شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(4) (1)
قابلت صباح هذا اليوم صاحباً لم تصل العلاقة معه لدرجة الصداقة المتينة. ولم تهبط إلى حد المعرفة العابرة.. وقد ألح على أن أذهب معه لنقضي وقتاً طيباً في المكتب، وأبادر فأقول إنه مكتب تجاري.. لا رسمي.. يخضع لرقابة اخواننا زملاء دفاتر الدوام.
وذهبت معه بعد إصرار منه ـ وخوف شديد مني مما سيكون.. فهذا الصاحب.. والحق يقال.. إنسان طيب القلب.. بشوش الوجه.. حبوب في مجموعه.. لولا.. لولا.. أن له أسلوباً في الحديث تدور قفلته الختامية دائماً على ركيزتين ثابتتين كلازمة من لوازمه.. وأولاهما:
إصراره على أن يربط من يحدثه بحبل متين من حديثه، حتى لا يسرح عنه.. وذلك باستعماله الطريقة الاستفسارية عند آخر كل نقطة أو فاصل من كلامه ـ فيلتزم سامعه مربوطاً بالجواب.. فهو يقول لي مثلاً.. البارح بعدما اتعشيت خرجت من البيت ورحت بيت جارنا إبراهيم أفندي.. وعندما وصلت بيت جارنا مين؟! فأضطر أن أجيب إبراهيم أفندي!.. وبعدين طلب مني أن أتعشى معاه فأخبرته إنني.. إنني؟.. فأجيب.. اتعشيت.. اتعشيت. وهكذا أظل متيقظاً باستمرار للقفلة منه.. وللغيبي منها..
أما ثانيتهما.. وهي أشد الركيزتين كرباً على نفسي.. فهي ركيزته الحسابية.. وسبب ضيقي منها أكثر وأكثر أنني لا أجيد الحساب وجمع الأرقام سريعاً.. فهو يقول مثلاً في تؤدة تقتل وفي شطارة حسابية تقلق.
من يومين نزلت لك السوق مع الأولاد.. واشتريت للولد جزمه عزك الله.. دفعت فيها يا سيدي ثلاثة وعشرين ريال ونص قول.. ما عليه، وأخذت له قلم بأربعة ريال.. سارت.. سارت؟ فأضطر أن أقول وكأنني تلميذ حاضر الذهن.. سارت سبعة وعشرين ريال.. بعدين اشترينا للعفريتة البنت الصغيرة لعيبات بخمسة ريال سارت الحسبة؟ فأقول صاغراً ½ 32 ريال.. كمان أخذنا للجماعة ولأختها الكبيرة أشياء وملابس بثمانين ريال سار لك المبلغ كلو يبو الحبيبين هناك 2/1 32 وهنا 80 فأجد ألا مفر من جمع الحسبة بسرعة في كف يده أجيبه سار المبلغ كلو 2/1 112 ريال.. وهكذا.. وهكذا..
ولما ذكر أعلاه.. فقد ذهبت مذعوراً مع هذا الصاحب لمكتبه التجاري.. وبعد أن طلب لي للإغراء والتحبب على طريقة المؤلفة قلوبهم الشاي.. والقهوة.. والبارد.. وكان ما كان.. مما سلفت بعض العينات منه.. كبداية..
وحتى لا يصل للنهاية فقد أمسكت ببطني قائلاً له.. أنا زي ما قلت لك في الطريق.. رايح.. رايح؟ فأجاب للأخ سليمان.. فقلت كما أخبرتك لاستلام مبلغ.. مبلغ؟.. فأجاب صاغراً.. التسعين ريال!..
وهكذا استوفيت بعض حقي منه.. وإن لم يكن بالكامل!..
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :893  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 43 من 168
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء السابع - الكشاف الصحفي لحفلات التكريم: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج