شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
( 33 )
الصراط...
نزلنا في أوتيل بنك مصر.. وصادف أن كان يقيم موظفو شركة "شل" حفلة خاصة بهم فيه.. حفلة فيها ما في المسرح، ولها ما للصالة وبها ما بالسينما، ولديها ما لدى الاستعدادية عامة، قدرة، أداء، وتنوع، ومصابرة، وخلق..
وهي حالة تعويضية فيها الضمان الكلي لطرد السآمة، أو تخفيفها عن النفس، وشحذ العزيمة، وتلوين الجو، والأسرية الجميلة بين عنصر الشباب المتغرّب، وتأكيد أسباب المودة والتشابك..
وقد نعمنا بالفرجة عليها ليلتنا بهمود المكدود بعد يوم حافل والمتهيئ ليوم فاصل بين خطر مزدحم، وآخر مجرّد، أو حياة جديدة وحياة.. فكانت المثل على قدرة الحي على خلق العزاء يوم ينعدم المألوف أو المأمول حقيقة خالصة لحماً ودماً.. فإذا هو صورة كافية في التمثيل، واستدرار شعور المغالطة الكفيل دائماً بإحالة "الآه" موالاً حنوناً حافلاً بالنغمات..
وطفنا نهارنا بالسويس.. أو بشارع "النمسا" منه.. ولا أدري ماذا قذف بهذه التسمية من قلب أوربا البيضاء إلى روح أفريقيا السوداء أو السمراء.. اللهم إلا إن كانت هذه "النافذة" أو "الفتحة" المائية التي سموّها.. "القنال" فغلبت علماً على البلدة نفسها،.. كفيلة بتركيب أو خلط هاتين القارتين هذا التركيب المزجى خلطاً حتى في الأسماء؟؟
وكانت لبعض الرفاق نواقص..والمسافر ـ كالحي أو هو حي الحي ـ لا تنتهي أغراضه للهدية. أو سد النقص، أو الحاجة، أو فنية الجديد لذاته.. فذهبنا معه نقضيها.. ولكن أين هو المحل المصري المفضل ـ مظهراً أو واقعاً بعد استكماله ذلك على ندرته؟؟..
وأخيراً صادنا محل "إغريقي" بابتساماته الناعمة.. واستقباله الحار، وتلبيته السريعة.. وخدمته الحسنة.. ورحابة صدر الجميع.. حتى المقدر منا صرف عشرة. صرف الخمسين. والمائة دون إحساس بالكرب، أو الضيق فقد "سرقته السكينة" كما نقول في أمثالنا. والسكينة هنا ـ عدا ما ذكرت ـ ثغور تفتر.. وعيون تتكلّم.. وأجسام تتحدّث.. إنهم علماء نفس من الطراز الأول..
وتهيأنا ظهراً للمرور على "الصراط" وجمرك السويس صراط رسمي تؤدّي العثرة به إلى قاع جهنّم.. والسلامة منه إلى رأس سلم الباخرة في أمان وسلامة، وكانت لبعض رفاقنا. أو "لرئيس قافلتنا" صلة أكيدة موقرة بشخصية من السويس موقرة ذات معارج، وصلات، ودخائل.. فكان الصراط لنا جادة مطروقة، واسعة الجنبات.. والزوايا.. والأركان.. وكانت الشخصية معنا جواز مرور.. فيدها أطول من أطول وأنعم لسان. وريقها السائل أو المقبوض أحلى من الريق المعسول..
إلا أن لكل شيء أسلوبه.. وأن لكل أسلوب أصحابه المحتكرين له.. وهكذا كنا قبل سوانا من إخواننا الحجازيين بالباخرة نسمع، ونستمع بعد، إلى أنواع "البهدلة" لاقوها في مرورهم بالصراط السويسي الدقيق..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :803  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 35 من 113
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

يت الفنانين التشكيليين بجدة

الذي لعب دوراً في خارطة العمل الإبداعي، وشجع كثيراً من المواهب الفنية.