شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة المحتفى به الدكتور نايف الدعيس ))
ثم أعطيت الكلمة للدكتور نايف بن هاشم الدعيس فقال:
- بسم الله الرحمن الرحيم..
- الحمد لله حمداً يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه، وأصلي وأسلِّم على سيد الورى.. سيدنا ونبينا محمد (عليه أتم الصلاة والتسليم) وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
- أيها الإخوة الكرام: أحمل للوجيه الكريم ابن الكريم، الشيخ: عبد المقصود خوجه، كل تقدير وحب من ربوع طيبة، ومن سفوح جبالها، ومن ربوع قباء..، أحملها إليه لأنه أهل لها، فقد دعاني إلى التشرف بهذا اللقاء الكريم، وقد جاء في الحديث: "إن الرجل إذا أحسن إليه فلم يستطع مكافأة المحسن؛ بأن يدعو له" (1) فأنا أدعو الله (تعالى) له بالتوفيق والسداد، وأن يبارك في عقبه إلى يوم الدين..
 
- وأحمل إليكم تحية مماثلة ملؤها الحب والتقدير على تجشمكم هذا العناء، وتفضلكم عليَّ بالحضور؛ ولا أعرف بماذا أبدأ حديثي؟ فقد تفضل أساتذتي وأحبتي بالثناء الَّذي هو فوق ما أعلمه بنفسي، غير أنني أدعو الله لهم أن يوقفهم ويبارك لهم؛ وأحب أن أعرج على بعض حياتي، لعل في ذلك لهم ما يغنيني عن الحديث عن نفسي؛ ولعلكم تعجبون حينما أقول لكم: بأني ولدت في المدينة ثلاث مرات وشهادات الميلاد كلها تشهد بذلك، فشهادة ميلادي الأولى تشهد بأنني من مواليد خمس وستين وثلاثمائة وألف من الهجرة؛ والشهادة الأخرى تزيد عامين، والشهادة الثالثة تزيد - أيضا - عامين فوق الثانية؛ فولادتي في خمس وستين، وفي سبع وستين، وفي تسع وستين؛ والله أعلم بالصواب..، وإنما ذكرت لكم ذلك لتعملوا مدى عدم الانضباط الَّذي كنا نعيشه بسبب الكرة، التي أشار إليها أستاذي ومعلمي الَّذي أقرّ له بالفضل، الأستاذ الدكتور الخطراوي، فالكرة كانت تجبرنا على ذلك، فحينما نريد أن نمثل الدرجة الأولى في الفريق الأول يرفعون من أعمارنا، وكان الطبيب عادته هو الَّذي يحدد أعمار الإنسان، لا الإنسان ولا شهادة الميلاد، ولكن ذلك يتوقف على تقدير الطبيب.
- أيها الإخوة الكرام: تلقيت تعليمي الأول في الكتاتيب التي سمعتم بها، وكان مشهوراً بها الحرمان الشريفان، ومشهوراً بها - أيضاً - المدن القريبة من الحرمين.. فتعلمت على يد شيخ من المشايخ القدامى، وهو رجل مربٍ فاضل، اسمه: الشيخ طه السناري، وقد طواهم الزمان وراحوا في أدراج التاريخ، ومثله الشيخ عبد الحميد هيكل، والشيخ عبد الحميد مرشد، هؤلاء - الحقيقة - كانوا أفاضل، أجلاء، عظماء..، علمونا كيف نقرأ وكيف نكتب، ونحن في تلك المرحلة المتقدمة من التعليم، قبل أن نلتحق بالمدارس الابتدائية، ثم التحقت بالمدارس النظامية، وكانت لي مواقف ينبغي أن تذكر.
- فمع الأستاذ الدكتور الخطراوي أذكر مرةً، أنه كان يثق بي تماماً، فترك دفتر التحضير عندي فأنا حفيظ وأمين عليه، فكان الطلاب الَّذين لا يحضرون الدرس الأول ويحضرون الدرس الثاني، كنت أكتب أمام الطالب أنه حضر، فظن الأستاذ بشدته وقسوته، - وكان معلمونا كلهم أشداء ذوي قسوة، وكانوا هم الَّذين علمونا الحقيقة - نظر إلى الدفتر وقال: من الَّذي قال لك أحضر هؤلاء؟ وضرب الدفتر في صدري.
- وهناك موقف آخر في المرحلة الثانوية كان بسبب الكرة، جئت متأخراً في أيام الشتاء، وشتاء المدينة لا تسألوا عنه، وكان عندنا أستاذ (رحمه الله) يسمى الأستاذ محمود الإسكندراني، فجئت متأخراً وكنت جاداً على حضور دروسي - بفضل الله - وقد شهد على ذلك أستاذي الدكتور الخطراوي، ورأيت الأستاذ محمود الإسكندراني واقفاً على مدخل المدرسة - كان مراقباً - ويحمل بيده عصاه المشهورة، وأنا أشفقت على نفسي لأنه يضرب على اليد عشر جلدات، ثم يسمح للإنسان بالدخول؛ فاستعظمت الأمر وقلت: كيف يفوتني الدرس؛ فما كان مني إلاَّ أن تسلقت ثلاثة أدوار من الجهة الخلفية للمدرسة إلى سطح المدرسة، ومن ثم إلى الفصل، ونجحت في المحاولة؛ وعندما حاولت - مرة أخرى - تكرارها وقعت في الفخ، فعندما تسلقت الجدار واقتربت من السطح، انكسرت المواسير التي كنت أعتمد عليها في صعودي، وظللت في الجو معلقاً، فانبرى لي الأستاذ الإسكندراني والأستاذ صالح الحيدري (رحمه الله) والأستاذ أحمد بشناق (أطال الله عمره) أيضاً؛ وكان مديراً للمدرسة، انبروا لي وصاروا ينظرون متعجبين، وصاحوا: نستدعي المطافي؛ فقلت لهم: امسكوا الماسورة وأنا أنزل؛ فأمسكوا بالماسورة حتى نزلت سالماً معافى، إلاَّ أن جلدي قد سال دمه من شدة الضرب الَّذي انهال عليَّ من الأساتذة.
- ولي مواقف أخرى - أيضاً - مع الرياضة، فقد كنت أمثل المنطقة الغربية في تلك الفترة، في رمي الجلة، فقد كنت قوياً كما قال الدكتور الخطراوي.
- بعد المرحلة الثانوية التحقت بكلية التربية في مكة المكرمة، وأصبت في نفسي مصيبة عظيمة لا أعرف مصدرها، إلاَّ أن تكون العين؛ حتى أن والدي (غفر الله له ولأموات المسلمين) جاءني؛ وكان والدي رجلاً لا تحركه العواطف على نحل جسمه، وصغره، ولكنه تحرك وجاءني إلى مكة، وطلب مني أن أترك مكة وأنتقل إلى المدينة من الحالة التي رآني بها؛ وانتقلت بالفعل حباً في تحقيق رغبة والدي، وإن كنت في تلك الأيام بي بعض القسوة على نفسي، وكنت أتمثل بأبيات من الشعر حتى أضع بعضها في غرفتي كقول الشاعر مثلاً:
وعلمنا بناء المجد حتى
أخذنا إمرة الأرض اغتصابا (2)
وما نيل المطالب بالتمنّي
ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
 
- وأمثال هذه الأبيات التي فيها حثّ وحضّ على العمل وعلى الجهد والاجتهاد.
- فانتقلت إلى المدينة وعانيت سبع سنوات مما أصبت، ومع هذا لم أترك دراستي؛ ولعل في ذلك درس للإخوة الشباب - أو لمن عنده ابن شاب - مما يدعونه اليوم بالعقد النفسية، وما شابه ذلك وهم لم يتحملوا شيئاً مما رأينا أو تحملنا..
 
- التحقت بالمرحلة الجامعية، ودرست في كلية الشريعة - مرة أخرى - بعد أن تركت كلية التربية، التحقت بالجامعة الإِسلامية، وكان في ذلك خير (ولله الحمد) لي، وكان الناس في تلك الفترة لا يفهمون معنى الرسالة التي تؤديها الجامعة الإِسلامية، وربما يَسِمُونها - أو يصفونها - بأشياء لا تليق بها؛ وكان دخولي للجامعة نموذجاً يحقق للناس مفهوماً غير المفهوم الَّذي كان قد بات وعشش في أذهانهم؛ وتخرجت في الجامعة، وبعد أن تخرجت بعثتني الجامعة للدراسة العليا، وكنت أعشق النحو عشقاً لا مزيد عليه، أحب النحو، أستمتع في قراءة كتب النحو استمتاعاً بالغاً لا حد له، الله (سبحانه وتعالى) لم يرد لي أن أتجه ذلك الاتجاه، وبحثت في كل الجامعات في تلك الفترة أن أتخصص في النحو، فأراد الله لي ذلك، فعدت إلى الجامعة، وفي عودتي أدركت أن الجامعة عينتني مدرساً في المعهد الثانوي، وبعدها بسنة افتتح قسم الدراسات العليا، في الجامعة الإِسلامية، وكان قاصراً على قسم السنَّة، وما كنت أعرف شيئاً في علوم السنَّة ولا علوم الحديث، ولا أعرف شيئاً عن حديث رسول الله، ولكن ثقة مشايخي (جزاهم الله عني خيراً) دفعوني إلى هذا القسم دفعاً، فسجلت في قسم السنَّة، وبفضل الله عليَّ أن أراد لي الخير، فرأيت علماً لا علم مثله، ولا يخطر في بالي أن علماً كهذا العلم، فيه من الكنوز ما فيه، لا سيما وأنت تدرس من خلال بحثك ومن خلال مطالعاتك، إنما تدرس رسول الله، وأحوال رسول الله، وتقرير رسول الله، وأقوال رسول الله، وكل ما يتعلق برسول الله صلى الله عليه وسلم تجده في هذه المادة التي شرفني الله بها.
- إضافة إلى هذا، أنني كنت أقرأ - من باب التبرك - في المسجد النبوي على فضيلة الشيخ محمد المختار (رحمه الله) وهو عالم مشهور، درست عليه صحيح البخاري، ودرست عليه صحيح مسلم، وكنت أنا القارئ في الدرس عليه والناس حضور، وأيضاً كانت لي مواقف معه (رحمه الله) وقرأت عليه جامع الترمذي، وقرأت عليه تفسير القرطبي، كل ذلك في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم نتبرك بذلك؛ وأيضاً درست عليه سيرة ابن هشام، ودرست عليه شرح ابن عقيل في النحو.
- وأذكر يوماً وأنا أقرأ عليه حديثاً في صحيح مسلم، لا أستحضر الحديث اليوم، ولكنني أذكر أنني وأنا أقرأ على الشيخ قلت: قال الإمام أبو الحسين مسلم بن الحجاج (رحمه الله) حدثنا فلان عن فلان، حتى أتيت إلى راوٍ اسمه: إسماعيل بن محمد، وهو راوٍ مشهور بين علماء الحديث، فرأيت الشيخ وكان يلبس نظارة صغيرة كبر بنان الخنصر، فأنزلها - هكذا - وقال: أعد يا دعيس، فأعدت القراءة؛ فأخذ يوبخني (رحمه الله) وقال: أنا ما سمعت أحداً في الدنيا يخفف همزة إسماعيل غيرك يا دعيس؛ وقد تبادر إلى ذهني شيء آخر، فقلت له: يا شيخ.. ولكن فاتك أنني قرشي؛ قال قاتلك الله، وأنا أشرت بقولي هذا إلى مسألة في القرشيين - وخاصة الهاشميين - لا قدرة عندهم على نطق الهمزة.
- ودرست - أيضاً - على الشيخ محمد الأمين الشنقيطي (رحمه الله) صاحب كتاب: "أضواء البيان" درست عليه أصول الفقه، فكان - أيضاً - رجلاً شديداً جداً؛ وأذكر من ملحه ولطافته أن أحد الطلاب - وكنا طلاباً - في السنة الرابعة في الدراسة النظامية، وهي السنة التي توفي فيها (رحمه الله) -، وسأل شيخنا محمد الأمين الشنقيطي، قال: يا شيخنا ما هي شهادة الزور؟ الشيخ تعجب!! طالب في السنة الرابعة في كلية الشريعة ولا يعرف شهادة الزور؟ فقال له: يا ابني أنت ما تعرف شهادة الزور؛ قال له: لا والله يا شيخ ما أعرفها.. قل لي ما هي شهادة الزور؟ قال: يا بني بقي على الامتحان ثلاثة أشهر، فإذا ما دخلت وامتحنت، وناولوك شهادة، فتلك شهادة الزور.
