخ الصحيحة كلها تقول بأن الزيادة التي أمام باب الزيادة هي من دار الندوة ومن أراد الوقوف على ذلك فعليه مراجعة البخاري ص 242 والعقد الثمين للفاسي ص 90 من نسخ المكتبة الماجدية والجامع اللطيف ص 202 والقطبي ص 66 والعقد الثمين 341 ـ 345 طبعة أوروبا ومرآة الحرمين لإبراهيم رفعت باشا ص 238 ج 1.
أما رواية القائلين اليوم بأن المقام الحنفي هو دار الندوة فهي رواية لا تستند إلى شيء من الأدلة، والمؤرخون الذين قالوا بهذا القول لم يجزموا به، بل ساقوه في جمل تشكيكية صاحب الأرج المسكي يقول: ((قيل إن دار الندوة محل الزيادة وقيل محل المقام الحنفي) أما قول صاحب الرحلة الحجازية فغير معتمد عليه لأن الرواية التي ذكرها لم يذكر مستنده فيها وينقض آخرها أولها حيث يقول ((وكانت دار الندوة عامرة بالحرم تجاه الكعبة من الجهة الشمالية الغربية وكان ينزل بها الخلفاء والأمراء في حجهم في صدر الإسلام ولكن أهمل أمرها في منتصف القرن الثالث الهجري وأخذ يتهدم بناؤها فكتب في ذلك للخليفة المعتصم العباسي فأمر بها فهدمت سنة 281 هـ وجعلت مسجداً وفيها قبلة إلى الكعبة ثم غيّر شكلها في ما بعد إلى شكل آخر واستمر مقاماً يصلي فيه الإمام الحنفي إلى أن أتى الأمير كلدي أمير جدة 947 هـ فهدمها وبنى المقام مربعاً من طابقين الأولى للإمام والمصلين والثانية للمؤذنين والمبلغين وهو على هذا الشكل إلى الآن ا هـ ص 95 فأنت ترى في هذه أنها كانت منزلاً للخلفاء وأنها هدمت وجعلت مسجداً. وهذا القول ما ذهبنا إليه، أما أن مكانها هو مكان المقام الحنفي فغير متصور إذ لا يعقل أن يكون مثل هذا المكان القائم الآن فيه المقام الحنفي منزلاً ينزله الخلفاء ثم مربطاً لدواب عمال مكة ثم مزبلة للقمائم ومستوضأ للحجاج، هذا أمر غير متصور ولا يسلم به عقل سليم وكون الندوة مرت عليها هذه الأدوار فذلك مثبوت وقد نقلنا للقرّاء في القسم السابق وصف الخزاعي لهذه الأدوار، أما أن مقام الحنفي على دار الندوة فهذا كلام لا أساس له في تاريخ الندوة في جميع أدوارها وإنما الذي جعل عليه قبة وتطاحن العلماء في خصوصه وعقدت اجتماعات كبيرة من أجله وصدرت فتاوى مطوّلة بأسبابه فهو المقام الحنفي الذي وهم فيه صاحبنا كما وهم غيره في ذلك الوقت، ولأجل إعطاء القرار صورة صحيحة عن هذا المقام فإني ذاكر تفصيل الحادث كما يلي:
كيف نشأ المقام الحنفي (3) ؟
في سنة 801 هـ بنى المقام الحنفي أربع أساطين من الحجارة من فوقها سقف مدهون وقد كان تقي الدين الفاسي من المعاصرين لها وقد أشار في كتابه (شفاء الغرام) إلى المعركة القضائية الحامية التي دارت حول هذه البناية في سعة وبسطة وملخصه أن العلماء أنكروا بنايته وأفتوا بهدمه وتعزير القائل بها، وكادت تنفذ تلك الفتاوى فلعبت الوساطة دورها فلم يهدم ـ وفي سنة 836 هـ عملت له قبة. وذكر القطبي أنه في سنة 933 هـ حج الأمير مصلح الدين الرومي فعقد بمكة مجلساً قضائياً ومؤلفاً من قضاة الأئمة الأربعة وقال لهم (إن الإمام الأعظم أبا حنيفة جدير بأن يكون له في هذا المسجد الحرام مقام يجتمع فيه أهل مذهبه ومقلدوه يكون أوسع من هذا المقام فأنكر بعض القضاة قوله وقالوا: ((إن عظم الأئمة وفضلهم واحد، وأشاروا إلى المعركة القديمة التي حصلت حينما أُنشئ وانفض المجلس على غير اتفاق ولكن العصبية المذهبية لم تقف عند ذلك الحد بل لعبت دورها فذكر القاضي بديع الزمان بن الضياء الحنفي للأمير مصلح أن جده القاضي أبا الضياء أفتى بجواز ذلك. فاعتمد الأمير مصلح على هذه الرواية وشرع في إتمام ما قصده، ولقد وصف ابن ظهيرة شكل تلك البناية فقال: ((جعل له قبة كبيرة شامخة على أربع بتر عراض جداً بأربعة عقود، إلى أن قال: وزاد في طوله وعرضه وأراد إيصاله بالمطاف فعرف أن ذلك يؤدي إلى قطع الصف الأول الذي يصلي خلف إمام الشافعية فاقتصر وانتهى بمجرايه إلى حاشية المطاف وفي سنة 949 هـ ولي على جدة الأمير كلدي فهدم القبة والمقام وبناه على شكل يكاد ينطبق على الشكل الحاضر وفي سنة 1072 هـ جدد عمارته السلطان محمد كزلار الآغا وفي سنة 1282 جددها السلطان عبد العزيز بالشكل الماثل أمام أعيننا وهذا مجمل تاريخ المقام الحنفي كما عرفته مصادرنا في تحقيقنا عن دار الندوة وهي تنطبق تمام الانطباق لقول المعارضين، ومن هذه الفقرة تستطيع أن تدلل على كيفية نشوء هذه الفكرة القائلة بأن مكان المقام الحنفي هو مكان دار الندوة.
