مَذْعورةً مَرَّتْ على شُبّاكِ ذاكرتي الطفولَهْ |
مذعورةً مرَّتْ طيورُ يفاعَتي.. |
وحبيبتي مرَّتْ على بُستانِ أحلامي خجولَهْ |
والدربُ مرَّ عليَّ مُرْتَبِكاً |
ومرَّ النهرُ محتضناً نخيلَهْ |
هرباً من الأرضِ الذَليلَهْ |
وأنا مَرَرْتُ عليَّ.. بِتُّ اثنينِ: |
صحراءٌ.. وسنبلةٌ عليلَهْ! |
وأبي أَطَلَّ عليَّ من أمسي: |
نَصَحْتُكَ أَنْ تَكُفَّ عن التحدثِ |
باسمِ زنبقةٍ قتيَلهْ |
ما دام أَنَّ السُلَّ والطاعونَ |
يفْتَرِشانِ بستانَ القبيلَهْ |
والآنَ؟ |
تَلْتَحِفُ الكهولَهْ |
حَسَكاً |
وتحلم بالحقولِ المستحيلَهْ؟! |
ستفيقُ ـ قال أبي ـ تفيقُ مُضَرَّجاً نَدَماً |
على ما قد هَرَقْتَ بِوَهْمِ فِرْدَوسٍ |
يُقيم جنانَهُ نهرُ البطولَهْ |
باعَ العراقَ بَنوهُ.. |
واسَتْلَمَ السماسرةُ العمولَهْ |
* * * |