الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

(( تعليق الدكتور عبد المحسن القحطاني ))

ثم علق الدكتور عبد المحسن القحطاني على كلمة المحتفى به، فقال:

- بسم الله الرحمن الرحيم..

- إنَّ الَّذي أثير قبل قليل حري وحفي بأن يناقش، ولا أدري من أين أبدأ؟ لأن الشاعر الموهوب يحيى توفيق طرق موضوعات عدة حول النقد؛ ولعلي أستعير مقولته التي أهداها إليَّ في كتابه حينما قال: "إنه سيأخذ كل ما أقول له مأخذاً جميلاً"، لأنه اعتاد مني أن أكون صريحاً فيما أقول، ولقد استمعت إلى دراسة الأستاذ يحيى السماوي، وهو الشاعر المبدع حيث وضعك في غابة، وأنا أتمنى أن يضعك في دوحة، ثم تكلم عن المرأة ولم يمر على وطنياتك ووجدانياتك إلاَّ مرور الكرام، ولأقول لك - شئت أم لم تشأ - سيظل النقاد يلاحقونك، ولو وجد هذه الليلة نحاة لأخذوا منك حقك وسينصفك النقاد؛ ولأقول: إنَّ الخليل بن أحمد الفراهيدي، واضع ميزان الشعر الَّذي به تقتفي وعلى أثره تمشي، ليس شاعراً، بل هو يخجل من شعره؛ والقاضي الجرجاني، وعبد القاهر الجرجاني، والآمدي، وابن رشيق القيرواني، ومن هم في النقد فحول ليسوا شعراء بل نقاد، هم خجلوا أن يضعوا أنفسهم شعراء.. غير أنهم وضعوا أنفسهم نقاداً.

- المهندس لا يدعي أن يكون بناء، ولا أن يكون ماهراً في صنعته، ولكنه يدعي أن يكون ناقداً.. يقول للمخطئ أخطأت؛ وأنت وضعت نفسك ناقداً فصادرت شعر محمد حسن عواد، وقلت: إنه ناظم؛ فلماذا تأخذ هذا الحق وتحرم منه غيرك؟ نحن لم نقل يا أستاذ يحيى عليك خطأ، حينما وضعت نفسك ناقداً ولكن لنقول لك: إن النقد والشعر إذا مَشَيَا في ركاب.. سيثريان الحركة الأدبية، وسيجعلان الشعر يتقدم؛ ليس الشعر فقط إنما النتاج الأدبي، ولو وقف النقد على الشعراء فقط فسأقول لهم هذه بضاعتكم ردت إليكم.

- والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.