شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
رحيل آخر
هَيّأتُ من زمنٍ وقودي
للظاكِ من رَنْدٍ وَ عودِ (1)
لستُ البخيلَ وإنْ رثى
جمرُ الضنى بستانَ جودي
ثرٌّ وما ملكتْ يداي
سوى جُفاءٍ من حصيدِ (2)
تَرَكَ الزمانُ بمفرقي
زَبَدَ السِنين .. وفوقَ فُودي (3)
ما للسنين تَمُرُّ بي
ثَكلى بميلادٍ وعيدِ ؟
فإذا شدوتُ وَجدْتُني
مُدمى الحشاشةِ في نشيدي
وإذا اصطبحتُ فمن صدىً
وإذا اغتبقتُ فمن وعودِ
عجباً عليَّ ! بَرَدْتُ في
جمري .. وأحرقني جليدي
أفكلما كتَمَ الفؤادُ الـ
سرَّ يفضحهُ قصيدي ؟
عريان إلا من ثيابِ الـ
شوكِ بستانُ الشريدِ
فلتستريهِ ببُرْدَةٍ
من عُشبِ واحتِكِ النضيدِ
عَهَدتْ إليكِ بضوئها
مُقلي... فصوناً للعهودِ
دربي إليكِ مُعَبّدٌ
لكنْ بأحجارِ الصدودِ
وبداجياتٍ لم تُنَرْ
إلا ببرقٍ من رعودِ
فإذا مشيتُ فرِحلَةٌ
أخرى إلى منفىً جديدِ
وإذا وقفتُ فقدْ غدا
من دونما معنى وجودي
سيفانِ .. أيهما سأتركُ
تحت شفرتِهِ وريدي ؟ (4)
وحزمتُ أمتعةََ الطريقِ:
حُطامُ مغتربٍ وَقيدِ (5)
ما نفعُ سيفِ "ابن الوليد"؟
بغيرِ حزمِ " ابن الوليدِ "
دعني .. متى منع المَلامُ
رحيلَ بحّارٍ عنيدِ ؟
الأرضُ ضيّقةٌ فأينَ
أفرُّ من عَسَفِ القيودِ ؟
وطَّنتُ قلبي في هواهُ
مهاجراً عن كلِّ غيدِ
مُترقباً عسلَ الوعودِ
فَصبَّ لي صابَ الوعيدِ
قلبي أنا وطنُ الهوى
ووجوهُ أحبابي حدودي
لستُ المُعنّى بالعيو
ن الضاحكاتِ وبالنهودِ
ومباسمٍ ضَجَّ العبيرُ
بها وفاضَ على الخدودِ
ونعاسِ جفنٍ يستفزُّ الـ
صحوَ في أوتار عودي
وسوادِ ليلِ المقلتينِ
وهدبِها وبياضِ جيدِ
لكنهُ حتْمُ المَشوقِ
لوصلِ فاتنةٍ نَجودِ (6)
وسناءِ قنديل ِ الوفاءِ
يضيءُ في زمنِ الجحودِ
أنا والهوى ضفتانِ من
نهرٍ يضاحِكُ رملَ بيدِ
كنتُ القريبَ وما وصلتِ
فكيفَ وصلُكِ للبعيدِ ؟
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :574  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 18 من 53
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج