شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
بِيبي زَينَب..
.. لو قدر لأحد أبناء جدة من أبناء جيل اليوم السينمائي التلفزيوني الصاروخي الطائر.. والمولود على يد القابلة القانونية.. لو قدر لهذا الواحد.. فرضاً وتقديراً.. أن يكون واحداً من أبناء الجيل السابق كهول وشيوخ اليوم.. غلمان وشباب الأمس.. لشارك بالفعل أو بالمشاهدة في اللقطة الشعبية التالية:
المنظر: مدينة جدة عام 1304 هجرية.
المكان: زقاق فرن الحنبولي.. على مقربة من مقلاة محمد علي ((أورفلي)) الواقعة على الحدود بين محلتي اليمن.. يمن دام.. والمظلوم.. سيل الدم ولا تندم.. وهي المقلاة التي يباع فيها اللوز والزرمباك والفصفص والحنبص.. وبقية المكسرات البلدي مما كنا نسميه ((المجمع))!!
الوقت: ليلاً.. ما بين الساعة الثانية والنصف والثالثة عربي غروبي حسب التوقيت العام الرسمي والشعبي.. والشهر على أولو.. والدنيا ظلام.. ومين داري عنك يا اللي في الظلام.. تغمز..
الشخصيات: غلام في سن الحادية عشر.. وداعس في الثانية عشرة من عمره المديد إن شاء الله.. يحمل في يده اليمنى فانوساً هندياً نمرة أربعة.. يهزهزه يميناً وشمالاً.. وإلى أعلى.. ثم إلى أسفل.. وذلك ليكشف بنوره الضئيل مواقع الأقدام لمن وراءه..
ووراءه: امرأة ملتفة كلها بالسواد داخل قنعة اسطمبولية جديدة!! تحمل في يدها بقشة فيها أدوات الصنعة.. ولا يظهر منها إلا عينان تبلبصان من الثقبين الصغيرين بما كان يسمى ((البرقع)).
حاشية من عندنا: والقنعة والبرقع هذان إنما كانا مثلاً ملفوفاً على التمسك والالتزام بحجاب الأمس الصفيق بالنسبة لحجاب اليوم ـ الكاب ـ الشفيف.. وذلك خاص طبعاً بنساء المدن.. مدن المملكة وحدها.. عكس أترابهن ساكنات القرى من البوادي.. من ذوات اللثام ليس إلا!!
أما الحوار الدائر بين الغلام حامل الفانوس الهندي نمرة أربعة.. وصاحبة القنعة والبرقع.. فيكفي أن نكتفي منه بالآتي:
أم القنعة والبرقع: وهو متى جاها الطلق؟
الغلام حامل الفانوس: وأنا إيش دراني كمان؟
أم القنعة والبرقع: امال ليش أرسلوك؟
الغلام حامل الفانوس: هم.. قالوا لي: روح جيب الداية.. وبس!!
وبلهجة بعض تقارير أهل الخبرة.. وبقليل من الذكاء المبكر.. فبناء على هذا الحوار الموجز.. وبالإضافة إلى المنظر السابق يتضح أن المهمة مهمة توليد.. وإن صاحبة القنعة والبراقع والبقشة هي ((الداية)) بلغة يوم أمس.. والقابلة بلغة هذا اليوم.. وعلى طريقة الأستاذ بدر: الواقع هادا صحيح.. ولكن من هي هذه الداية؟
إنها السيدة زينب الهندية.. وشهرتها بيبي زينب.. المولودة بمدينة جدة نفسها في عام الألف والمائتين..ويا إما تسعين وسبعة شهور.. أو تسعين إلا ثلاثة أشهر قمرية.. من أبوين هنديين بالنسبة لأرومتها الهندية العائدة لثالث جد تأقلم فأصبح جداوياً دون تثريب.. أو تقريق عليه.. كما فعل صاحب الدالية الشعبية والتي مطلعها:
قيل عني: بأن أصلي مصري
وبان الواد المسلوع هندي!!
شاهدنا: أنه كانت للسيدة زينب الهندية والشهيرة باسم ((بيبي زينب)) شهرتها الواسعة النطاق في نطاق بلدة جدة ـ فهي الداية الأولى التي تولت توليد معظم أولاد وبنات جدة.. بحيث لو أن بيبي زينب كانت تملك ختماً لا يزول أثره مع الأيام ومهرت به ظهور كل من قامت بتوليدهم بالأمس لرأيت هذا الختم ـ أو المهر ـ ظاهراً بالأصالة وبالوراثة على أقفاء الكهول والشيوخ..وكذلك أحفادهم النجباء!!
