شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الأستاذ عبد الفتاح أبي مدين ))
ثم أعطيت الكلمة للأستاذ عبد الفتاح أبي مدين - رئيس النادي الأدبي بجدة - فقال:
- بسم الله الرحمن الرحيم..
- الحمد لله حمد الشاكرين.. والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين نبينا محمد.. وعلى آله وأصحابه.. ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين؛ وبعد:
- في مثل هذه المناسبة، يقف أحدنا ليلقي كلمة عابرة ترحيبية بضيف يحتفى به، في مناسبة من المناسبات، ليشكر المحتفي ويشيد بهذا الضيف؛ وأنا حين أقول ضيفاً أعني الضيوف، لأن القرآن سمى الضيوف ضيفاً، ولن تجدوا دراسة تربط بين العلم والأدب، وإنما هي كلمة عابرة أشارك بها في هذه المناسبة الغالية، للاحتفاء بعالمين كريمين من رجالاتنا.
- أقول للأمة العربية والإسلامية إسهاماتها في العلوم والحضارة، والاكتشافات في مختلف الفنون، يوم كانت أمة مهيبة انتشر إسلامها من الصين إلى الأندلس، بإيمانها بربها، وجهادها، وقوة إرادتها، وكانت انتصاراتها على الكفر الطامع الغازي من مفاخرها، وهي أمة شجاعة رخصت الحياة في أعينها، فكانت لها الصدارة والنصر والعزة، لأنها مؤمنة أن الباقي ما يدخر ويجعل لها اسماً وعنواناً؛ صدق المتنبي في قوله:
ولو كانت الدنيا تدوم لحينا
لعددنا أضلنا الشجعانا (1)
 
- ويوم تقاعست الأمة، ونامت، وركنت إلى الحياة، وإلى الدعة..، تداعت عليها الأمم، لأنها اثاقلت إلى الأرض، فتخلفت وسكنت.، وآثرت السلامة.
- وإذا كنا الليلة نحتفي برجلين شجاعين وصلا إلى القطب الجنوبي، وفي هذه الرحلة وأمثالها شيء من مغامرة لا يقدم عليها إلاَّ شجاع لا يهاب ولا يخاف، فإن هذه الرحلة الجليدية تذكرني برحلة ابن بطوطة قبل نحو ستة قرون، فطاف بأصقاع اليابسة بتلك الوسائل البدائية؛ ولقي من الأخطار والعناء ما فصله في كتابه الشهير؛ ربع قرن يطوف بالأرض، فهو قد خرج من بلدة طنجة شاباً عمره ثماني عشرة سنة، وعاد إليها وقد غزاه الشيب؛ وكان هدفه من السفر أن يحج البيت الحرام، ثم يعود إلى وطنه؛ غير أن أحاديث من قابل وجالس شجعه على تلك المغامرة المثمرة، فوصل الصين وسيبريا، وعاش على الجليد والثلج، وصور تلك المغامرة النادرة يومئذٍ أحسن تصوير، في أخطارها ومفاجآتها وغرائبها.
- ثم ينطلق من بلادنا اليوم - أو قبل اليوم - عالمان هما الأولان في الانطلاق إلى المحيط المتجمد الجنوبي من وطننا العزيز الكريم، فيسجلان في التاريخ أن أمتنا قادرة - بعون الله - على المغامرة وركوب الأخطار، والاكتشافات؛ لتعيد مجدها من جديد؛ وهي أمة ليست مترددة ولا هيابة، وإنما هي أمة جادة لأنها تملك الإرادة والشجاعة؛ والأيدي.
 
- والاحتفاء بالدكتورين مصطفى معمر وإبراهيم عالم بطلي الرحلة القطبية، احتفاء بالعلم والعلماء؛ وقد شاهدت في العام الماضي في مهرجان الجنادرية معرض الرحلة الناجحة، وفرحت بهذا النجح وما تحقق فيه للعالمين الفاضلين من توفيق الله وعونه جنباً إلى جنب، مع من سبقنا إلى ريادة المحيط المتجمد الجنوبي؛ وأثبتنا للعالم أن أمتنا قادرة على الوصول إلى ما يشبه المجهول، بالعلم والشجاعة، وقوة الإرادة؛ وإنني أتطلع لبعض علمائنا إلى رحلة مماثلة إلى القطب المتجمد الشمالي، الَّذي كان يحتجزه الاتحاد السوفيتي حقبة من الزمن؛ ولعل تفتت ذلك الاتحاد يدفع إلى تخلي روسيا عن ذلك السياج المضروب على المحيط، واحتكاره كضرب من السيطرة والأنانية، والشموخ بالقوة في دائرة تقاسم العالم بين معسكرين شرقي وغربي، غير أن لكل أجل كتاباً ولكل سافرة حجاباً.
- أهنئ العالمين الجليلين، الدكتور: مصطفى معمر، والدكتور: إبراهيم عالم على ما حققاه، فرفعا رؤوسنا أمام العالم، ليؤكدا له: أننا أمة قادرة إذا أرادت أن تحقق ما تصبو إليه؛ لأنها أمة لها تاريخ مشرق وضاء، أمة حية تملك وسائل القوة والإرادة والشجاعة؛ وتلك قوام الحياة وسبلها بعد الإيمان بالله.
- فتحية خالصة لعالمينا الفاضلين، وتهنئة صادقة على ما حققا من نجح وتفوق، لأنهما أهلٌ لذلك؛ حقق الله آمالنا وأعاننا، وسدد على الخير خطانا؛ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :813  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 161 من 167
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

ديوان الشامي

[الأعمال الكاملة: 1992]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج