ليلى رأيتك فاستقام بخافقي |
فرح تجلّى دونه الأفراح |
وعلمت أن القلب ينطق بالهوى |
بفصاحةٍ لم يبدها الإفصاح |
فطفقت أسأل عن رياض وصالنا |
قيل العقيق مكانُها والساح |
فعرفت أن الباب أُشرع للقا |
فولجته. فتلاقت الأرواح |
ومضيت أبحث عن مكان إقامتي |
فوجدتُ أن ربوعها لَفِسَاحُ |
فالليلُ في دنيا العلوم حياتُنا |
متلألئٌ ما مثله الإصباح |
وهناك إخوانٌ لنا وأحبَّة |
نجم يُضيء. وبلبل صدّاح |
العلم ينبض بالعذوبة بيننا |
منه الشرابُ وتُملأ الأقداح |
في كل سبت نور جمع حافل |
يَسبي القلوب لأنهنَّ صحاح |
تجري رياح الفكر أنَّى شئتها |
من غيرهن فلا تهبّ رياح |
مَنْ كان ذا ظمأ يحطّ رحاله |
فالماء - ينبع كالعيون - قراح |
في كل أمر من أمور حياتنا |
تجري بحوث والنقاش يُتاح |
لا جهل يُشكى اليوم من تبعاته |
فالطبُّ لمسٌ ماله جرَّاح |
والكل يُقبل لا يُشيح بوجهه |
إذ ليس منَّا من عَتَوا وأشاحوا |
وسفينُنا ربَّانُها ربُّ النهى |
يسعى به في بحره الملاّح |
بالجد يسعى في الأمور جميعها |
إن الحياة مطالب وكفاح |