شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ـ 54 ـ (1)
والحكاية اليوم في مجال استخدام الحيلة.. تؤدي الغرض خاصاً مباحاً.. وتجيز الضرورة والحاجة استعمالها في حدود اللزوم لهما لا يتعدى إلى أذى الغير.. خدعة شريفة مرخصاً بها من ذي الشأن.. وتقول:
يحكى أن الحجاج بن علاط السلمي.. وكان حديث الإسلام.. جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم لما فتح خيبر وأعرس بصفية.. وفرح المسلمون بالنصر.. فقال: يا رسول الله إن لي بمكة ما لا عند صاحبتي أم شيبة.. كما أن لي مالاً متفرقاً عند تجار مكة فاذن لي في العودة لمكة قبل أن يصلهم خبر إسلامي فتضيع أموالي.. فأذن له الرسول.. فقال: إني أحتاج أن أقول ما يتناسب وموقفي مما يقتضيني الانتفاع به وإن غاير الحقيقة.. فقال له قل.. وأنت في حل..
قال الحجاج.. فخرجت فلما انتهيت إلى الثنية.. ثنية البيضاء.. وجدت بها رجالاً من قريش يتنسمون الأخبار وقد بلغهم خروج الرسول إلى خيبر.. فلما أبصروني قالوا:: هذا لعمر الله عنده الخبر.. أخبرنا يا حجاج فقد بلغنا أن القاطع ـ يعنون محمداً صلى الله عليه وسلم ـ قد سار إلى خيبر. قلت: إن عندي من الخبر ما يسركم.. قال: فأحدقوا حول ناقتي يقولون إيه يا حجاج.. قلت لقد هزم هزيمة لم تسمعوا بمثلها قط.. وأسر محمد.. وقالوا لا نقتله حتى نبعث به إلى مكة فيقتلونه بين أظهرهم بمن كان قد أصاب من رجالهم.. قال: فصاحوا بمكة قد جاءكم الخبر وهذا محمد إنما منتظرون أن يقدم به عليكم..
قال: فحينذاك قلت لهم أعينوني على جمع مالي من غرمائي فإنني أريد أن أقدم خيبر فأغنم من ثقل محمد وأصحابه قبل أن يسبقني التجار إلى هناك. فقاموا معي فجمعوا لي مالي كأحسن ما أحب..
فلما سمع العباس بن عبد المطلب الخبر أقبل علي حتى وقف إلى جانبي وأنا في خيمة من خيام التجار.. فقال يا حجاج.. ما هذا الخبر الذي جئت به؟ قلت: وهل عندك حفظ لما أودعه عندك من السر؟ فقال: نعم والله.. قلت: استأخر عني حتى ألقاك على خلاء.. فإني في جمع مالي كما ترى.. فانصرف عني.. حتى إذا فرغت من جمع كل شيء كان لي بمكة، وأزمعت على الخروج، لقيت العباس على انفراد فقلت له: احفظ على الأمر ثلاثة أيام ثم قل ما شئت.. قال: لك على ذلك..
قلت: والله ما تركت ابن أخيك إلا عروساً على ابنة زعيمهم.. يعني صفية.. وقد افتتح خيبر.. وغنم ما فيها.. وصارت له ولأصحابه. قال: أحق ما تقول يا حجاج؟ قلت: أي والله.. ولقد أسلمت وما جئت إلا مسلماً لآخذ مالي خوفاً من أن أغلب عليه.
فلما كان اليوم الرابع لبس العباس حلة له وتخلق بالطيب وأخذ عصاه.. ثم خرج حتى أتى الكعبة فطاف بها.. فلما رأوه قالوا: يا أبا الفضل هذا والله هو التجلد لحر المصيبة.. قال: كلا. والذي حلفتم به لقد افتتح محمد خيبر وترك عروساً على ابنة رئيسهم وأحرز أموالهم وما فيها فأصبحت له ولأصحابه.. قالوا من جاءك بهذا الخبر؟ قال الذي جاءكم بما جاءكم به ولقد أخذ أمواله حيث دخل عليكم مسلماً وانطلق ليلحق محمداً وأصحابه ليكون معهم.. قالوا:
تفلت عدو الله.. أما لو علمنا به لكان لنا وله شأن.
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :888  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 107 من 113
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج