شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
2 ـ القضايا التربوية والاجتماعية
لقد كتب محمد سعيد عبد المقصود معظم مقالاته التربوية والاجتماعية في صحيفة ((أم القرى)) أولاً ثم استمر في كتابتها بعد ذلك في صحيفة ((صوت الحجاز))، وكان لا يوقع فيها باسمه الصريح بل بأحد اسميه المستعارين ((غربال)) أو ((متألم)). ومن أهم الأمور التي كانت تشغله في قضايا التربية كما تشغل الكثير من معاصريه ما كان يواجهه الطفل آنذاك من متاعب ومثبطات في نطاق أسرته الخاصة أولاً ثم في الوسط المدرسي والوسط الاجتماعي الذي يعيش فيه. وقد تحدَّث في مقالته التي نشرها في صحيفة ((أم القرى)) في ثلاث حلقات سنة 1350هـ ـ 1932م، وكانت بعنوان: ((أنا والأخلاق))، عن ضرورة الالتفات إلى ما يعانيه الطفل من هموم ومشاكل من شأنها التأثير في نفسيته وسلوكه وتحصيله. وقد ساق بعض ذكرياته عن المدرسة التي تعلّم فيها والأستاذِ الذي تلقّى الدرس على يديه وعن سياسة التعليم وصلات أولياء الأمور بالمدارس آنذاك، كما تحدَّث عن الرّفاق الذين صحبهم والوسطِ الاجتماعي الذي عاش فيه. ويبدو أن هموم الطفولة قد ألحّت عليه مرة أخرى فنشر مقالته الثانية عن هذا الموضوع أيضاً في صحيفة ((أم القرى)) سنة 1351هـ ـ 1932م في ثلاث حلقات، وكانت بعنوان: ((تربية الأطفال)).
لكن ابن عبد المقصود لم يقتصر على أمور التربية والطفولة فحسب، بل شغل، كما شغل رفاقه في ذلك الزمان بأمور المجتمع ونقد العادات والتقاليد، فتحدث في عدة مقالات في ((أم القرى)) و ((صوت الحجاز)) عن ((الرجل في بيته))، و ((الرجل في مهنته))، وعن ((الشوارب واللحى والتواليت))، كما ندّد باستخدام بعض الألفاظ الأجنبية مثل كلمة ((آلو))،وكذلك باستخدام بعض الألفاظ الأجنبية في لعبة كرة القدم، وهو يطالب بتعريبها. ثم تحدَّث في مقالات أخرى عن الجانب الاقتصادي، ((كيف ننفق)) وعن التجار وأرباب المهن، وعن الوقت وكيف نضيعه سدىً في لعبة ((الجوكر)) وغيرها، وتحدَّث أيضاً عن لعبة كرة القدم وما يجري فيها من مشاحنات بين بعض الفرق، كما تحدَّث عن الزواج وتقاليده في الحجاز خلال تلك الحقبة.
وشغل محمد سعيد عبد المقصود، كما شغل غيره في ذلك الزمان بمشروع القرش الذي اقترحه عزيز ضياء. وهو يثني على ذلك المشروع كما يثني على صاحبه وما كان يتميز به من غيرة وجرأة أدبية، ويأسف لتعثر مشروع القرش وعدم مساندة الأغنياء له، كما يعترض على استغلال مدارس الفلاح له ويرى أن تصرف إيراداته في مشروع حيوي عام.
وتحدَّث ابن عبد المقصود في أربع حلقات في ((صوت الحجاز)) 1352هـ ـ 1933م) عن ((المسائل الحاروية)) فبيّن التكوين الحاروي وأثره في التاريخ الحجازي وأوضاعه في الوقت الراهن: ((أسباب النزاع الحاروي وتاريخه))، ((الاعتزاز الحاروي))، ((العناد الحاروي))، ((اللباس الحاروي))، ((النخوة الحاروية)). كما تحدَّث أيضاً عن: ((الحدود وتأثيراتها في الحارة)): ((تخطيط الحدود والتاريخ الحجازي))، ((الحدود الحاروية الحاضرة))، ((نزاع الشبيكة والمسفلة)).
وفي مقالين آخرين، وفي صحيفة ((صوت الحجاز)) أيضاً (1356هـ ـ 1937م) تحدَّث ابن عبد المقصود عن ((مشكلة الأزياء))، وتساءل: ((أما آن لمشكلة الأزياء أن تحل؟))، كما وجَّه رجاء إلى مديرية المعارف آنذاك قائلاً فيه: ((إن توحيد الزيّ من مظاهر حياة الشعوب، وإن شعبنا شعب من الشعوب التي يجب أن تكون له من مظاهر الحياة ما لغيره))، وهو يتحدث في ذلك المقال عن ضرورة توحيد الزي للتعبير عن وحدة الأمة وقوَّتها، ويرى أن كثرة الأزياء ينبغي التغلب عليها، وأن المجاورين لا يزالون يحتفظون للأسف بأزيائهم الأصلية. فينبغي على مديرية المعارف أن تفرض زيًّا عربياً موحداً لجميع التلاميذ. ويقول أيضاً في مقال آخر: ((إن بقاء أزيائنا بالشكل الحاضر ـ مجموعة أزياء مختلفة لأمم مختلفة جناية وخطر يجب أن يزولا، وينبغي أن يوضع حد لهما. ويقول لا بد للجهات المسؤولة أن تنظر في الموضوع من جميع جهاته وتعمل ما فيه الخير والمصلحة)). (صوت الحجاز، ع259، س6، 1356هـ ـ 1937م، ص 1).
وتطرّق ابن عبد المقصود أيضاً إلى قضية تعليم المرأة وهي القضية التي تداولتها الأقلام في ذلك الوقت فنشر مقالة بعنوان: ((المرأة الحجازية جوهرة ثمينة))، وهي ضمن مذكراته عن بيروت، يقول فيها إنه التقى أحد الشباب المصريين في ردهة الفندق الذي يسكنه آنذاك ودار بينهما حديث عن سفور المرأة وتهتكها، وأن ذلك التهتك إنما كان من صنع الرجل لا من صنع المرأة. وقد سأله الشاب عن المرأة الحجازية فأجابه ابن عبد المقصود بأن المرأة في الحجاز مصانة بالإسلام، وهو يؤيد تعليمها في حدود الدين وتربية الأطفال وأعمال المنزل. ويبتهج الشاب المصري بما سمع منه ويقول له إن المرأة الحجازية جوهرة ينبغي المحافظة عليها.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1533  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 230 من 252
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور محمد خير البقاعي

رفد المكتبة العربية بخمسة عشر مؤلفاً في النقد والفكر والترجمة.