والحقيقة.. للتاريخ أن الشهرة التي كانت تتمتع بها بيبي زينب لم تأت إليها عبثاً أو فلتة ـ أو اعتباطاً ـ فإن الست زينب الهندية ـ أو بيبي زينب أول من وضع في نظام التوليد الشعبي وتوابعه الأسس التالية والسارية المفعول.. عملاً بها لوقت قريب:
أ ـ صياغة وتأكيد جملة.. يا الله يستي نفيسه بتنفيسه.. وقت الطلق.
ب ـ سحب الطفل من رأسه إن كان وديعاً مسالماً.. أو من رجليه إن كان مشاغباً.. أو من لسانه إذا كان سيكون صحفياً ـ أو ناقداً أديباً.. أو شاعراً شعبياً ـ في مستقبل أيامه..
ج ـ قطع صرة المولود حالاً.. واستئصال الخلاص فوراً.. ثم عصر ماء الليمون في عينيه.. ليرى حقيقة الدنيا على حقيقتها ـ دون أن يقرف منها.
و ـ تنظيم حفلة الرب يا رحماني تحت رئاستها.
هـ ـ ترتيب نظام ليلة التسمية ـ بمعرفتها..
و ـ استلام أجرها الأساسي نقداً. مع أخذ 25% مما يرمى على المولود في مهده ليلة التسمية من أخراص وبناجر وحلقان ـ أو غوازي وألواح ما شاء الله ـ أو الجنيهات الذهبية عثمانية أو إنجليزية!!
وأخذ 50% من بقش هدايا الرب يا رحماني المحتوية على الشريك ـ والحلاوة!! وأظننا لسنا في حاجة لشرح حفلات الرب رحماني أولاً ثم التسمية ـ في السابع.. فهي معروفة للجميع.. وإلى هنا ـ وحتى صباح الغد موعد مطالعتكم إن شاء الله لهذا الركن المنزوي هنا بسبب تكتيك صحفي جفري حديث.. نتوقف الآن عن متابعة سيرة السيدة زينب الهندية.. والشهيرة باسم ((بيبي زينب)) مرددين وراءها هذا المقطع التالي من منظومة ـ يا رب ـ يا رحماني:
يا رب.. يا رحماني
يا خالق الإنسان..
بارك لنا في ((هاني))
واحفظ رقيه.. وساني
وارزقهما.. بالتاني
من غير.. كاني وماني..
وبلاشي.. يا سامعاني
يا خارقه أوداني..
من وصفة النصراني..
دي الخلفه.. دي الفيراني
دي شغله.. دي رباني..
قولوا.. معايا.. صناني..
وكمان.. صناني.. بناني
وكمان صناني.. بناني!!
* * *
يا رب.. يابريه
خلى لنا.. حسنيه..
كتر لستي صفيه
في الخلفه.. والدريه..
محلي بيوتنا.. هنيه
ببزوره.. رايحه.. وجيه
وبلاش شويه.. شويه..
دي شغله مي عربيه
دي موضه.. دي عصريه..
أنا نفسي في المقليه
من عند عمي عطيه..
قولوا.. ورايا.. تاني..
يا رب.. يا رحماني..
يا رب.. يا بريه!!
وفي صباح هذا اليوم.. وعلى حين غرة.. ودون سابق إنذار.. وزي ما باقول لك كدا.. دق على جرس التلفون.. وصحاني من سابع نومه.. الشاب المهذب والذي امتنع عن ذكر اسمه الزوجي أو الثلاثي.. طالباً مني في أدب وحياء بالغين أن أتوسع معه.. وأتبحبح في شرح حفلات الرب يا رحماني.. وكذلك في وصف ولائم التسمية المقرر موعدها بعد صلاة العشاء من يوم سابع المولود.. بمناسبة ما قرأه.. على حد زعمه.. عن الحفلة والوليمة في شعبية أمس عن السيدة.. الداية.. زينب الهندية.. أو بيبي زينب!!
وقد أحلته.. لعدم توفر المراجع حينذاك.. ولتنمية مواهبه على يديه بنفسه.. ودون واسطة.. على أبحاثنا الشعبية المنشورة عن الرحماني والتسمية في بعض جرائدنا المحلية.. ونخص منها جريدتي البلاد وعكاظ دون تمييز إحداهما عن الأخرى في الدفع أو المماطلة.. أو مراجعته لدار الإذاعة لاستعمارة أشرطة برنامج الحلوة والمرة.. من غير ترتيب الحلقات.
