هذه الأرضُ التي نَعْشَقُ |
لا تُنْبِتُ وردَ الياسمينْ |
للغزاةِ الطامعينْ |
والفراتُ الفَحْلُ |
لا ينجبُ زيتوناً وتينْ |
في ظلال المارقينْ |
فاخْرُجوا من وطني المذبوحِ شعباً |
وبساتينَ .. |
وأنهاراً.. وطينْ |
فاتركونا بسلامٍ آمنينْ |
نحن لا نَسْتَبْدِلُ الخنزيرَ بالذئبِ |
ولا الطاعونَ بالسُّلِّ |
وموتاً بالجُذامْ |
فاخْرُجوا من وطني.. |
خُوْذَةُ المُحتَلِّ لا يمكن أن تُصْبِحَ عُشًّا للحَمامْ |
فاخْرُجوا من وطني.. |
والدَمُ المسفوحُ لن يُصْبِحَ أزهارَ خُزامْ |
فاخْرُجوا من وطني.. |
والبساتينُ التي غادَرَها النَبْعُ |
وما مَرَّ عليها ـ منذ جيلينِ ـ الغَمامْ |
تصْرَخُ الآنَ اخرجوا من وطني.. |
وارفعوا ـ قبل العقوبات ـ أياديكم |
عن الشعبِ المُضامْ |
حَرِّرونا منكم الآن.. |
ومن زيفِ الشعاراتِ |
وَتُجَّارِ حروبِ ((النفطِ والشَفْطِ))
|
وأَصْحابِ حوانيتِ النضالْ |
سارقي أَرْغِفَةِ الشعبِ |
أَدِلاّءِ جيوشِ الاحتلالْ |
والمرائين الذين اسْتَمْرأوا العهرَ |
منادين بحقِّ المرءِ في السُّحْتِ |
وبالكفرِ الحلالْ |
فاخرجوا من وطني.. |
واشربوا نَخْبَ انتصارِ القائدِ السجّانِ |
في الحربِ على الشعبِ السجينْ |
نحن مهزومونَ من قَبْلِ ابتداءِ الحربِ: |
نَخْلٌ يشحذُ التَمْرَ.. |
حقولٌ تَشْحَذُ القمحَ.. |
وطينْ |
سال منه الدمْ |
من بوّابَةِ القَصْرِ |
إلى محرابِ ربِّ العالمينْ |
فاخرجوا من وطني |
وامْنَحونا فرصةَ الدَّفْنِ لموتانا |
وأنْ نُخْرِجَ من تحتِ الرُّكامْ |
جُثَثاً ما بَلَغَتْ عُمْرَ الفِطامْ |
فاخرجوا |
من قبل أنْ يَنْتَفِضَ النخلُ العراقيُّ |
وَيَسْتَلَّ سيوفَ الإنتقامْ |
* * * |