شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(9) (1)
عاتبني اليوم صديق قديم.. كيف لم أستجب لدعوته الكريمة الصادقة.. فأدع سيارته توصلني المقصد الذي أريد.. وأفضل عليها ركوب سيارة أجرة.. فاضطررت بعد مناقشة وجدال أن أشرح له عادتي ووجهة نظري في الأمر قائلاً: ـ
إنني أوثر كل صباح أن أقطع على قدمي الأمتار القليلة التي تفصل بين البيت والشارع العام.. حيث تتوفر التكاسي غادية رائحة.. تنزل زبوناً قديماً تأخذ زبوناً جديداً بعدها.. فأستجلي مدة وقوفي.. في هذا المنظر صورة من الحياة في أدواتها وفي وظائفها المختلفة.. ولأستذكر دائماً الرواية الألمانية المترجمة للعربية من زمن طويل باسم (الباب الدوار) وصفاً لفندق.. ورمزاً للحياة كلها.. يمثلها هذا الباب الدوار في الفندق يدخل منه نزيل جديد وافد.. ليأخذ مكان نزيل قديم.. راحل.
ثم إنني بعد هذا.. وفي وقفتي اليومية تلك ـ أتحرى أن يكون التاكسي الذي أختاره للانتقال إلى غايتي.. وجيهاً فخماً.. متلذذاً بنظريتي الخاصة في الموضوع أمارسها للزهو حيناً.. وللعزاء حيناً آخر.. وللتجربة الدنيوية لفلسفة مداريه العيد ممارسات متنوعة.
أما نظريتي هذه فتتلخص في أن المدمن على ركوب التاكسيات مثلي.. يتمتع بميزة فريدة أحسن من تلك التي يتمتع بها مالك السيارة نفسه.. فمالك السيارة.. أية سيارة.. وأي مالك.. لا يحظى إلا بركوب سيارة واحدة بعينها كل يوم.. بينما أنا عميل التاكسيات أحظى كل آن وحين بامتطاء سيارات مختلفة في الموديلات والوجاهة.. والحيثية.. والألوان المتنوعة.. مالكاً فعلياً لها. طيلة مدة مشواري.. وذلك بما قيمته ريالان اثنان قط.. من غير زيادة.. وهناك فوائد أخرى منها ـ لا كلها ـ اتساع الفرصة لإرضاء هوايتي الخاصة بالسكناب المتعدد مع كل سائق جديد..
هنالك اقتنع صاحبي أو حاول.. قائلاً: ـ
أراك بقية من قوم موسى
فهم لا يصبرون على طعام!
وهكذا قبل معذرتي على ركوب سيارته لغايتي وضحكنا!
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :591  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 48 من 168
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

يت الفنانين التشكيليين بجدة

الذي لعب دوراً في خارطة العمل الإبداعي، وشجع كثيراً من المواهب الفنية.