- أذكر - أيضاً - موقف آخر في شدة هذا الرجل (رحمه الله) في تعليم الناس.. مر حديث يقول فيه الرسول صلى الله عليه وسلم: "مطل الغني ظلم" فقال الشيخ: - وكنا لا نغادر صغيرة ولا كبيرة في الحديث، والتفسير، والتخريج؛ إلاَّ ويذكرها الشيخ، إنه علم.. يشبه التخصص الآن في الجامعات، والَّذي لا نعترف به الحقيقة، - قال الشيخ في جملة ما قال في الحديث: هذا من باب إضافة المصدر لفاعله، فخطر في بالي سؤال قلت للشيخ: أما يجوز أن يكون من باب إضافة المصدر إلى مفعوله؟ غضب عليَّ الشيخ، قال: ما يقول هذا إلا جاهل، كيف تقول هذا السؤال؟ ثم بحمد الله، وليس تقليلاً من مكانة الشيخ، فالشيخ مشهود له، شهد له القاصي والداني، والشيخ محمد الأمين الشنقيطي أعلى من أن أذكره وأعلى من أن أزكيه؛ أنا بحثت في الكتب لأعرف هل يجوز ذلك أم لا؟ فوجدت في كتاب: "سبل السلام" قال: ويجوز أن يكون ذلك في باب إضافة المصدر للمفعول؛ فحمدت الله، ولكن ما جرأت على شيخي أتحدث إليه.
- وموقف آخر مع الدكتور محمد أمين المصري، وهو الَّذي أشرف على رسالتي في الماجستير (رحمه الله) وكان الرجل يربيني تربية، وأنا لا أعلم يا إخوان إلاَّ الآن تلك التربية، الرجل قاسٍ وصعب ولا أعرف ماذا يريد مني؟ أكتب كتابة ثلاثة أشهر في بحثي فأذهب إليه، فلا ينظر في أوراقي؛ وكنت أخدمه، أحمل إليه الماء في سابع دور، وأطبخ له الكوسا ليأكلها، لأن معدته تعبة؛ فكنت أنا الطباخ، وأنا الحامل؛ مرةً حملت الشيخ الدكتور محمد أمين للدكتور وهو يربت على كتفي ويقول: لولا ابني هذا الحمار لمت في مقعدي؛ بعدئذ علمت أن الحمار له مكانة، وأنه ذو صبر وجلد، وأن حزباً من الأحزاب يتصف أو يمتدح بأنه منسوب إلى حزب الحمير.. هذا معروف، تعرفونه كلكم، وكان محمد بن مروان - وكان خليفة مشهوراً - كان يلقب بالحمار.
- فتعجبت من هذا، كيف يعاملني الشيخ - دائماً - هكذا؟ ودائماً يسب، وإذا جئت ببحوث، - وهذا الَّذي كان يؤلمني - قبل أن يقرأها يرميها في وجهي؛ ويقول لي: قم اطبخ الكوسا، هذه كتابة بني آدم؟ ما كنت أعرف ماذا يقصد الشيخ؟ حتى سمعت للشيخ علي الطنطاوي (الله يذكره بالخير) حديثاً يذكر فيه الشيخ الأمين المصري، فذكره وقال: إنه كان ممن يميل إلى التصوف وإلى التربية الصوفية، حتى إنه امتنع عن الطعام، والعهدة على الشيخ الطنطاوي، يقول: امتنع عن الطعام مدة أربعين يوماً!! والله أنا ما كنت أظن أن الدكتور الأمين المصري كان سيجعلني لا آكل أربعين يوماً؛ ما كنت أعتقد ذلك، ولكن لما سمعت من الشيخ الطنطاوي هذا الخبر حقيقة، عرفت أن الرجل كان يريدني أن أكون رجلاً، يربيني تربية فيها قسوة وشدة ليعلمني، رحمه الله، ورحم أمثاله من مشايخنا الكرام.
