فهارس الكتب عناوين الكتب محتويات الكتب أسماء المؤلفين الكل          البحث   

مكتبة الاثنينية
(5) (1) لقد اقتضت بعض ظروفي العملية.. هذا اليوم.. أن أراجع بعض الإدارات.. وكعادتي المزمنة في إتاحة الفرصة الكاملة للعفريت النقد.. غير الذاتي.. بأن يركب أكتافي وأن يسعى معي ملاحظاً ما هو كائن.. وما ينبغي أن يكون.. فقد رأيت موظفاً مرموق المكانة.. وذا أثر مباشر في تسيير الأعمال وقضاء حاجات المراجعين لا يهمه إلا أن يكون.. ورقياً.. في جميع تصرفاته.. فهو لا يطالع المعاملات.. أو يصرف الشؤون إلا من خلال الأرقام والتواريخ.. وربط السابق منها باللاحق بموجب الإشارة.. والعطف.. والتعقيب.. والرجوع إلى كل القرارات السابقة وصورها.. وإلى الفقرة ج.. وعجب الذنب هـ.. وهذه الدقة منه واجبة ومحمودة.. بل هي فرض محتوم الأداء على أن يكون في وقته المصنف الدرجات الأفضلية.. ولكن العيب في أخينا هذا أنه باستكمال كل ما يريده من المعقب.. وكاتب الصادرة.. والواردة.. وما بين كل من هؤلاء مغرم الغرام كله بتصنيف المعاملات على مكتبه الشبيه.. بالفاترينه.. للعرض.. والمباهاة بكثرة ما يحفل به مكتبه الطويل العريض.. دون تصريف فوري وسريع لما استكمل منه واجبه العام.. وإن لم يستكمل في رأيه الأناة اللازمة لتتبع الجزئيات الطارئة بقدح زناد فكره للتفنن في خلقها.. على طريقة تقصيع القمل من الفارغين اللاهين.. والمكوعين في الفية بإحدى القرى النائية عنا.. والمجاورة لنا.. ثم أنه موسوس يحتم عليه وسواسه هذا أن يتأنى أكثر من أي لازم.. مطبقاً بكل دقة الطمأنينة المستحبة في بعض أركان العبادة على طريقته في صف.. لا في تصريف المعاملات وإنجازها واحدة وراء الأخرى بالقطاعي لمن دونه.. ولمن دون من دونه.. فإن بعد إجرائه.. بعض الإجراءات. والخلاصة فقد قال له عفريت نقدي.. بعد أن ضاق بالسكوت.. وتعب من الرقص فوق أكتافي.. بيقولوا.. كان فيه واحد محامي.. أحيل للتقاعد بعد أن كبر سنه.. فمر به في داره أحد أصدقائه.. ولما وجده منبطحاً على بطنه ودوسيهات القضايا القديمة كلها مبعثرة أمامه.. وعن يمينه وشماله.. سأله أنت عامل في روحك كدا ليه؟.. أجابه.. عمال امزمز.. * * *   [1] المصدر: جريدة عكاظ 26/3/1387هـ ـ 2/7/1967م.
طباعة تعليق  القراءات :810  التعليقات :0
صفحة 44 من 168

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان

هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع
	تسجيلات كاملة
	مقتطفات لتسجيلات مختارة
	لا أؤيد
النتائج