شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
( 27 )
موضوع...
الخاطب، في مصر، مخطوب في لهفة وعض على النواجذ.. فإن أنت أظهرت الميل الجدي إلى الزواج.. فقد ضمنت الأبواب المفتوحة، والوجوه الضاحكة، والاحتفاء الصادق.. والمعرفة المميزة لك، حتى أربعين بيتاً حدود الجيرة الشرعية، للبيت المقصود.. فإذا هي كلها بيوت مقصودة.. طالما توفّر فيها "وش" الزواج.. أو "قفا" العنوسة..
وهي حالة تعبر بوضوح عن واقع اجتماعي خطير من ناحية.. وعن بقاء الكرامة والعفة بخير.. من ناحية أخرى.. قلة في الإقبال على الزواج للزواج.. وحرصاً على صون العرض، والاطمئنان على سلامة السمعة، والاتعاظ ببراكين الحوادث تقذف باللحم والاسم إلى أعمق الأغوار وأظلمها..
وتلك في ذاتها من جانب، كواقع بدهية مفروضة بالنسبة لتأمين الحياة هنا لسبب الدافع الرئيسي للزواج، في سهولة، وعرض، وشيوع.. وللفكرة المقررة عن الزواج ضخامة تكاليف، وعنعنات أساليب فيه، ومصادر ويلات.. من جانب آخر..
على أن ما يهول ويفزع في جوهر هذا الواقع، أن المقرر في كثير من الأذهان من طرف، جعل الزواج "مصيدة" للشاب، وطريقاً مستقيماً أو متعرِّجاً إلى المحكمة الابتدائية ثم الاستئناف.. والنفقة والبهدلة قبل وبعد ذلك.. وأنه شباك صائد، وسمسرة دنئ، ولعبة محتال، ونصب بالتهديد والإكراه.. من طرف آخر..
ويختلط في سوء الظن المتبادل ـ على أساس من الحوادث والتجارب ـ الصالح بالطالح، وذو الغرض الشريف بالسافل، ويستبهم الأمر.. فلا يُعرف طالب الثروة من طالب الزوجة.. وساتر العرض من العائش على تمزيقه..
وإنما يساعد على ازدياد البلبلة في الأمر وتعقيده، إيمان الزوجة أو الفتاة بأن الزواج فرصة ظهور ذات، وقضاء مآرب.. لا بناء بيت، وستر حياة.. وإيمان أهلها بامتداد السيطرة، تدخلاً في الصغيرة والكبيرة، وطراز المعيشة ونمط المسكن، وقيمة الملبس وفرض الوصاية أو الحماية أو الاستعمار للزوج وعليه.. بداعي وجود قطعة عزيزة منهم في نطاقه الحيوي.. وبالعكس بالنسبة للزوج ذاته، أو أهله.. إلى آخر العقد المحبوكة، والمزدادة على الأيام. تعقيداً أو حبكاً..
ولعلّ من الملاحظات العابرة ـ وما أكثرها في هذا المجال ـ تبكير البنت المصرية في استتمام الكيان الجسدي، والتمام الجنسي.. وألفة عادة تأخير زواجها إلى سن محدد تكون فيه قد بدأت الهبوط من درجات السلم.. ومن نفس الزوج وفي هذا من الضرر البالغ ما فيه..
لقد رافقنا الخاطب في مصر، وزاملنا المتزوّج.. وجالسنا الأعزب.. ناقشنا ولي الأمر. وعاشرنا المقيم الدعوى، والمقامة عليه.. فآمنا أنه لا بد من قيام السلطة الحاكمة بالنظر الشامل للأمر. فهو أخطر من قيام وزارة أو سقوطها ومن بدء مفاوضة أو قطعها في بنيان الأمة، وكيان الشعب..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :815  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 29 من 113
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

محمد سعيد عبد المقصود خوجه

[حياته وآثاره: 2007]

محمد عبد الصمد فدا

[سابق عصره: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج