شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
صفاته وأخلاقه رحمه الله
إذا أردنا التعرف على أخلاقيات المحتفى به فإن صديقه ورفيق دربه ((الشيخ أحمد ملائكة)) يصفه بما يرسم لنا صورة مجسدة عن أبي عبد المقصود، فيقول: ((كان يرحمه الله ـ فارع الطول، أبيض البشرة، طلق المحيّا، مع صرامة تظهر في أثناء العمل، تكسوه لحية صغيرة، ويعتبر ابنه (عبد المقصود) أشبه الناس به خِلقةً وخُلقاً وحباً للأدب والعمل الجاد)) (1) ، وكأننا ننظر إلى الشيخ محمد سعيد رحمه الله المحتفى به في ابنه الوجيه المحتفى به كذلك معنا في رحاب هذه الجامعة المكية.
ويمكننا كذلك أن نعرف عن كثب عن شخصية أديبنا الشيخ محمد سعيد خوجه، في الصورة التي أراد لها أن تظهر في التاريخ المعاصر شيخ وأديب مدني كبير هو الأستاذ عبد القدوس الأنصاري الذي جعل العدد الممتاز من مجلته الأدبية الثقافية ((المنهل)) لتسطر بأحرف من نور عن صفات وأخلاقيات المحتفى به بقلم أديب كذلك هو الأستاذ محمد عمر عرب في ختام عام 1367هـ فقال عنه رحمه الله: ((رغب إليّ أن أكتب هذه المرة ـ نبذة عن حياة الفقيد محمد سعيد عبد المقصود وهذا الطلب وإن كان فيه تسجيل لبعض حوادث التاريخ القريب، فإنه مبعث أسىً في النفس لفقدان ذلك النشاط المتوثب وتلك الحيوية المتدفقة)).
يصفه الشيخ محمد عمر عرب فيقول: ((ولقد كان رحمه الله ـ ذا حسٍ مرهف جداً يبلغ لحد العصبية المفرطة، عاطفياً بكل ما في الكلمة من معنىً وقوة.. وكان شُعلة وطنية متأججة يجاهر بآرائه ولا يبالي بالنتائج مهما كانت..
وكان ـ رحمه الله ـ شعلة متقدة من الذكاء، ذا عزيمة جبارة، وذهنية لماحة، وليس هذا مديحاً مرسلاً لصفاته وأخلاقه، لكنها حقيقة واقعة يعرفها الخاص والعام من أصدقائه ومعارفه..
لقد كانت آماله كباراً رغم نحافة جسده، فحين ناء جسمه الضئيل بأماني نفسه الكبيرة، تلاشى هذا الجسم واضمحل كما يقول الشاعر (وهو المتنبي):
وإذا كانت النفوسُ كِباراً
تَعِبَتْ في مُرادها الأجسامُ
أما أخلاقه مع موظّفيه فأحْسبني ـ والقول للأديب عرب ـ لا أتجاوز الحقيقة حين أقول: إن موظفيه من أصدقائه، من الموظف الكبير حتى العامل الصغير (كلّهم) (2) ، من خيرة أصدقائه.. لكن معاملته معهم في أعمال الوظيفة وأثناء أدائها كانت تتسم بالرسمية المتمكّنة. فلقد كان يعاقب الموظف الكبير كما يعاقب الموظف الصغير على أيّ تأخر منه أو قصور، وكان مفرطاً في الرقابة والتدقيق والتنسيق في الأعمال، لكنه خارج الوظيفة كان أخاً كريماً وصديقاً حميماً، يعامل الصغير منهم قبل الكبير بروح مرحة وعاطفة)).
وأقول معقباً فرحاً فخوراً بتلك الشخصية النبيلة المتميزة شخصية أبي عبد المقصود رحمه الله، وما أحوج شبابنا إلى أن يعرفوا شيئاً من هذا الخلق الفاضل المتمثل حقيقة في ابنه في ثقافتنا العربية المعاصرة.
ولم يكتفِ الأستاذ عمر عرب، رحمه الله، برسم صورة أخلاقية تكاد تكون نادرة وهي مثالية في آل الخوجه ابتداء من الجد العالم ووصولاً إلى الحفيد الشيخ عبد المقصود فحسب، بل إنه ذكر من سمو أخلاقياته أنه ((كان كريم النفس، كريم اليد، كريم المعاملة، لو ادخر ما كسبته يداه من أموال لمات وهو من أغنى الرجال، إن لم يكن في المال ففي الأخلاق والأعمال. لقد طوت يد القدر بموته صفحة مشرقة من صفحات العمل المجدي والجهد المتواصل والحياة الزاخرة بقوة الشباب وتوقّد الذهن.. فرحم الله تلك النفس النبيلة وتلك الأخلاق الكريمة وعوّضه عن هذه الحياة الدنيا الفانية جنةً (عرضُها السموات والأرض أُعِدت للمتقين))) (3) . وليس بخاف أن الجانب الأخلاقي الإنساني في السيرة العطرة لأديبنا المتميز ذي الصبغة الأخلاقية الفاضلة لهو جانب مشرق فيه يسترعي نظر المؤرخ لهذا الأديب الرائد أبي عبد المقصود ففي هذه الأخلاقيات الفاضلة له دروس تاريخية يتطلّع إليها عشاق الحيوية والجدية في القول والفعل والعمل كما تمثلت في سلوكيات وأخلاقيات ابنه البار عبد المقصود خوجه مؤسس ((الاثنينية)).
