فهارس الكتب عناوين الكتب محتويات الكتب أسماء المؤلفين الكل          البحث   

مكتبة الاثنينية
(14) (1) عانيت يومي هذا معاناة كربتني كرباً كبيراً.. وجعلتني أردد في كل خطوة أخطوها.. وفي كل مشوار أقطعه هذين البيتين من مقطوعة كنت نشرتها في القناديل تحت عنوان: سندوتش.. وهما: ـ حتى الموظف بين أوراق المعاملة الكثير. تكفيه آخر صفحة.. فيها تآشير المدير! والسبب في ذلك أن بعض الظروف العملية اقتضت أن أراجع بعض الإدارات فذهبت رأساً للموظف المختص راجياً إنجاز الموضوع بقدر ما يتأتى له من سرعة لأن الوقت اللازم لإنجاز بقية الإجراءات ضيق.. ولأن اليوم التالي وهو يوم الجمعة يوم عطلة رسمية.. فما كان منه.. وهو مختص متمرس بعمله.. إلا أن ألقى نظرة خاطفة على الورقة الأخيرة.. ثم قال: لا بد من قيامكم بمراجعة الإدارة الفلانية.. ثم موالاتكم الفراغ من إجراء كذا.. وكذا.. مما يقضي علي بالبرمان الذي كنت قد برمته من أيام من جديد! واستغربت ولفتُّ نظره في أدب يقطر سكراً.. وانحناءة حركت مرض اللمباجو القديم إلى ما ورد ببقية الأوراق مما يؤكد انتهاء كل تلك الإجراءات التي أكد ضرورة استيفائها.. فقال: هذا هو النظام!.. فلا تطل الكلام ـ يا أستاذ!. فأطعنا.. وقررنا العمل بما أمر به.. بل وأخذنا فعلاً بطرف من تلك الإجراءات المطلوبة مكرراً.. ولكن!.. ولكنني للصدفة الطيبة.. وعندما رأيت أن الوقت لا يكفي لموالاة تلك الإجراءات لآخرها.. دخلت على رئيسه العام مستنكراً هذا البرمان الطويل مرة ثانية، لأن الموظف المختص لم يكلف نفسه قراءة أوراق المعاملة من الأول.. وأشهد أن الرئيس العام كان حصيفاً حيث ابتدأ في سكون ووقار من الصفحة الأولى بالذات مستعرضاً بقية الصفحات في لمح بصير.. ونظر مجرب.. ثم قال: ـ لم يكن هناك داع لتكرار ما بدأت تقوم به.. فالإجراءات مستكملة والمسألة الآن لا تتطلب إلا إجراءً واحداً نهائياً يقوم به فلان.. وإنه لا يستغرق أكثر من خمس دقائق ـ وقد كان.. وشكراً لهذا الرئيس الحاذق.. وعليه.. فاحذروا.. يرحمكم الله.. من الاعتماد على الورقة الأخيرة وحدها في المعاملة.. دون تكليف خاطركم ـ بالشامي ـ لمطالعة بقية الأوراق!.. * * *   [1] المصدر: جريدة عكاظ 7/4/1387هـ ـ 13/7/1967م.
طباعة تعليق  القراءات :708  التعليقات :0
صفحة 53 من 168

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان

هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع
	تسجيلات كاملة
	مقتطفات لتسجيلات مختارة
	لا أؤيد
النتائج