كيف نشأت هذه الفكرة:
مما تقدم تلاحظ ثلاث نقاط:
النقطة الأولى: أن الأصل في إقامة هذا المقام التعصب المذهبي لا أكثر ولا أقل فما معنى أن نرفع قواعد المقام الحنفي بشكل يفوق مقامات الأئمة الأخر، وما الداعي إلى أن يعطل مرسوم الهدم لما أفتى العلماء بذلك، وما الموجب لأن يقول الأمير مصلح مقالته وأن يجيبه العلماء بتلك الإجابة، لولا التعصب المذهبي لما كان كل ذلك، هذه حقيقة يجب أن تسجل ويجب أن نؤمن بها أبعد حدود الإيمان.
النقطة الثانية: أن مكان المقام كان خالياً وإلا فما الداعي لإفتاء العلماء بهدمه وإزالته وتقرير من قال بجواز بنائه وقد ثبت تاريخياً أن دار الندوة عملت مسجداً مستقلاً في أواخر القرن الثالث ثم ألحقت بالمسجد في أوائل القرن الرابع الهجري وما معنى إسهاب الناس في وصف النزاع الذي قام بين العلماء من أجل ذلك وهم من المعاصرين لذلك الحدث والقائلين بأن مكان دار الندوة هي الزيادة؟ وما معنى أن المؤرخين الذين نقلوا حوادث نزاع المقام الحنفي لم يقولوا بأن مكانه هو موضوع الندوة ثم مسجدها؟ ولماذا احتج المعارضون كفكرة إنشاء بإشغال الأرض بما لا فائدة منه؟ ولماذا لم ينقل المؤرخون المتقدمون شيئاً يدل على أن دار الندوة تقع في جهة يمكن أن تفسر وتحدد بالجهة القائم فيها المكان الحنفي؟ لولا أن مكان المقام الحنفي كان خالياً وأرضاً بيضاء لما اعترض المعترضون، ولما صمت المؤرخون المتقدمون يجب أن نحكم العقل في ذلك ثم لقد روى أكبر أصحاب السير أن عير قريش الآتية من الشام التي بسببها وقعت غزوة بدر الكبرى أدخلت دار الندوة، إن تلك العير التي اختلف الرواة في عددها وعددها، مهما ضعفت قلت لا يمكن أن تحشر في دار يكون مقامها بمقاس المقام الحنفي.
النقطة الثالثة: إن هذا الحدث ترك في القلوب أثراً سيئاً وإلا فما الداعي لأن يضج العلماء ويؤلفوا الرسائل ويتطاحنوا في أمر بسيط؟ إن ذلك لم يحدث إلا من تأثرهم وإذا عرفنا أن العلماء أبعد النفوذ في كل شيء وأن في يدهم دون غيرهم مقلدين الحكم والأعمال وإذا فهمنا أن الحالة الاجتماعية كانت يومئذٍ متضعضعة أيما تضعضع وأن السلطة كانت للقوي دون سواه إذا عرفنا ذلك وفهمنا هذا، أدركنا التي مثل تأثر العلماء لا بد من أن يتسرّب إلى طبقة العامة فتتأثر هي بدورها تحت عامل الدين وبالأخص المسألة دينية أكثر منها اجتماعية ولما رغبت السلطة الحاكمة في تنفيذ إنشائه.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :5121  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 17 من 61
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

التوازن معيار جمالي

[تنظير وتطبيق على الآداب الإجتماعية في البيان النبوي: 2000]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج