شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الكتب والصحف التي أنصح الناشئة بمطالعتها (1)
رأي الأستاذ أبي عبد المقصود مدير جريدة أم القرى ومطبعتها:
فرض الأستاذ عبد القدوس الأنصاري، عليّ الكتابة في هذا الموضوع فرضاً وبالرغم من المحاولات الكثيرة في البعد عن هذه المفروضات فقد أبى وأصر والذي أخشاه أن يتخذ الأستاذ هذه القاعدة عادة فيتحكم في الكتاب الحجازيين كما تتحكم الهلال اليوم في الكتاب المصريين فهي تفرض مواضيعها عليهم وهم لا يستطيعون التمرد عليها فيكتبون مرغمين، وإذا استمر الأستاذ على خطته فسوف لا نستطيع التمرد عليه إذا ما أردنا.
أما الكتب والصحف التي يطلب الأستاذ النصح للناشئة بمطالعتها، فأظن أن الأستاذ يقصد بالناشئة المعنى اللغوي الذي تدل عليه (ناشئة)، هذا النشء الجديد يدخل فيه الشباب الذين بدأوا يجاهدون في الحياة، والطلبة الذين جاوزوا سن الطفولة وأرى أن انهماك الطلبة في قراءة الجرائد مهما كان اتجاهها ومبادئها غير مفيد، بل أميل إلى أن الضرر يغلب على غيره، إذ يجب أن يكرّس الطالب كل مطالعته وأوقاته حول المواد الدراسية التي يتلقاها، ثم الجرائد اليوم لا تفيد الطالب الفائدة التي نطلبها له والتي يطلبها الطالب لنفسه، إذ هي تخدم أغراضاً وتدافع عن نزعات ومبادئ حزبية لا تمت إلى جوِّهم المدرسي بقليل ولا كثير، ونظرية التعليم الحديثة تحرم على الطلبة قراءة الجرائد، فمن باب أولى تحريمها على طلابنا لسببين: الأول عدم مساس المبادئ التي تتقاتل عليها الصحافة الأجنبية بحياتنا من جميع نواحيها. والثاني: عدم وجود صحافة في بلادنا تفيد الطالب الفائدة التامة من الناحية الثقافية أو الاجتماعية. أما المجلات فلا أرى مانعاً من السماح للطلبة بمطالعة بعضها وبصورة لا تعيق الأعمال الدراسية التي يقومون بها، وخير المجلات العربية التي يمكن الاستفادة منها مجلة الهلال، العرفان، نور الإسلام.. الإخوان المسلمون، الإسلام، الرسالة، الرواية، المصور، اللطائف المصورة، والثلاث مجلات الأخيرة لاعتنائها بالناحية الفنية أما الكتب التي أختارها للطلبة فهي نفسها التي سيأتي ذكرها في قسم الشباب.
أما الجرائد والشباب ـ وأقصد بالشباب هذه الطائفة التي بدأت تجاهد في الحياة، فجرائدنا وإن كانت تتخبط في دياجير مظلمة وإن كانت لا تزال في بدء التكوين فقراءتها لازمة لا للشباب فقط بل لكل من يقرأ، وهذه للتعضيد من جهة والإحاطة بأداء كتّابنا من جهة أخرى، أما الجرائد العربية فلا تزال حتى الآن تخدم غايات حزبية صرفاً، فقراءة جميع أبوابها لا تفيد الشباب. ثم قدم ثبتاً للأبواب الصالحة في الصحف العربية، أتبعه بثبت طويل للمؤلفات التي ينصح بقراءتها، والشعراء الذين يفضل قراءة شعرهم، وهو ثبت حوى مختارات من القديم والجديد في التفسير، والحديث، والأدب، والتاريخ، وغير ذلك من فنون المعرفة وغيرها.
ومما يلحظه قارئ هذا الثبت أن الرجل كان متنبهاً كثيراً لحيل الدس والإفساد التي حوتها بعض مؤلفات المتأخرين مثل سلسلة الروايات التاريخية التي كتبها جورجي زيدان، فلقد استثناها مما يقرأ حين أشار بقراءة بعض مؤلفات هذا الرجل.
أما ما كتب العرب من القصص فإنه يرى أنها دون المستوى المرضي شكلاً ومضموناً وقد استثنى ما كتب بعضهم مثل المنفلوطي.
ويرى أن القصة الغربية، وبخاصة الفرنسية والإنجليزية، أقرب إلى التجويد في الشكل والمضمون من جل ما كتب العرب إذ ذاك.
ولطول ثبت أبواب الصحف وأسماء الشعراء وأسماء الكتب التي أوردها فإننا قد سمحنا لأنفسنا بإسقاطها، فلنكمل حديثه في هذا الميدان.
وبعد هذا أرى أن حصر الكتب والمجلات التي يحسن للناشئ مطالعتها أمر غير ممكن إذ ما دام التعليم موجوداً فالتآليف ستكون موجودة.
والتآليف اليوم أصبحت أوسع مما تتصور بكثير، فالمطابع كل يوم تظهر لنا الجديد، وفي هذا الجديد الغث والسمين فالحصر أمر مستحيل ونحن محتاجون لمطالعة الجديد كما نحن مضطرون لمطالعة القديم لذا يحسن أن نثبت كثيراً في اختيار الكتب الحديثة وبالأخص الذين لم ينضجوا بعد، وأخشى ما أخشاه، على الناشئة سيل الروايات الجارف، والرواية العربية حتى الآن لا تزال في دور التكوين وإذا استثنينا بعض الكتابات القصصية لتوفيق الحكيم والمرحوم المنفلوطي وبعض كتابات المازني وغيرهم من الكتاب القصصيين الموجودين فإننا نرى القصة العربية مفقودة، وأكثر الروايات التي تخرجها المطابع اليوم مصيبة على الأخلاق إذ غثها أكثر من سمينها، وأرى أنه إذا أردنا أن نسمح لناشئتنا بالتوسع في هذه الناحية فيجب أن ندقق كثيراً في الاختيار، وإني أفضل الروايات الإنجليزية والفرنسية على الروايات العربية لأن الفن القصصي ارتقى كثيراً في الأدب الغربي ارتقاء الغزل في الأدب العربي.
وعلى الوالي والمدرسة تحمل المسؤولية الكبرى في اختيار كتب المطالعة فعلى المسؤولين أن يدققوا المراقبة ويحسنوا الاختيار، كما أن مطالعة بعض الكتب تغذي الأفكار فكذلك مطالعة بعضها تسمم الأفكار ولا يوجد داء يهدد كيان الأمة كداء الأفكار المسممة فليتق الله أصحاب الأمانات في ما ائتمنوا عليه.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1059  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 10 من 61
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج