شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ملكتني جميعاً
ما كنتُ عبداً للهوى
ولا اسْتَبى الجَمالُ مني خافِقاً منيعا ..
فما الذي غَيَّرَني
حتى غَدَوْتُ المُدْنَفَ المُطيعا؟
مَلَكْتِ من أشجاريَ الأصولَ والفروعا
فما الذي أَبْقَيْتِ للماءِ الذي أَعْشَبَ رملي
فَغَدا خريفُهُ رَبيعا
إنْ كنتِ قَدْ مَلَكْتِني جميعا؟
وما سَتُبْقينَ لِمَنْ أَحْبَبْتُ في يَفاعَتي
إِنْ كنتِ قَدْ مَلَكْتِ في كهولتي
ياقوتَةَ الحكمةِ .. والبستانَ .. واليُنْبوعا؟
وما سَتُبْقينَ لِمَنْ فارَقْتُ من أَرومتي
إنْ كنتِ قد مَلَكْتِ مني الجفنَ
والأهدابَ .. والدموعا؟
وما سَتُبْقينَ لِمَنْ أَحَبَّني قبلكِ يا أنيستي
إن كنتِ قَدْ مَلَكْتِ مني شَفَةً
ومقلةً ..
وخافقاً ضَروعا؟
أُريدُ أَنْ اعْتَكِفَ الآنَ ..
فهل تركتِ قلبي لحظةً واحدةً
لَعَلَّني اكتشفُ الجسرَ الذي
يُوْصِلُ عينيكِ بعينيَّ ولو سُوَيْعَةً
من قبل أنْ أَسقطَ في مُغْتَرَبي مَروعا!
سَرَقْتِني مني
فما تَرَكْتِ لي ـ إِلاَّكِ ـ في صَوْمَعَتي شموعا
فَمَسِّدي يبيسَ عمري
آنَ للمهاجرِ الضائعِ أَنْ يبتدئَ الرجوعا
مَنْ لي سوى يديكِ يا أسرتي
يمكنُ أَنْ تكونَ حول خافقي ضلوعا؟
قِفي على شرفةِ عَيْني لحظةً
عسى أعودُ هادئاً وَديعا!
فالوَجْدُ قد صَيَّرَني مُشاكسِاً جَزوعا!
تهْتُ .. فهل وَجَدْتِني
من قبلِ أَنْ أَضيعا؟
* * *
أَدْرِكْ أَنَّ ليلتي قارَبَتِ الهَزيعا
وأَنَّ سنديانتي لمّا تَعُدْ ضاحكةَ الوَرْدِ ..
ولا ربابتي
تُثْمِلُ في لحونِها الجموعا ..
أدرك أَنَّ نَجمكِ الصبوحَ
لا زال على عادتِهِ سَطوعا ..
وأنَّ من حولِكِ ألفَ عاشقٍ
يحلمُ لو خَرَّ على يديكِ ـ من صَبابةٍ ـ صريعا ..
لكنَّ قلبي لم يَزَلْ طفلاً
وبستاني يفيضُ خضرةً
وأنني لا زالَ في نخلةِ عمري رَطَبٌ
هِزّيه يَسّاقَطْ جَنِيًّا:
دَنَفاً .. عشقاً ..
هياماً طاهراً خَشوعاً ..
وَوَطِّنيني منكِ قلباً بعدما
مَلَكْتِني جميعا!
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :571  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 43 من 53
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج