حاشاكَ تنثرُ للغزاةِ وُرُودا |
فَلَقَدْ خُلِقْتَ كما النخيلِ عنيدا |
لا زال فيكَ من ((الحسينِ)) بَقيَّةٌ |
تأْبى الخنوعَ وإِنْ تُباحَ وريدا |
وَمُكَبِّرون يَرونَ في وَثَباتهِمِ |
باسمِ الحنيفِ على الغُزاةِ سجودا |
ومُرابطون يَشِدُّهُم لترابِهِم |
ما شَدَّ لِلكَتِفِ السليمِ زنودا |
يا ابنَ الأُباةِ المُرْخصينَ نفوسَهُمْ |
ونفيسَهم ـ عن عِرْضِهِمْ ـ ووليدا |
كُنْ مثلَ طينِ الرافدين.. ولا تكنْ |
إن أوقَدوا نارَ الضَلالِ ـ حديدا |
سُلَّ الضلوعَ إذا عُدِمْتَ أَسِنَّةً |
وأَقِمْ عليهم بالجهادِ حدودا |
واكْنسْ بمَجرفَةِ الرصاص قِمامةً |
بَشَرِيَّةً لا تستحقُّ وجودا |
شَطْباً لها من لَوْح طينِكَ.. حَسْبُها |
أنْ شَرَّعَتْ يومَ احتلالِكَ عيدا |
المُفْتَرون على الإله بِسَنِّهِمْ |
فتوىً تُنيبُ عن الجهادِ قُعودا |
الناقصونَ مروءةً وعروبةً |
الكاملونَ نذالةً وجحودا |
رقصوا على قَرْعِ الطبول كأنَّهم |
خُلِقوا لطبلِ الأجنبيِّ قرودا |
ظَنّوا الكرامةَ منصباً فاسْتَرْخصوا |
كِبَراً فكانوا للغزاةِ عَبيدا |
مَدُّوا لأحذيةِ الجُناةِ رؤوسَهمْ |
جسراً.. ومدُّوا للأَكُفّ خدودا |
أولاءِ شَرٌّ فاضْرِبَنَّ جذورَهُ |
إنْ شئتَ أمراً للعبادِ حميدا |
تَخَذوا من الدولارِ ربًّا واشتروا |
بالدين دُنياً والضميرِ نقودا |
وإذا تفَحَّصْتَ السنين وَجدْتَهُمْ |
كانوا لطاغيةِ العراقِ جنودا |
خَسِيءَ الغزاةُ.. فما العراقُ بعاقِرٍ |
عَقُمَ الزمانُ وما يزال ولُودا |
مرَّ الغُزاةُ به فخَضَّبَهُمْ دماً |
وأذَلَّ راياتٍ لهم وحشودا |
بالأمسِ زانَ فَمَ العصور ((رشيدُهُ))
|
وغداً سينجبُ للرشيدِ حفيدا |
يا مُرْخِصاً لِغَدِ العقيدةِ روحَهُ |
يومَ اللقاءِ وطارفاً وَتَليدا |
إنْ لم تكن ناراً يُهابُ لهيبُها |
فَلِنار مَوقِدِهِم غَدَوْتَ وقودا |
فاكفُرْ بتحريرٍ يُذِلُّ عروبةً |
وَيُعِزُّ ((بيت خطيئةٍ)) ويهودا |
أَمُحَرِّرونَ؟ إذنْ علام مدائنُ |
دُكَّتْ وجمعُ القانتينَ أُبيدا؟ |
جَهِّزْ لهم يا ابنَ العراقِ جَهَنَّماً |
أرضيَّةً.. وأقِمْ لهم أُخْدودا |
وأعِدْ لهم غَضَبَ الحليمِ يسومُهُ |
ذُلاَّ ـ غريبٌ طامعٌ ـ ووَعيدا |
قد أوْجَبَ اللَّهُ القصاصَ.. كفى بهِ |
حَكَماً.. وبالدمِ والخرابِ شهودا |
فَتْواكَ؟ خُذْها من كتابِكَ بعدما |
جعلوا بيوتَ الآمنينَ لحودا |
ما دام أنَّ الموتَ حَتْمُكَ فاقْتَحِمْ |
ميدانَهُ حتى تقومَ شَهيدا |
لا تَطْمَئِنَّ إلى الوعودِ فإنَّها |
خَدَرٌ يُزيدُ الراقدينَ رقودا |
عصفاً بهِ حتى يثوبَ لرشدِهِ |
مُتَجبِّرٌ سام الشعوبَ قيودا |
فُرَصُ الخلودِ كثيرةٌ.. وأَعزُّها |
أنْ تلتقي وجهَ الكريمِ سعيدا |
واللَّهِ ما وطأ الغزاةُ تُرابَنا |
لو أننا نَتَهَجَّدُ ((التلمودا))
|
* * * |