حين اختصرتُ بخيمةٍ وطناً |
وغصنا بالخميلهْ |
قدّمتُ أوراقَ اعتمادي للمنافي |
ناطقاً |
باسم الحدائقِِ والفراشاتِ |
اقترحتُ على ظنوني |
أن تُؤجلَ خوفَها .. |
فحضَرتُ تتويجَ القرنفلِ |
في بلاطِ الوردِ .. |
قدَّمتُ التهانيَ للحمَامةِ |
باسمِ نخلتنا القتيلهْ... |
ونسجتُ من هدبي مناديلَ اللقاءِ |
وحين عدتُ |
رأيتُ "شمشون" الجديدَ |
يبيع في حانوت شهوته ِ" دليلهْ " |
ورأيتُ أسيادَ القبيلهْ |
يتناطحونَ على ثيابِ أبي |
وأرغفةِ الطفولهْ.. |
فحزمتُ ما أبقت ليَ الأيامُ |
من "عفش" الكهولهْ |
* * * |
قدّمتُ للعشقِ استقالةََ ريشةِ الأشواقِ |
فاحتجَّ الورقْ... |
قدّمتُ للبحرِ استقالةَ زورقي |
فاستنكرَ الطوفانُ |
واحتجَّ الغرقْ... |
وطلبتُ من دهري |
إجازةَ ليلتين بلا قلقْ |
فاحتجَّ فانوسُ الأرقْ... |
وَرجوتُ أحزاني |
تغادرُ شمسَ مُصطبحي |
رَتَجْتُ ضُحايَ |
فافتَرشَتْ بساطَ المُغتبَقْ... |
ورفعتُ للناعورِ |
أمرَ حصانيَ المعصوبِ |
فاحتجَّ الرهقْ... |
وإذنْ ؟ |
سأبقى ضارباً في الغربتين ِ |
أفرُّ من نفقٍ |
لأدخل في نفقْ |
ما دام أنَّ صباحَ دجلةَ |
يستغيثُ... |
ولا ألقْ ! |
* * * |