وإن وقفة متأنية كذلك عند كلمات صديقه الأديب الشهير والمؤرخ المكي الشيخ ((أحمد السباعي)) أول رئيس لنادي مكة الثقافي الأدبي يقول عن أديبنا الكبير محمد سعيد: ((فرحمة لك يا سعيد.. هكذا انتهيت وهكذا ينتهي الأفذاذ تاركين في أمتهم ديوناً مثقلةً عليهم للمروءة والنبل وحسن المقابلة أن يضطلعوا بها. فهل نكون الأوفياء لتركتك في أطفالك ولما يتجاوز أكبرهم سن الكُتّاب فنوفيك إحساناً بإحسان وفضلاً بفضل ـ اللَّهم إنها تجارب الحياة يُعين اللَّهُ بها عباده)) (4) .
وأحب أن أذكر بالخير في معرض الوقوف عند محاسن أخلاقيات المحتفى به وكلها محاسن أن صديقه ورفيق دربه الأديب معالي الأستاذ ((عبد الله بلخير)) حين تحدث عن أستاذنا أحمد السباعي في الاثنينية الرابعة في 10/4/1403هـ، التي كُرم فيها من قبل الوجيه الوفي لأبيه ولعشاق الأدب ومريديه أنه كان رجلاً حباه الله من العلم والفضل ومكارم الأخلاق ما مكّنه أن يتبنى الأولاد الصغار وأن يتبنى الشباب ويشجعهم، وهي صفات عظيمة (كما يقول معالي الشيخ بلخير رحمه الله) يتمتع بها أيضاً أخي وأستاذي الأستاذ محمد سعيد عبد المقصود كما يعرفه)) (5) .
ولقد كان المحتفى به الشيخ محمد سعيد أخاً وصديقاً ومستشاراً لمعالي الشيخ عبد الله بلخير شريكه في المؤلف الأدبي الفريد ((وحي الصحراء)) وسيكون مذكوراً بعد هذه الوريقات ضمن الجهود العلمية المباركة لأبي عبد المقصود رحمه الله. ويسجل معالي الشيخ عبد الله بلخير هذه الميزة والتميز لصديقه محمد سعيد في الاثنينية المذكورة يقول الشيخ بلخير رحمه الله: ((فكتبتُ خمساً وعشرين أنشودة، كلها قبل أن أتعرف على شعراء الأناشيد في مصر وسوريا ولبنان، وطبعاً كنت أطلع محمد سعيد عبد المقصود عليها وقبل هذا كنت أنا ومحمد سعيد عبد المقصود عندما أزوره في منزله نجلس ونفكر في أحوال بلادنا وكنا نضيق ذرعاً من تلك الأناشيد التي يرددها مرتادو القهوة التي تقع أسفل داره فقال لي: لماذا لا تكتب لنا أناشيد باللغة الدارجة نعطيها لهم بدل الأغاني التي ينشدونها؟ ونعطي كل واحد منهم نصف ريال كي يوافقوا على إنشادها..)) (6) .
أما صفة ((الكرم)) لأديبنا أبي عبد المقصود فيجسدها بصدق حميمه وصديقه معالي الشيخ عبد الله بلخير في الاحتفاء به مرة ثانية في ((الاثنينية)) الحادية والأربعين وفاءً وحباً من الابن الشيخ عبد المقصود خوجه بأبيه وبمعالي الوالد كما يسميه الشيخ الوجيه يقول عنه: ((وبالمناسبة فإن صلتي بمحمد سعيد عبد المقصود جعلتني أعبر من بحر متلاطم من الصحف، ذلك أنه في تلك الأيام لم يستطع أحد من كبار الأدباء أمثال أخينا الأستاذ عزيز ضياء والأستاذ عبد المجيد شبكشي أن يتحصل على الصحف جميعها إلاّ عن طريق التبادل، فإذا اشترك الأستاذ عزيز مثلاً في ((السياسة)) يشترك ((أحمد قنديل)) في جريدة أخرى و ((العواد)) في ثالثة، ويتبادلون بعد ذلك هذه الصحف، فتدور بينهم ريثما يأتي البريد من ((مكة)).
أمّا ((أنا)) فبعد أن توثقت علاقتي بمحمد سعيد أصبحت آخذ من الصحف ما أشاء وأذهب بها إلى البيت وأقرؤها، ويشاركني في هذه الصلة ((بمحمد سعيد)) ((بعض الإخوان: طاهر زمخشري، محمد عمر توفيق الجماعة الذين هم في مكة ولقد كنت أكثرهم حظاً لأني كنت ملازماً للمطبعة ولمحمد سعيد)) (7) .
وإن الإصرار على الوقوف ملياً عند الصفحات الناصعات البياض من سيرة المحتفى به الشيخ محمد سعيد عبد المقصود لهو من الواجب والدِّين من الخَلفِ عن السلَف الطّيب الذكر لتبقى صفحات أخلاقه مشعّة يقتدي بها السالكون دروب الخير والعمل الصالح.
كان رجلاً عصامياً ألمعياً رحمه الله يصفه أديب المدينة النبوية المنورة الأستاذ ((عبد القدوس الأنصاري)) صاحب المجلة الأدبية الرائعة: ((المنهل)) يقول عنه بشهادة صادقة: ((كانت أول معرفتي بالأستاذ محمد سعيد عبد المقصود رحمه الله في موسم الحج عام 1349هـ (أي قبل وفاة محمد سعيد بأحد عشر عاماً) فكان يومئذٍ كاتباً بسيطاً في الأدب وفي إدارة ((أم القرى)) ثم مضت به همته وسما به جِدّه وطموحه حتى تسلم زمام العمل الذي كان فيه كاتباً من قبل وحتى صار من الأدباء المعدودين وهكذا يسمو بالرجل الأملُ المقترن بالجدّ والعمل.. ولقد خبرته فخبرتُ فيه الرجل العصامي الألمعي، فقد كان شعلة في الذكاء..)) ويقول عنه كذلك: ((ومما يدلك على ذكائه أننا كنّا قبل بضع سنوات نقرأ (الغربال) وصرنا بعد بُرهة نقرأ (لابن عبد المقصود) ثم صرنا نقرأ (لأبي عبد المقصود) وفي كل نوبة نرى هذا الكاتب يتدرج في معارج التقدم البياني حتى إذا نهض (أبو عبد المقصود) بإخراج سفْر (وحي الصحراء) قدرناه وأكبرنا له همته وتضحيته..)).
ولا يتردد الأديب الكبير الأستاذ عبد القدوس الأنصاري في أن يخلع على أديبنا محمد سعيد صفة العبقرية اللامعة فيقول هذا صادقاً: ((أبو عبد المقصود في نواحيه العامة. أما هو في نواحيه الخاصة فقد أومض لي من خلال وَدْق حياته برق العبقرية اللامع، وكان مثالاً للوفاء لأصدقائه الشخصيين، وكان مثال الوالد الشقيق، ولهذا قرن اسمه باسم ابنه البكر ((عبد المقصود)) فكان أحب الأسماء إليه (أبو عبد المقصود))) (8) .
وانظروا معي إلى هذا اللون من الأخلاق الحميدة الأصيلة النادرة في الناس إلاّ من رحم الله يذكرها بإخلاصٍ، رفيق الدّرب والوفي الأستاذ ((عبد الله بلخير)) عن أخيه وصديقه ومستشاره محمد سعيد في بداية مشوارهما في الحياة وقبل بعثة بلخير إلى بيروت.. يقول الأستاذ بلخير رحمه الله ((وخرجتُ من باب دار الحكومة (وهي (9) ما كنا نسميها بالحميدية وبجوارها التكيّة المصرية وأمامها باب الوداع في الحرم المكي الشريف) عشر خطوات إلى باب دار مطبعة الحكومة الواقعة هناك، وصعدت إلى مكتب صديقي وأخي ومستشاري الأستاذ محمد سعيد عبد المقصود، الذي أوصاني يوم أمس عندما علم بطلبي للاجتماع بوكيل وزارة الخارجية أن أعلمه بما سيحصل فور انتهاء ذلك الاجتماع، ودخلت عليه في مكتبه فرفع صوته مرحباً وهو يقول لي: بّشِّرْ! قلت له: بشارة عظمى! قال لي في دهشة: ما هي تلك البشارة؟ قلت له: الابتعاث إلى الجامعة الأمريكية في بيروت، فوثب من كرسيّه خلف مكتبه وقد أصبحت قريباً منه جداً يضمني إلى صدره وقد تهلل فرحاً وسروراً وهو يقول لي: كيف كان ذلك؟ فقصصت عليه ما دار بيني وبين وكيل وزارة الخارجية فقال لي: هذه والله وثبة عظمى في تاريخ حياتك)).
وأما صفة الوفاء وهي عند أديبنا المحتفى به من الخلق الحسن فقد أطلقها عليه الكاتب والأديب والمفكر والمؤرخ الكبير الأستاذ ((محمد حسين زيدان)) رحمه الله فقد قال بالحرف الواحد: ((ومات محمد سعيد عبد المقصود خوجه وفيًّا لأحمد ملائكة وإبراهيم قدسي وفاء لا نظير له)) (10) .
وثمة خصلة هي قمة للوفاء قلّما يتحلّى بها إنسان وهي الإخلاص والتفاني في العمل مهما كلف الأمر، وهي تحمل المسؤولية والقيام بأدائها لأنها أمانة يسجل صديقه ومحبّه ورفيق دربه في العمل الشيخ عبد الله بلخير في ذكرياته معه يقول رحمه الله عن محمد سعيد: ((أتذكر في ذلك الموسم.. وخرجنا مع الوالد بملابس العيد (عيد الأضحى).. ولم أكد أصل إلى ركن الحرم المكي المقابل لمطبعة الحكومة واليوم يوم عيد، حتى لفت نظري عندما ألقيت نظرة بعيدة على المطبعة أن بابها كان مفتوحاً واستغربت ذلك.. والمطبعة وإدارتها بإشراف مديرها صديقي الأستاذ محمد سعيد عبد المقصود وهو الرجل الذي لا نكاد نتفارق معه إلاّ في ساعات قليلة من النهار أو الليل.. ولم أكد أتسلّق درجاتها الأربع وأشرفُ على بهو مطابعها حتى سمعت ضجة المطبعة الكبيرة ورأيت صديقي محمد سعيد عبد المقصود بملابس إحرامه وهو يدير عجلة المطبعة.. وقد أجهده التعب وغسله العرق فلم يكد يراني.. حتى صاح بي: الحقني وساعدني في إدارة عجلة المطبعة ووقفت مبهوراً لما سمعت ورأيت وأنا أقول له: ما هذا الذي تقوم به؟ فقال لي: ألم تعلم ما جرى اليوم؟ فتسمّرت قدماي في مكانهما وصحت به: وما الذي جرى؟ فقال لي: لقد نجا جلالة الملك عبد العزيز وسلّمه الله من محاولة اعتداء أثيم على حياته أثناء طوافه بالكعبة، فصحت به مذعوراً وكيف كان ذلك؟ قال لي: لا وقت عندي فأنا أطبع الآن البلاغ الرسمي عن هذا الحادث الذي جاءني من ديوان الملك وهو ينتظره الآن مني. وقد كلمني الشيخ يوسف ياسين منذ برهة يقول لي: أبعث لنا الدفعة الأولى من البلاغ الرسمي لنفرقها على الناس في ((مِنى)) تطميناً لخواطرهم وتبياناً لحقيقة ما جرى. ثم قال لي: وأنا لم أجد أحداً من موظفي المطبعة إلاّ واحداً استعنت به على جمع حروف البلاغ وأرسلته الآن يبحث عن الآخرين، وتوليت بنفسي إدارة الطبع وقد جاء بك الله لي الآن فخذ الدفعة الأولى من هذا البلاغ وتوجه به حالاً إلى الديوان الملكي في (منى) ريثما ننتهي نحن من البقية الباقية وألحقكم بها بعد ذلك إلى هناك.. وجاء هاتف من الشيخ يوسف ياسين في الديوان الملكي بمنى يسأل: ألم تنته المطبوعة؟ فقال له محمد سعيد: هي الآن مع الأخ عبد الله بلخير متوجهاً بها إليكم وأنا بنفسي واقف على إنهاء المهمة)) (11) ..
وهكذا كان المحتفى به كما قال عنه بصدق أخوه وصديقه عبد الله عريف: ((كان رحمه الله حياة في الحياة، وكان نسيج وحده في الشباب.. وخلّة واحدة تلمسها واضحة في حياته تفسر لك كل حقائق حياته وأخلاقه، تلك هي (منطق الحيوية في نفسه فهي مصدر كل ما عرفه فيه الناس من: توثّب، وحبّ وكره، وتوقّد، وإخلاص ووفاء، ووطنية وشهامة ونُبل..)).
هكذا كان المحتفى به الشيخ محمد سعيد عبد المقصود في أخلاقياته السامية فرحمه الله رحمة الأبرار وأسكنه فسيح الجنان وبارك في خلفه وأهله وولده وأحفاده.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :975  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 33 من 36
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الأستاذة صفية بن زقر

رائدة الفن التشكيلي في المملكة، أول من أسست داراُ للرسم والثقافة والتراث في جدة، شاركت في العديد من المعارض المحلية والإقليمية والدولية .