ونكتفي من هذه المحادثة التلفونية بهذا القدر الضئيل.. لنعود إلى حديث الست زينب الهندية.. والشهيرة باسم ((بيبي زينب)) فنقول.. يا رعاك الله.. ووقاك عثرات الزمان.. وتقلب الصروف والأحوال.. إنه لا داعي إطلاقاً للإشارة أو التلميح إلى كمية الثروة المعدنية والورقية.. أي الذهبية والفضية حينذاك.. التي كوّنتها بعرق جبينها.. وبخفة يدها في التوليد.. الست زينب.. أو بيبي زينب.. من توليد نساء جدة المعروفات والمجهولات طيلة نصف وربع قرن.. بحساب القرون الأولى.. أي بما يعادل خمسة وسبعين عاماً بالتمام والكمال.. فقد بلغت تلك الثروة بمختلف العملات رقماً يصعب تقديره.. حيث اقتضى منسوبها العالي أن تشتري بالفائض منها عتبة ((أي منزلاً كبيراً)).. في محلة الشام ـ يا مال الشام يا مالي ـ وعزلة ((أي بيتاً صغيراً)).. في محلة المظلوم.. وبات مظلوم.. ولا تبات ظالم.. أروق لك.. وأحسن!!
وبعد.. يا سيدي الفاضل ـ وما فاضل إلا أنا وأنت ـ فلعلّ من مكملات البحث في سيرة ((بيبي زينب)) التعرض بخطف ولمح سريعين إلى هيئتها وملامحها العامة لإثبات هويتها.. وفي هذا المجال الواسع تقول مشاهداتها ومعاشراتها من النساء.. وكذلك من بشرتهم بالمواليد الذكور وجهاً لوجه وقبضت منهم حق البشارة من الرجال يداً بيد.. إنها كانت ربعة القامة مع ميل ملحوظ إلى الطول.. نحيفة القوام مع امتلاء بارز في بعض الأجزاء العلوية والخلفية منه.. سمراء اللون إلا حين تغضب من قلة الأجر فإن لون بشرتها يميل إلى السواد حينذاك.. ذات أصابع نحيلة وطويلة لا تظهر بها الأظافر إما لقصها يومياً حرصاً على عدم خدش المواليد.. أو لانغرازها بطبيعتها داخل اللحم.. صاحبة كدش منبوش على الدوام مما يدل على كثرة الانشغال والاهتمام بالعمل وحده.. لها صوت رفيع مصرصع.. وهو على طريقة الجو المتقلب في هذه الأيام.. يكون حنوناً في حالة سهولة الولادة.. كما يكون مفزعاً في حالة تعسرها.. وذلك لإرهاب النفساء من جهة للاجتهاد في توالي الطلق وسرعته.. ومن جهة ثانية لإسكات صراخ المواليد عند تشريفهم هذه الدنيا الكثيرة الضوضاء.. وهذا بالضبط ما يفسر لنا الظاهرة البارزة في أن أغلب أصوات الجدادوة طروش البحر تميل إلى الخفوت والخفض.. عكس جيرانهم الأدنين حلوس الجبال!!
أما عن هوايات ((بيبي زينب)) فتقول بشكتها النسائية إن هوايتها كانت مقتصرة على لعبة ((البجيس)) بتشديد الجيم المكسورة الخاطر.. وهي لعبة حريمية مشهورة حتى نهاية القرن الثالث عشر الهجري بمدن الحجاز.. والساحلية منها بوجه خاص.. كما أنها تهوى مضغ ((التامبول)) باستمرار ولكن مع المحافظة على البصق في طاسة نحاسية تضعها دائماً على يمينها.. أو تعلقها في رقبتها حين يحمي وطيس معركة الشغل.. وهي شغوفة بأكلات السمك بأنواعه.. وإن كانت تفضل السيجان من الصغار.. والناجل من الكبار منه.. ولم يكن يضايقها شيء في الوجود إلا شعرات تنبت من حين لآخر في موضع الشنب.. للرجال.. ومقر العثنون.. كما يسميه أبو مدين إذا أراد استعراض عضلاته اللغوية بين العمير وباخشوين.. ولكنها كانت تحاربه بالنتف الدائم.. على طريقة: اللي دقنو أطول من دقنك.. أستعين عليه بالنتف!!
وبيبي زينب.. كما عاصرناها في أواخر أيام حياتها.. قليلة الاهتمام بالرحلات.. أو الخروج من جدة.. اللَّهم إلا للحج إذا اطمأنت إلى كساد موسم النفساء في الموسم. وإلا للعمرة إذا كانت هناك حالة ولادة في رباط البهرة بمكة المكرمة.. ومع ذلك فقد جازفت بعد أن جاوزت السبعين من عمرها.. وبعد أن قامت بتزويج ابنها محمد.. واطمأنت إلى رصيدها المحفوظ بصندوقها السيسم.. بالقيام برحلة إلى الطائف مارة بالكر وبكرا وما بعدهما على ظهور الحمير المسماة ((يرويكب)) وذلك عقب الحج بصحبة ابنها وزوجته وبرفقة كاتب هذه السطور.. فتى يقرأ لها سيرة عنترة بن شداد باستمرار ودون توقف حتى حين السير على الأقدام في بعض الأماكن من جبل كرا.. والمحظور فيها ركوب .
هذا.. ومن ذكريات هذه الرحلة الطائفية.. وحين نزول هذه الجماعة الصغيرة في دار الشيخ محمد أمين السليماني الواقعة بجوار قهوة القزاز ـ وقد أصبح المذكور عمدة الشرقية بالطائف فيما بعد ـ أن المذكور هذا قد واظب على تقديم طبق الفاصوليا الخضراء. فطوراً في الصباح.. وغداء في الظهر.. وعشاء بعد صلاة العشاء.. وذلك لمدة يومين اثنين على التوالي.. زي ما باقول لك كدا!! وأنه لم ينقطع عن تقديم هذه الوجبة إلا حين برزت بيبي زينب من غرفة النساء سافرة الوجه.. مدلدلة اللسان.. والشرر ينطلق من عينيها صائحة في وجهي:
يولد!! أحمد!! هو الراجل المجنون دا ما عندو إلا الفاصوليه الخضرة؟ وإلا إيه؟ ثم انكفأت حسيرة دامعة العينين.. هامسة في مناجاة حارة: نفسي آكل الحوت.. حتى لو كان حوت ناشف.. وكان ما كان!!
تلكم هي الست زينب الهندية.. الداية الجداوية الكبيرة.. والشهيرة باسم ((بيبي زينب)).. بكل ما لها وما عليها!! أما سبب شهرتها ((بيبي زينب)) فيعود إلى سبب عجيب وغريب. إذ إن والدها حين ولادتها على يد جدتها الست زينب سماها ((حليمة)) الهندية.. ولكن حليمة هذه لم تكد تبلغ السابعة عشرة من عمرها وقبل أن تتزوج الحج عبد الغفور المزين.. اشترطت قبل عقد نكاحها شرطين أولهما: أن تسمى ((زينب الهندية)) بدلاً من حليمة.. وذلك تقديراً وتخليداً لاسم جدتها التي توفيت قبل ((الملكة)) بشهرين.. وثانيهما: أن تترك لها الحرية الكاملة في مزاولة مهنتها ((كداية)) ناشئة دون قيد أو شرط.. وكأنها بما فعلت كانت تتخيل حصولها على شهرتها الواسعة العظيمة.. قبل الأوان..
ولا أحتاج أن أقول أن الوالد قد رضخ لشرطيها.. ومنذ ذلك اليوم أطلق عليها اسم زينب الهندية بدلاً من حليمة اسمها الأصلي.. وتدريجياً تصدرت كلمة ((بيبي)) بكسر الباءين ومط الباءين قبل الاسم، فأصبحت تعرف باسم ((بيبي زينب)) ومعروف أن لفظة ((بيبي)) في السنسكريتيه تقابل عندنا كلمة ((استيته)) أيام زمان. وابله الآن!!
هذا.. وبمناسبة ذكرى الفقيدة المتوفية عن عمر يناهز المائة عام وعام بعد أن باعت العزلتين.. وبقية المصاغ.. فقد قام رفيق رحلتها الطائفية.. والمولود على يديها.. برثائها مجاناً بقصيدة طويلة عريضة.. نكتفي منها اليوم بالمقطوعة التالية:
أنت.. يا دايتي العزيزة.. أولى
برثائي.. من أي شخص ثاني
كيف أنسى.. يا بيبي زينب كفاً
سحبتني.. لدنيتي.. من لساني
قطعت صرتي.. وسابت ببطني
وصلة في الغليظ من مصراني
فإذا بي ذو الفتق في الصرا.. يبدو
وسط كرشي.. كحبة الرمان
وإذا بي ضراب بق.. به الشعر
مع النثر سائل الريقان
والفصوليا الخضراء باتت عشائي
وغدائي.. وفطرتي في الأدان
كيف أنسى.. يا بيبي زينب.. ستاً
رقصتني في الرب.. يا رحمان
أنا أنساك؟ هي دي تيجي يعني؟
وسط دنيا.. ضاقت.. كما الكشتبان
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1157  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 48 من 113
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

محمد سعيد عبد المقصود خوجه

[صفحة في تاريخ الوطن: 2006]

الأعمال الشعرية والنثرية الكاملة للأستاذ محمد إسماعيل جوهرجي

[الجزء الخامس - التقطيع العروضي الحرفي للمعلقات العشر: 2005]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج