فيمَ اعتذارُك ِ؟ ما أبقيْتِ ليْ مُتَعا |
تغْوي العيونَ بنجم ٍ ضاحك ٍ سَطعا |
هبي المسرّةُ عادتْ.. وانتهى زَعَل |
وأشمستْ ظلمة..ٌ والودُّ قد رجعا |
فهلْ يعيدُ لمذبوحٍ صدى أسَفٍ |
نبضاً ويُعْشِبُ صخراً مائجٌ خدعا؟
(1)
|
أتيْتُ حقلك ِ ... أستجدي خمائله |
بعضا من الظلّ لا الأعناب ِ فامتنعا |
دخلتُهُ وأنا نهران ِ من فرح |
تَماهيا في فؤاد ٍ أدْمَنَ الوَرَعا |
حتى إذا خذَلَ الإعصارُ أشرعتي |
وفزّ نزْفٌ غفا بالأمسِ وانقطعا |
رجعْتُ أحملُ جثماني ... يُشيّعُني |
جفنٌ إذا ذكروا أهلَ الهوى دَمَعا |
مُقرّحُ الهدب ِ لا من جمر ِ أدمُعِهِ |
ولا السّهادِ... ولكنّ الذي سمعا..؟ |
وكان يمكنهُ لولا خلائقهُ |
قطفُ الزهورِ ورشفُ الشهدِ لو طمعا |
كبَتْ على شفتي مذبوحةً لغتي |
وأجْهشتْ ضحكةٌ تسْتعْطفُ الهلعا |
هدمْت ِ كعبة أحلامي ولا سببٌ |
إلا لأنّ فؤادي عندها خشعا |
طعنْت ِ بدءَ هيامي طفلَ عاطفتي |
لا توقظي جرحَهُ الغافي فقد هجعا |
تركتِني في دروب العشق ِ أغنيةً |
شهيدةً وهزاري بعدُ ما يفعا
(2)
|
مُخضّبٌ بالأسى ما إنْ يُضاحكهُ |
حقلُ المسرّة ِ حتى يصطلي وَجَعا |
سلي ثراك ِ أمثلي نازفٌ مطرا؟ |
وناهديك ِ أمثلي مبسمٌ رضعا؟ |
ومقلتيك ِ أكحْلٌ زانَ هدبَهما |
كما فمي؟ وكصدري كان مُنتجعا؟ |
وساحليكِ ... أمثلي مَرْفأ رَفِِهٌ
(3)
|
إذا تمرّدَ موجُ الشوق ِ واندفعا؟ |
أطالبٌ إثرَ وحشيّ العذاب ِ ردىً |
فجئتَ تطلبُ بعد الودّ مصطرعا؟ |
أجلْ سعيتُ إلى حتفي ولا عجبٌ |
فابنُ الملوّح ِ قبلي و"الطريدُ" سعى
(4)
|
لثمتُ من شغفي جرحي لأنّ بهِ |
من ورد ِ كفكِ دفئاً في دمي ضَوَعا
(5)
|
وما أسفتُ على نزفي ووأد ِ غدي |
ولا على كبرياء المطمح افتُرِعا
(6)
|
لكنْ على نُصْح صدّيقٍ رأى شططا |
فما أصَخت ِ لقول ٍ يأمنُ الفَزَعا
(7)
|
خدعتني؟ لا وربي .. خادعي حلمٌ |
مُضبّبٌ لامَسَتْه الشمسُ فانقشعا |
نصحْته ـ لا تبُحْ وجدا ً لفاتنة ٍـ |
قلبي.. فكنتُ لهيبي والوقودَ معا |
تمخّضتْ عن بكاء ضِحكةٌ وغدتْ |
رزيئةً نشوةٌ قدْ أمطرتْ مُتَعا |
حجبت شمسكِ عني حين حاصرني |
بردٌ وأطبَقَ دَربٌ كان مُتّسِعا |
ضحيّةٌ أنتِ! إلا أنّ قاتلها |
غرورُها... وأخو الدنيا بما طُبِعا |
فجهّزي للهوى غُسْلا ً ومرثيةً
(8)
|
أمّا أنا؟ فضياعي جهّزَ الجزعا |
* * * |