(( فتح باب الحوار ))
|
بعد أن قدم المحتفى بهما تفاصيل رحلتيهما، فتح للحضور باب الحوار والمناقشة، بدأ عريف الحفل الحوار بالسؤال التالي: |
- بما أن المنطقة المتجمدة الجنوبية يوجد عليها ما يقارب 90% من جليد العالم، وهو يحتوي على ماء عذب، فلماذا لا نستفيد منه. |
وأجاب الدكتور مصطفى معمر على السؤال بقوله: |
- لقد قلت: إن أحد الجبال الجليدية التي وقفنا عندها وعلقنا عليها بقولنا: إن ارتفاعها فوق سطح البحر تقريباً 60 متراً، وهذا يمثل 1/5 الحجم الكلي، حيث أن 4/5 مغموره، وعلى هذا فإن سمك المغمور يساوي 240 متراً، فإذا أردنا الاستفادة منه وهذه فكرة قديمة جداً كان لصاحب السمو الملكي الأمير: محمد الفيصل ريادتها، لكنها لم تنفذ بسبب إلى 240م، علماً أن هذا الجبل الَّذي وقفنا عليه يعتبر جبلاً صغيراً، وهناك جبال أكبر منه، فإذا أردنا أن نقطره من المنطقة القطبية الجنوبية حتى يصل إلى منطقتنا، فإنه يجب أن يكون أكبر بكثير من هذا الحجم، لكن إذا أردنا إدخاله البحر الأحمر من الجنوب، فإن باب المندب ضيق وعمقه ضحل، والعمق يصل في بعض المناطق، مثل منطقة اسمها حنش، يصل فيها العمق - تقريباً - إلى 75م، فكيف نستطيع أن نُمرر جبلاً بهذا الحجم؟ كذلك إذا أردنا أن ندخله عن طريق الخليج العربي، فإن مضيق هرمز مضيق ضيق، ويعتبر شريان الطاقة الدولي؛ لذلك فإن إدخاله يعني قفل المضيق في وجه سفن العالم، وهذا أمر صعب، وهذه أسباب عدم الاستفادة - في الوقت الحاضر - من هذه المياه، وشكراً. |
|
ثم وجه الأستاذ أحمد العناني السؤال التالي: |
- هل شعر الدكتوران العالمان بقوة الجذب المغناطيسي للقطبين؟ |
وأجيب على سؤاله من قبل الدكتور إبراهيم عالم بما يلي: |
- الحقيقة: لا يشعر الإنسان بفرق في الجاذبية في أي مكان على الكرة الأرضية، ولكن هنالك - أيضاً - شيء مهم ذكره الأخ، بالنسبة للجاذبية: نحن بين القطب الجنوبي الجغرافي، والقطب الجنوبي الَّذي هو القارة، والقطب الجنوبي المغناطيسي؛ القطب الجنوبي الجغرافي هو النقطة التي تدور حولها الأرض؛ القطب الجنوبي العرف العام، فهو القارة القطبية أنتاكتيكا، والقطب الجنوبي المغناطيسي هو النقطة التي تقف عليها إبرة المغناطيس المؤشرة على الجنوب، وإذاً فالقطب الشمالي المغناطيسي هو النقطة التي تقف عليها إبرة البوصلة في القطب الشمالي؛ القطب الشمالي المغناطيسي، القطب الجنوبي المغناطيسي متحركان ويتحركان بصورة مستمرة، حسب تحرك كتلة الحديد المنصهر داخل الكرة الأرضية. |
- فهذه حقيقة علمية، أعتقد الأخ الكريم أعطانا فرصة نشرحها. |
|
ثم وجه المهندس أحمد باحداد من سمارك سؤالاً قال فيه: |
- لقد شرحتم صعوبة الرحلة والمعاناة فهل ما نشاهده من أفلام علمية أو أفلام أخرى عن الناس الَّذين يعيشون هناك؛ يتم تصويره هناك، أم يتم في مناطق أقل حرارة من تلك الدرجة الموجودة في القطبين؟ |
وأجاب الدكتور مصطفى معمر على السؤال قائلاً: |
- سأحدثكم عن أمر غريب حدث لي، خلال الرحلة عانيت منها شخصياً. |
|
- لقد كنت أعاني من مشكلة في خط عرض 80 جنوباً، وفي نفس موقع القطب الجنوبي، وفي خط عرض 90، ما كنت أستطيع النوم وأنا مرتد كامل ملابس نومي، فقد كنت أعرق كثيراً إلى درجة كبيرة، رغم أني كنت أستخدم القليل من الملابس وأنزع بقية الملابس، بينما بعض الزملاء كانوا يستخدمون الملابس الثقيلة، وهذا يرجع إلى الميتابلازما الخاصة بالشخص نفسه، فحكاية الأفلام التي تراها - أو رأيتها - خالية من المعاناة، فإنها لا تنفي وجود المعاناة، فالمعاناة موجودة، لكن بإمكان الإنسان أن يتغلب عليها عن طريق تكييفه في الملبس. |
|
ووجه سعادة الأستاذ أحمد الجار الله - رئيس تحرير جريدة السياسة الكويتية - سؤالاً قال فيه: |
- إن أهل البادية يقولون اضربوه بالموت يقنع بالسخونة، والدكتور زهير ضربنا بالموت عندما قال: بيئة العالم ملوثة، وأنتم - وأعني الدكتور مصطفى والدكتور إبراهيم - لم تؤكدوا لنا: هل البيئة بخير أم أنها فعلاً ملوثة، مثلما قال الدكتور زهير؟ |
فأجاب الدكتور إبراهيم عالم: |
- لا شك أن هنالك تغيراً في البيئة، والبيئة تختلف حسب الأنشطة الإنسانية، وتأثير الإنسان على البيئة سلبي إلى الآن، ولا شك أن هذا الكوكب هو الكوكب الوحيد الَّذي نعرفه ونعيش عليه؛ الآن هنالك دفعة قوية في المملكة العربية السعودية وفي العالم للتوعية البيئية، التي تبدأ من المنزل إلى القبر. وجوابنا أنه مما لا شك فيه أن ثقب الأوزون والأمطار الحمضية كلها أمور جديدة على بيئتنا؛ ولا شك أن هنالك تغييراً، ويجب أن نحافظ على هذا الكوكب، فهو الكوكب الوحيد الموجود والمتوفر لدينا. |
(( إضافة من الدكتور مصطفى معمر ))
|
ثم طلب الدكتور مصطفى معمر أن يضيف معلومات أخرى إلى ما أجاب به الدكتور إبراهيم عالم فقال: |
- قد يستغرب الواحد أن يرى أن كل الأنشطة الصناعية والأنشطة البشرية، موجودة معظمها في النصف الكرة الشمالي، وجغرافية منطقة أنتاكتيكا بعيدة جداً عن أي نشاط إنساني، إلاَّ أن التأثير الضار للبيئة وصل لها رغم عدم وجود مصانع بها، مما يؤكد أن البيئة متكاملة أينما كانت، فإن أي اختلال في التوازن البيئي مهما كان يؤثر على المنطقة ككل فيما بعد؛ شكراً. |
|
وقدم الأستاذ عبد الحفيظ التركستاني السؤال التالي: |
- هل وجدتم هناك أي بقايا للحفريات في القارة المتجمدة الجنوبية، أثناء الرحلة العلمية؟ |
فأجاب الدكتور مصطفى معمر على السؤال بقوله: |
- لم نر أي أثر للتنقيب، ولا أعتقد أنه قد تمَّ بالفعل تنقيب هنالك، لأن من الشروط الموجودة في معاهدة حياد المنطقة القطبية الجنوبية، التي وقعت في عام 1961م، أنه لا تستخدم هذه القارة لأي غرض اقتصادي وتكون منزوعة السلاح، قبل عام 1961 ربما كان هناك شيء من هذا القبيل فقد كان الرحالة والبحارة أكثر همهم كيفية الحصول على وقود حيث كانوا يستخدمون وقود الاستصباح من زيوت الحيونات، والبيئة بحد ذاتها - جغرافياً ومناخياً - كانت مؤهلة لقيام اكتشافات بحثاً عن الفضة وعن الذهب، كما حدث في جبال أمريكا الشمالية أول ما دخلها المستكشفون. |
|
(( إضافة الدكتور زهير نواف ))
|
ثم أضاف الدكتور زهير نواف على إجابة الدكتور مصطفى معمر قائلاً: |
- أعتقد بالنسبة لسؤال الأخ عبد الحفيظ عن وجود حفريات، أعتقد أنه يقصد بذلك بقايا الأحياء القديمة، كآثار في الصخور للاستدلال على عمرها الزمني، وعلى دراسة طريقة تكوين هذه الصخور، كنوع من الدراسات العلمية؛ ولا أعتقد أن ذلك يجرنا إلى عملية استغلال اقتصادي لهذه المنطقة، وعلى ضوء ذلك فإني أسأل الدكتورين الفاضلين: |
- ألم تتمكن البعثة من أخذ عينات من الصخور، عينات سطحية ليس من الضرورة أن تكون بأجهزة حفر للأعماق، ولكن عينات سطحية لمعرفة أنواع الصخور الرسوبية والبركانية والنارية، ومعرفة مدى عمرها الزمني، وطريقة تكونها، وآثار ذلك على دراسة الكرة الأرضية شمولياً؟ |
وأجاب على السؤال الدكتور إبراهيم عالم قائلاً: |
- الحقيقة: إنني أتخصص وأحمل مؤهلاً علمياً في مادة الكيمياء، لكن بمعرفتي البسيطة عن القطب الجنوبي، فإنه توجد حفريات تثبت أن القطب الجنوبي جزء من الجندوانا التي هي أمريكا الجنوبية. أما بالنسبة للصخور، فقد أحضرت من جميع المحطات التي توقفنا فيها صخوراً من القطب الجنوبي بحكم أني كيميائي، وأحضرتها للجيولوجيين وهي موجودة لدي، وأي شخص لديه الرغبة في الحصول عليها ودراستها فلا مانع لدي من تلبية طلبه، وأرجو أن توضع في مكان يستفيد منه العامة مثل مركز العلوم للشيخ صالح كامل مثلاً، وهنالك العديد من النباتات التي أحضرتها، وحتى ملابسي الشخصية فأنا مستعد أن أتركها في مدينة جدة لعرضها، واستخدامها للثقافة العامة. |
|
|