صوتُك مزماري |
دَجَّنَ أفعى الحزنِ في حديقتي |
فاغْتَسَلَتْ بالعطرِ أزهاري |
صوتُكِ يا قديستي |
حَبْلٌ من النورِ نَشَرْتُ فوقَهُ |
قميصَ أسراري .. |
وصفحةٌ ضوئيةٌ |
كتبتُ في سطورِها أَعَفَّ أشعاري |
وَبُرْدَةٌ عُشبيَّةٌ .. |
تَدَثَّر القلبُ بها .. فلم يَعدْ |
يخافُ من بَرْدٍ وإعصارِ |
صوتُك صار مَلْمَحاً مني |
فما سَمَعْتُهُ ـ |
إلاّ وأَضْحَتْ غيمةً من أَلَقٍ داري |
يُثْمِلُني من دونما خطيئةٍ |
فَيَسْكر الصحو على نافذتي |
يزرعني ترتيلةً في حقلِ قيثاري |
صوتُكِ كان أَوّلَ الماشينَ |
في جَنازةِ اليأسِ الذي أَثْكَلَ مِشواري |
وأَوّلَ المسافرينَ بيْ |
إلى ممالكِ الريحانِ والغارِ .. |
هذَّبني .. |
أقامَ جسرَ أُلْفَةٍ بين فراشاتي |
وبين الريحِ والنارِ |
زخّي على مسامعي لحوَنكَ العذراءَ |
كي تنبضَ أوتاري |
عشرةَ أعوامٍ ـ |
وما زلتُ على بابِ هواكِ صائماً |
متى إذَنْ موعدُ إفطاري؟ |
عشرةَ أعوامٍ |
وما زلتُ على تَلَّةِ عمري ساهراً |
مرتقباً هِلال وجهِكِ الذي لوَّنَ أفكاري |
بالماءِ والنارِ |
عشرةَ أعوامٍ ـ |
وما مَرَّ على بَريَّتي موسمُ أمطارِ .. |
وها أنا |
أحفرُ بالأضلاعِ صخرَ الشوقِ |
علَّ صخرةً تَزفُّ لي |
بشارةَ النَبْعِ لأشجاري! |
* * * |