- ولي موقف مع أستاذنا الجليل، والمربي الكبير، والكاتب الأديب الَّذي لا يمكن أن أصفه.. الأستاذ أحمد عبد الغفور عطار، فقد كتب مقالاً مرة في جريدة قال فيه: (إن الناس يصومون في غير يوم عاشوراء) وهذا في ما يتعلق ببحثي كما قال الدكتور عبد المحسن، فرددت على الدكتور أحمد عبد الغفور عطار (رحمه الله وأسكنه فسيح جناته) رددت عليه في مقال مهذب، لأنني أعرف وأعترف أنه ليس في طبقة أساتذتي، بل في طبقة الجيل الَّذي لا يمكن أن يتكرر في بلادنا؛ فغضب الشيخ أحمد العطار وكان في حديثي حدة، ولكن لم يحدث شيء، وعندما أصدر كتاباً عن العقاد، - وأنا في الحقيقة من المعجبين بالعقاد والرافعي معاً - قلت: يجب أن يكرم العقاد والعطار من خلال هذا الكتاب، في ندوتنا في المدينة؛ فوضعت الكتاب للتكريم، وكان يحضر مجلسنا علماء ومفكرون، فأخذ كل منا جانباً من جوانب الكتاب وتحدث عنه، وأخذت الصحافة - سامحها الله - وكان أستاذنا الأستاذ حامد مطاوع قطباً من أقطاب الصحافة، فكتبت الصحافة بالخط العريض وعنوان بارز: "كتاب العقاد للعطار" على السفود؛ وقد أثارت هذه العبارة الأستاذ العطار إثارة عجيبة جداً، فطلب من الأستاذ الكريم - رئيس النادي - الأستاذ محمد هاشم رشيد - هو أيضاً في منزله والد كريم، أيضاً لا أستطيع أن أثني عليه بما يستحقه، بقدر ما أدعو له - فطلب الأستاذ عطار من الأستاذ هاشم أن يلقي محاضرة في النادي الأدبي للردّ عليّ، وأنا لست المتكلم؛ فلما جاء الأستاذ العطار إلى المدينة (رحمه الله) وكنت في جدة، واتصلت بالدكتور الخطراوي فقال لي: الموضوع يهمك وأنت في جدة؛ قلت له: سأحضر؛ فجئت إلى المدينة، وطلبت زيارة الأستاذ أحمد عبد الغفور عطار في الفندق، ولحسن الحظ في أثناء قدومي إليه اتصل بالأستاذ هاشم رشيد، واتصل بالأستاذ الشاعر عبد الرحمن رفه، والأستاذ الشاعر حسن صيرفي؛ فحضروا ليشهدهم بأني حضرت إليه؛ فقال لي الأستاذ العطار (رحمه الله): هل من المعقول أن تأتي وتزورني؟ قلت والله أجيء وأزورك وأنت صاحب حق وصاحب فضل، ورجل مربٍ، ومعلم في هذا البلد؛ ونحن مدينون لك، قال لي: هذا ليس معقولاً.. يا أستاذ هاشم خذ هذه المحاضرة ونقحها فقد سببت الرجل؛ اللهم اغفر له وارحمه.
 
- ذلك الموقف الطيب جعلنا أكثر قرباً وحباً، ثم صار من أحب الناس إلى قلبي، وكان من قبل حبيباً ولكن زادت محبته، وأنا الَّذي حظيت بمحبته حتى مات، وحتى اليوم أبناؤه يبحثون عني (جزاهم الله عني خير الجزاء) ولكني مقصر في حقهم.
- أيضاً أشار الإخوة الكرام إلى موضوع التعليم الخارجي، وأبشركم بأني تلقيت الكثير من الكتب إلى رسول الله بالسلسلة، يعني أحفظ ذلك بالحديث المتسلسل رواية، كما أحفظ نسبي بفضل الله إلى رسول الله، أحفظ كثيراً من الكتب والأسانيد مني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك بفضل الله عليَّ، ثم بفضل مشايخي الحاضرين منهم، والَّذين انتقلوا إلى رحمة الله؛ ومن الأسانيد التي أحملها أحاديث عن الشيخ علوي مالكي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهذا من فضل الله عليَّ ورحمته وفضله، وسعة كرمه؛ ولا يسعني - والوقت قصير وقد أدركنا - إلاَّ أن أدع فرصة للإخوة أن يسألوا في أي جانب من جوانب حياتي العلمية.. أو حتى الخاصة، فأنا معروف عني أنني زائد الجرأة.
- وشكراً لكم - مرةً أخرى - ولكل من أسهم في هذا الصرح الكبير والبناء الشامخ؛ الَّذي أدعو الله له أن يكون علماً ونبراساً يضيء من خلال وجوده، ومن خلال بعوثه إلى المناطق الأخرى بداخل المملكة وخارجها.
- والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :704  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 34 من 155
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج