شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
إغنميني
تَعافَيْتُ من داءِ يأْسي ..
ومن ظَنِّ أمسي ..
فَجِئْتُ إليكِ أقودُ سفينةَ عمري
فلا تخسريني ..
أنا مُتْرَفٌ .. مَتْرَفٌ .. فاغْنَميني
وكوني ضِفافَ اليقينْ
أنا أَوَّلُ الحالمينْ
بكوخٍ على هُدْبِ نَبْعٍ تَوَسَّطَ بُستانَ تينْ
فلا تخسريني ..
سأُهديكِ ثوباً من الوردِ
فَيْئاً نَدِيًّا كجفنٍ تَنَدّى بدمعِ الحنينْ
وأسقيكِ راحاً من النبعِ في كوزِ طينْ
وخبزاً نَقِيًّا كماءِ الجبينْ
سأُمطِرُ بَرْدَكِ دفئاً
وَصَيْفَكِ بَرْدا ..
أَجودُ ـ إذا أَصْحَرَ الشوقُ ـ وَجْدا
فماذا تُريدينَ أكثرَ من أَنْ
أصوغَ لك الوردَ عِقدا؟
وأغسلَ باللثمِ جيداً وَخَدّا؟
وماذا تريدينَ
أكثر من أَنْ يكونَ الهوى الطائعَ المستبدا؟
أنا آخرُ الفاتحينْ
حصاني حصيرٌ من الخوصِ
سيفي يَراعٌ
وَدِرْعيَ غصنٌ من الياسمينْ
فماذا تُريدينَ أكثرَ من أَنْ تكوني المليكةَ
في واحةِ العاشقينْ؟
جَواربكِ بَطٌّ .. وُحُرّاسُكِ النخلُ والياسمينْ
وماذا تريدينَ أكثرَ من أَنْ
تسيلَ على قدميكِ الجداولْ
وتأكلَ من راحتيكِ البلابلْ؟
أكثرَ من أَنْ تنامي
يُغَطّيكِ عشبٌ
ويحرسُ عينيكِ صَبٌّ أمينْ
تَحطُّ على شَفَتيكِ الفراشاتُ ..
يغتاظُ ثغري .. فأضحكُ ..
أضحكُ من غَيْرَةِ المُسْتكينْ
فَتَستيقظينْ
على كركراتِ فتاكِ الطليقِ السجينْ؟
وماذا تريدينَ أكثر من أَنْ أكونَ
سفيرَ هواكِ لدى الأزمنهْ
أُمَثِّلُ طُهْرَكِ في حضرةِ المئذنهْ
وأنقلُ للسوسنَهْ
تفاصيلَ أشذائِكِ المُزْمِنَهْ؟
وماذا تريدينَ
أكثرَ من أن أكون صريعَ هواكِ
فأُورِثُ عينيكِ دمعي ..
وأُورِثُ خَدّيكِ رَوْعي ..
وأُوْرِثُ ليلَكِ مفتاحَ بابِ الأَرَقْ ..
وَصُبْحَكِ ما كان لي من قلقْ ..
وأُورِثُ جيدَكِ ياقوتةَ الصبرِ
عندي من الصبرِ فَيْضٌ ..
وكنزُ جنونٍ دفينْ
وأُورِثُ صدركِ همًّا كثيراً
لديَّ من الهمِّ ما سوف يكفيكِ عمراً طويلاً
ويُغْنيكِ عن أنْ تمدي يديكِ
لساعةِ حزنٍ من العالمينْ
فماذا تريدينَ
أكثرَ من أَنْ تكوني
وريثةَ هذا الشقيّ الحزينْ؟
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :715  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 48 من 53
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

سوانح وآراء

[في الأدب والأدباء: 1995]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج