لك يا جدة الحبيبة في |
النفس مكان محبب مألوف |
طار فيه صدى الجديدين.. |
بالأمس.. وما زالت الحياة تطوف |
أنت جزء من موطن ملء قلبي |
بعضه المستطاب والمألوف |
أنت في ومضة الخيال بعيني |
الآن خود جم الحنان المطيف |
قمت للقاصدين.. بسَّامة الثغر |
لعوباً.. تلقاك منهم ألوف |
فكأن السهل الفسيح فناء |
والقرى فيه والضواحي ضيوف |
وكأن الجبل دونك في الأفق |
مكان الإشراق سور مطيف |
وكأن التلال حولك بالشط |
حراس مدى الزمان وقوف |
وكأن الخضم صب على الباب |
طريح.. وأنت عنه عيوف |
يترامى هوى ـ فتقصينه عنك.. |
فيرتد.. والمحب ضعيف.. |
ها أنا الآن فوق تلّي.. ساجي |
الطرف يسمو بي الخيال المشوف |
والدراري مطلة ترهف السمع.. |
عليها من الحياء كسوف |
والعيون الحيرى توصوص في الشط |
فينأى بها الفؤاد اللهيف! |
هكذا أنت فتنة من كوى الفكر.. |
يراك المدله المشغوف |
ولدى عالم الحقيقة شيء |
دون هذا ـ لولا هواك العنيف |
أنت ذاك الميناء.. والبلد |
القاحل إلاّ من الهوى.. يستضيف |
فإذا شئت أن يصورك الحسن |
فما بعدما يرى.. موصوف! |
وإذا شئت أن أكنى.. ولا مهرب |
من ذاك يبتغيه الأنوف |
فاعلمي إنما الحبيب حبيب |
كيفما كان.. والألوف ألوف |
والمحبون في البرية أغراض |
رماة سهامها التعنيف |
والملام البغيض مبعثه الجهل.. |
وبغض الجهول ليس يخيف |
والمراءون أدعياء وطبع الحر |
طبع يشينه التزييف! |
فإذا قلت.. مرة.. فلك الويل |
.. فلا غرو ـ فالحياة صنوف |
إنما سرب الملال لقلبي |
أمل ذابل ـ وعيش سخيف! |
* * * |