شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(79) (1)
في أعقاب سهر طويل فزعت من النوم بعد فجر هذا اليوم بقليل.. وتم ذلك بفعل فاعل معلوم الهوية.. هو خادم البيت المشوبة طيبته ببعض البلاهة.. فقد قطع عليَّ مشاهدة بقية فيلم من أفلام الأحلام اللذيذة حيث كنت مندمجاً في دوري به تمام الاندماج.. صائحاً في وجهي وعلى مقربة من سرير منامي.. قم.. قم.. فإن بباب الدار من يريدك لأمر هام..
وعلى الواقف.. وبالفوطة إياها.. قابلت صاحب الذوق الرفيع الذي جاءني في مثل هذا الوقت ليقول عن موضوعه الخطير.. إنني منذ تسع سنوات.. حينما كنت مديراً عاماً.. كتبت له ورقة للمحاسب لإنهاء معاملة رواتبه المنكسرة.. وإنه سافر بعيداً.. وعاد من زمن طويل ولما تنته المعاملة..
ولم يسعني بعد أن قرطت على أسناني.. وبعد لأي طويل أيضاً.. إلا أن أصرفه مؤكداً له بأنني لم أعد ذا موضوع في موضوعه.. ولا صاحب دالة على المحاسب.. وإن هناك مسؤولين جدداً أنصح بمراجعتك لهم في مثل هذا الوقت تماماً وفي بيت كل منهم.. وعلى الريق في نفس موعد مجيئك لي الآن..
وما إن غادر الباب.. مكسور الخاطر.. كرواتبه المنكسرة حتى قندلته أعتبرها موجهة لكل صاحب ذوق رفيع مثله.. وتقول:
يا حبيبي.. يا ابن هاداك الكلام
لم طيرت على الفجر منامي؟
لم تزل شمسك نونو في سماها
بين بطن الغيب.. في عب الظلام
وديوك الحي والجيران صاحت
كوكو.. كوكو.. كاكا.. كاكا في نظام
والبراميل.. ويا دوب استعدت
تطلب الأومبة الحلوا.. لظامي
وأنا يا دوبني خشيت فعلا
سنما الحلم بلاشاً.. في انسجام
هل ترى سلطك اليوم علينا
من له ثأر ورائي.. أو أمامي
أنا مالي؟.. أنا مالي؟.. يا حبيبي
بل أنا لست بمالي.. أو محامي
أنا سهران وما باليد حيلا
بين أوراق.. وكتب.. وزكام
عندك المركاز فيه العمدا.. أيضاً
جنبك النجدة.. من غير زحام
أو لديك الشرطا في الخلقة برضو
بابها غربي.. لها الطاقة شامي
إنما بيتي.. على الريق.. فلا.. لا
ثم لا.. لا.. في اختصار للكلام!
قل لمن لم يعرفوا الذوق بلاشي
قلة الذوق وتعكير المنام
أحلال مثل هذا الشغل منكم
أم حرام.. في حرام.. في حرام!!
ولقد أدركت بهذه الفعلة الشنعاء من صاحب الرواتب القديمة المنكسرة.. الموقف القديم المماثل لهذا الموقف والذي دعا الشاعر الغلبان لأن يصرخ بهذا الشطر الناري:
وإنما الذوق شيء ليس في الكتب!!
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :609  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 118 من 168
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

أحاسيس اللظى

[الجزء الثاني: تداعيات الغزو العراقي الغادر: 1990]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج