شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة الدكتور عبد المحسن القحطاني ))
ثم أعطيت الكلمة للدكتور عبد المحسن القحطاني - عميد القبول بجامعة الملك عبد العزيز بجدة - فقال:
- بسم الله الرحمن الرحيم..
- السلام عليكم - أيها الحاضرون - ورحمة الله وبركاته.
- ما كنت أعلم هذه الليلة أنها ستصبح ليلة نثرية، لأن الليل كما هو معروف خدين الشعر، أما النهار فهو ربيب النثر؛ وكنت - فعلاً - تمنيت أن أسمع من اثنين من الأستاذ حسن قرشي - الغائب جسماً والحاضر معنىَ - ومن الأستاذ يحيى السماوي قصيدتين، ليبقيا شيئاً من النقد إن صح أن يكون ذلك؛ ولكن هذه الليلة ابتدأت بدراسة نقدية، بدأها الأستاذ عبد المقصود خوجه، ولا أكتمكم أنني فوجئت بها هذه الليلة، ثم تلك الكلمة التي لا أقول زورها وإنما حبرها الأستاذ عبد الفتاح أبو مدين، وما عساي أن أقول وقد استمعتم ما استمعتم حوله؟ غير أنني سأعود بالذكرى ثلاثين عاماً لأقول:
- إنني عرفت الأستاذ يحيى توفيق قصيدة قبل أن أعرفه اسماً وجسماً، ثم بعد أن ظل قصيدة في ذهني - بعد عشرين عاماً - بدأ هذا الاسم يتردد في ظل القصيدة، فسبقني أو سبق اسمه قصيدته؛ ثم بدأت أتشوق إلى أن أستمع إلى الأستاذ يحيى توفيق، وما كنت حينذاك أرى له شيئاً من النتاج ثم قبل خمسة عشر عاماً قيل في حفلة تكريم: إنكم مع قصيدة للأستاذ يحيى توفيق، فقلت سأرى القصيدة والاسم فكراً وجسماً هذه الليلة؛ ثم اعتلى المنبر فتحدث بقصيدة أقول: إنها أنيقة - كما سبقني إليها الزملاء - غير أن النظام وهذه الأناقة التي قال بها الأستاذ عبد المقصود خوجه، وأكد عليها الأستاذ عبد الفتاح، ومن ثم يحيى السماوي، تسبقها فوضى رهيبة عند الأستاذ يحيى توفيق، والسبب في ذلك أنني دخلت عليه في مكتبه فوجدته، لا أقول مع شيطانه الشعري، وإنما مع ملهمه، قصيدة متبعثرة، وأوراق متناثرة، ووجدته يدندن؛ ولعلي استمعت الليلة إلى الموسيقى الداخلية لأنها تراوده وسأعرج عليها..
- هذا الرجل رأيت نتاجه - دواوينه - من خمس سنوات، وكان يضع طرة عليها.. إهداءاً رقيقاً يصفني بالحبيب، وما أدري هل هي صفة مشتركة أم أنا الوحيد فيها؟ حينما يقول أخي الحبيب.. في ديوانه: "أودية الضياع" ثم: "سمراء"، ثم: "ما بعد الرحيل" ثم: "حبيبتي أنت".. وهممت - ولا أكتمكم - أن أكتب شيئاً؛ وجاء الأستاذ عبد الفتاح على الشعر الغزل، وأنا أقول الشاعر الغزل، ولن أتحدث عن مكة عن عمر بن أبي ربيعة، أو عن العرجي، ولكني أقول: إنه حينما سلك هذا الباب كسب خصومه فلم يكن لهم خصوم، إما أن يشاركوه الحب فيشتركوا معه في الهم، وإما ألا يدخلوا الساحة فلا ينقدوه شعراً؛ وهذا الشعر من المفارقات - كما قلت - إذا كان لكل شاعر شيطان، فإنه لكل موقف ميزان.
- وجدت الدواوين الخمسة افتتحت بقصائد كلها من وزن واحد.. وإن اختلف الروي والقافية، صحيح أنها مصادفة، لكن الشاعر في حالة لا يملك نفسه معها.. فتجده تلقائياً خرج بهذه الصورة؛ وجدت كل القصائد من بحر البسيط، وبحر البسيط - كما تعرفون أيها الإخوة - ليس وزناً متتابعاً وإنما وزن متعاقب، له تفعيلتان مزدوجتان، فتأخذ في الطلوع والنزول، فتبين الشحنات النفسية لهذا الشاعر؛ ووجدتها كذلك في قصائده.
- وأعرج على الأستاذ يحيى السماوي، فقلت ليته علق على القصيدة التي أرسلها له، حينما قال له قصيدة القصيدة الرائية على ما أذكر قصيدة وطنية، حتى في وطنياته يغلفها بالحب، لأن أي عمل لا يغلف بالحب ليس عملاً ذا روح، يصبح عملاً جافاً، ومع ذلك أي عمل لا تقوم معه العاطفة والعقل، أو العاطفة تغطي العقل، لا يمكن - بأي حال من الأحوال - أن يكون عملاً خالداً، ثم رأيت كلمة رباعيات وكلمة خماسية، فسألت أليس هناك سداسية؟ لأن الخماسية كأنها من بنات أفكار الشاعر.
- لا أريد أن أتتبع هذه الدواوين لأتحدث عنها، ولكني أقول: إنني شرفت بزمالة الأستاذ يحيى توفيق في نادي جدة الأدبي، وشرفت به في ربوعيته المشهورة، ولعله اليوم عاتبني - كثيراً - عندما انقطعت مدة؛ مرةً أخرى: هنيئاً لك يا شاعرنا بهذا الحب من الزملاء، وهنيئاً لنا بأن نقرأ هذا الشاعر لنشاركك فيه.
- والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :552  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 19 من 155
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعيد عبد الله حارب

الذي رفد المكتبة العربية بستة عشر مؤلفاً في الفكر، والثقافة، والتربية، قادماً خصيصاً للاثنينية من دولة الإمارات العربية المتحدة.