شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( مداخلة من المحتفي سعادة الأستاذ عبد المقصود ))
قال سعادة الأستاذ عبد المقصود خوجه:
- سيدي الكريم: في الحقيقة هناك جمع كبير من الأسئلة، ولهذا إذا سمح لي الإخوة لتأخر الوقت ولكثرة الأسئلة - كما أسلفت - أن نكتفي بالسؤال الأخير للأخ عمر كامل، وعذراً للجميع بسبب ضيق الوقت؛ كما أن هناك أسئلة وردتني - بل عدة طلبات بالأصح - من الأساتذة: عثمان مليباري، والأستاذ صالح باقلاقل، والأستاذ الزرقاء، والأستاذ محمد محجوب، والأستاذ محمد زكريا مراد، يطلبون من فضيلة الشيخ قراءة بعض شعره، وأعتقد أن ديوان فضيلة الشيخ من ضمن الكتب التي توزع حفظاً للوقت، بإمكانهم أن يتفضلوا ويحصلوا على نسخة من الديوان؛ وبانتهاء هذا السؤال الَّذي هو للأستاذ عمر كامل، يكون الحوار قد انتهى حفظاً على راحة فضيلة الشيخ، رغم أننا - في الحقيقة - مستمتعون أن نبقى معه حتى الفجر، ولكنه على سفر.
 
استجاب الشيخ يوسف القرضاوي لطلب الإخوة الحضور الَّذين طلبوا منه أن يسمعهم شيئاً من شعره قبل الإِجابة على السؤال الأخير فقال:
- بالنسبة للشعر، فسأقول لكم جزءاً من قصيدة أخيرة، لأنها لم تنشر في الديوان، عندي مجموعة غير الديوان الَّذي سيوزع عليكم، وستنشر في ديوان لاحق - إن شاء الله - بعنوان: "المسلمون قادمون" القصيدة الأخيرة - في الحقيقة - أنشأتها ونحن في بروناي، في صحبة الأخ الأستاذ الجليل الدكتور: الخوجه.. هناك في المجمع الفقهي، ذهب الإخوة في رحلة وتركوني، وكنت متأثراً بالهجوم على الأصوليين في مختلف الصحف العالمية، فأنشأت قصيدة عنوانها: (أصولي أصولي) ولي أرجوزة سميتها: "الأصوليون" أرجوزة ساخرة على لسان العلمانيين وغيرهم عن الأصوليين، أرجوزة مطولة، ولا يتسع الوقت لها، إنما هذه القصيدة على لسان الأصوليين أنفسهم، أقول لكم منها بعض أبيات حتى، لا نضيع رجاء الإخوان الَّذين طلبوا هذا.. هذه القصيدة اسمها:
 
أصوليٌّ أصوليٌّ
أجل أنا لا وصولي أصوليُّ (1)
فلي أصلي ولي نسبي الحنيفيُّ
وأصلُ أصولي القرآن دستوري الإلهيُّ
وسنَّة أحمد المختار لي زادٌ ولي رَيٌ
وقانوني كتاب الله لا الشرعُ الفرنسيُّ
فما يقضيه مقضيٌّ/ وما ينفيه منفيُّ
ومنهاجي سماويٌّ/ ونهجُ سوايَ أرضيُّ
سبيلُ الرشـد أسلكـهُ/ وليس سبيلـي الغـيُّ
ولائي كلُّه لله لم يشرك به شيُّ
أعادي من يعاديه ومن يرضاه مرضيُّ
أصوليٌّ أصوليُّ/ فدعني يا وصوليُّ
أصولي أصولي عميق الجذر لا كسـِوَاي سطحيُّ
لأصْلي أنا مشدودٌ بأصلي أنا محميُّ
هوايَ وعشقيَ الإِسلام لا لُبْنَى ولا مَيُّ
وأهليَ أمة الإِسلام لا قيس ولا طَيُّ
أحنُّ لهم إذا مرضـوا/ وأحيـا إن هـمُ حيـوا
وأشدو إن هـمُ فرحوا/ وأبلـغ (2) إن همُ عيوا
وينزف مني الدم حين يجرح ثم بوسْنيُّ
وأصرخ آه حين يشاك شامِيّ وكرديُّ
ويغلي مرجلي إن مـس حول القـدس قدسـيُّ
أليسوا إخوتي فـي الله بل هـم جسـدي الحيُّ
 
 
السؤال الأخير المقدم من الأستاذ عمر كامل هو:
- إذا كان تحديد الربح سلفاً يعتبر ربا، فهل تحديد الخسارة كما في الشركات ذات المسؤولية المحدودة، إذ أن الوعاء صعوداً وهبوطاً واحد، وتحديد الخسارة هو تحديد المخاطرة، فما هو الرأي في هذا الأمر؟
أجاب المحتفى به قائلاً:
- الأصل في شريعة الإِسلام هو أنَّ الغرم بالغرم، والخراج بالضمان، وأنَّ المال إذا عمل قابل لأن يربح وقابل لأن يخسر، وهذه سنَّة الحياة؛ ليس المال أثمن من الصحة، ولا أثمن من الشباب، ولا أثمن من الحياة؛ الفلسفة الربوية الرأسمالية تريد أن المال يزيد باستمرار ولا ينقص، مع أنَّ الإنسان الشاب قد يشيخ والصحيح يمرض، والحي يموت..، فالمال نفسه قابل للزيادة والنقص، هذه سنَّة الحياة؛ ولذلك محاولة إبقاء المال كما هو قابل للزيادة ولا يقبل النقص - في الحقيقة - هذا مخالف لسنَّة الله في الكون؛ ومن هنا الأصل في الإِسلام، أنَّ الإنسان يدخل مع شريكه، ما دمنا شركاء فنحن مسؤولون معاً؛ إذا ربحنا ربحناً معاً، وإذا ربحنا قليلاً عاد القليل علينا، بالنسبة المتفق عليها، وإذا ربحنا كثيراً جاءت الكثرة للطرفين، وإذا خسرنا خسر هذا جهده وخسر هذا ماله.
- هذه هي النظرية الإِسلامية، وأعتقد أن سماحة الأستاذ يوافقني عليه، وهذا ما أفتت به المجامع ولم يعد رأيا فردياً، بل هو رأي للاجتهاد الجماعي الآن، والحمد لله حمداً كثيراً، ونسأل الله (سبحانه وتعالى) أن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا، وأن يجعلنا من الَّذين يعلمون فيعملون، ويعملون فيخلصون، ويخلصون فيقبلون؛ إنه نعم المولى ونعم النصير؛ وصلَّى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :770  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 11 من 155
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الأستاذة صفية بن زقر

رائدة الفن التشكيلي في المملكة، أول من أسست داراُ للرسم والثقافة والتراث في جدة، شاركت في العديد من المعارض المحلية والإقليمية والدولية .