شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ـ 7 ـ (1)
تضطر الظروف الداعية إلى كسب العيش.. أحياناً.. أن يفارق الزوج زوجته بحثاً عن المعاش لا يستطيعه في بلدته.. وبجوارها.. وتأبى عليه رجولته أن يبقى حيث هو عاطلاً لا حول له ولا طول في أمرها.. وفي أمره.. فيسافر إلى غير بلده لغرضه.. بينما تعتقد الزوجة أنه سلاها.. وأنه فارقها من سأم أو ملل عشرة!..
والموضوع من بعض جوانبه.. وأهم أركانه يرويه إسحاق الموصلي عن أبيه إبراهيم الموصلي.. وهو في الأصل إبراهيم بن ميمون.. وجاءه لقب الموصلي بسبب أنه لما نشأ واشتد وأدرك.. صحب أنداده واشتهى الغناء فطلبه.. فاشتد أخواله عليه في ذلك وبلغوا منه.. فهرب منهم إلى الموصل.. فأقام بها نحواً من سنة فلما رجع إلى الكوفة قال له إخوانه من الفتيان.. مرحباً بالفتى الموصلي.. فلقب به..
وكان إبراهيم وولده من بعده أصحاب حظوة لدى الخلفاء العباسيين.. وذوي بصر بالشعر واختيار الجيد منه.. ويروي إبراهيم أنه رأى يحيى بن خالد خارجاً من قصره الذي عند باب الشماسية يريد قصره الذي بباب البردان وسمعه يتمثل:
هوى بتهامة.. وهوى بنجد
فأبلتني التهائم والنجود!
فزاده عليه:
أقيم بذا.. وأذكر عهد هذا
فلي ما بين زين هوى جديد!
ويحكي إسحاق عن أبيه إبراهيم:
بينما أنا بمكة أجول في سككها إذا أنا بسوداء قائمة.. ساهمة.. باكية.. فأنكرت حالتها.. وأدمنت النظر إليها.. فبكت وقالت:
أعمرو.. علام تجنبتني
أخذت فؤادي.. وعذبتني
فلو كنت يا عمرو خبرتني
أخذت حذاري.. فما نلتني!
فقلت لها.. يا هذه.. من عمرو؟ قالت.. زوجي .. قلت. وما شأنه؟ قالت.. أخبرني أنه يهواني وما زال يطلبني حتى تزوجته.. فلبث معي قليلاً.. ثم مضى إلى جدة.. وتركني.. فقلت.. صفيه لي.. قالت.. أحسن من أنت رائيه سمرة.. وأحلاهم حلاوة وقدا..
قال.. فركبت رواحلي مع غلماني وصرت إلى جدة.. فوقفت في موضع المرفأ أتبصر من يحمل من السفن.. وأمرت من يصوت.. يا عمرو.. يا عمرو.. وإذا أنا به خارجاً من سفينة.. وعلى عنقه صرة.. يعني سلة فيها طعام وخبز.. فعرفته بصفته ونعت الزوجة إياه.. فقلت:
أعمرو.. علام تجنبتني
أخذت فؤادي.. وعذبتني
فقال.. هيه!.. أرأيتها.. وسمعت منها؟.. قلت.. نعم.. فأطرق هنيهة يبكي ثم اندفع فغنى بالبيتين أملح غناء سمعته.. وردده علي حتى أخذته منه.. فقلت له.. ألا ترجع إليها؟ .. فقال طلب المعاش يمنعني.. فقلت كم يكفيك معها في سنة تدبر أمورك فيها.. فقال.. ثلاثمئة درهم فدعوت به معي وأعطيته ثلاثة آلاف درهم وقلت له.. لعشر سنين على أن تقيم معها.. فلا تطلب المعاش إلا حيث هي مقيمة معك.. ويكون ذلك فضلاً.. ورددته معي إلى زوجته في مكة.
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :994  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 60 من 113
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج