أَلْتَذُّ بالجرحِ ليأْتيني |
صوتُكِ بالطيبِ فَيُشفيني |
فَطَمْتِ عينيَّ فلا تفطمي |
سَمْعي .. فَهَمْسٌ منكِ يكفيني |
فيا عفافاً رَتَّلَتْ بوحَهُ |
مئذنةُ الروحِ أَجيبيني |
ما للمسافاتِ التي بيننا |
تُدْنيكِ من قلبي وتُقْصيني؟ |
والوردُ في روضِكِ ما سرُّهُ |
يأبى ظِلالاً من بساتيني؟ |
لِمَ اصطفاكِ القلبُ ياقوتةً |
قدسيَّةً إنْ لمْ تُزينيني؟ |
أَخَذْتني مني على غَفْلَةٍ |
خلفَ المدى .. فلا تُعيديني |
خُذي بأَمري فأنا ضائعٌ |
فيكِ .. فضيعي بي لِتَهْديني |
من دونِكِ العشقُ يتيمُ الشذا .. |
وأنتِ؟ كيف العشقُ من دوني؟ |
وهل عصافيرُكِ تصبو إلى |
عُشٍّ بأهدابِ أَفانيني؟ |
لا تَحذَري من نَزَقي .. إِنني |
ناسكةٌ حتى شياطيني! |
دعي المرايا .. إنَّ ليْ مُقْلَةً |
أصفى .. بعشبٍ ورياحينِ |
ولي فمٌ يُتْقِنُ رشفَ الندى |
أَمّا يدي فَغُصْنُ زيتونِ |
أَخْطَأْتِ لو ظَنَنْتِني في الهوى |
أجنحُ من هَوْنٍ إلى
هُوْنِ
(1)
|
أَمُصُّ ـ لو عَطَشْتُ ـ دغلاً ولا |
كأسَ نميرٍ من يدِ
الدُّوْنِ
(2)
|
وأَسْتَحي مني إذا أَرْخَصَتْ |
عبيرَها روضةُ نسريني |
كابَرْتُ .. لا عشبي ارتضي مِنَّةً |
من الينابيعِ .. ولا طيني |
ما لي وللينبوعِ في ذلَّةٍ |
فقطرةٌ في العزِّ ترويني |
ولي مروءاتي التي دونَها |
يَبْرَأُ قلبي من شراييني |
جَرَّبَني الصَّبْرُ فَأَذْهَلْتُهُ |
وَظَنَّ أَنَّ اليُسْرَ يُشقيني |
رضيتُ بالحالِ التي بيننا |
فكلُّ ما يُرْضيكِ يُرْضيني |
إنَّ الذي خضَّبني باللظى |
نَفْسُ الذي باتَ يُداويني |
مَكَّنْتَ مني عَطَشاً فاسْقِني |
كفاكَ بالوعدِ تُساقيني |
البِرُّ قَدْ يُفْسِدُهُ آجِلٌ |
فالغدُ يبقى غيَر
مضمونِ
(3)
|
مُدِّي يَد الوصلِ عسى نخلتي |
تَزْدانُ زهراءَ بعرجونِ |
* * * |