شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
( 24 )
أجانب...
التقليد البصير مدعاة تكميل.. فكمال.. والاحتكاك المباشر ـ للمقلّد ـ أصل من أصول التقليد الراسخة.. وسبب من أسبابه القوية. وفي مصر أجانب في معاملاتهم وأسباب حياتهم، وطبائعهم وأخلاقهم أصول ومظاهر من التربية القويمة وأجنبيات في أساليب حياتهنّ البيتية. وأخلاقهنّ وتربيتهن. وطراز المعيشة والزي. وطرائقه وسائل حياة راسخة، ومتعة وذوق متفنن، وفتنة ساحرة في بساطة وطبيعية رائعين.. وفي كثير من المعاملات. والصفقات. والتأمينات، وحياة الأسر الأجنبية، ونظام بيوتها. وتربية أطفالها ما يثبت هذا.. وقد جلست مرة في "البلكونة" أشاهد المارة والجنس اللطيف على الأخص في طريقة المشي. وأسلوب التنقل فكان الفرق بين الأجنبية والمصرية ملحوظاً دون إجهاد.. ولا ننكر أن هناك العكس بالنسبة لهؤلاء الأجانب.. فما كل بيض السلة صحيح.
وعلى ذلك فما نشك أن من مصلحة مصر الاجتماعية، والاقتصادية حتى.. بقاء هاته العناصر الصالحة فقد استفادت وتستفيد كمجموع منها كثيراً. ولو زالت العقبات السياسية والاستعمارية.. وارتفعت الأسهم المصرية الوطنية، وتمصر الموجودون على أساس المساواة، لكانت هذه العناصر سبباً فعالاً في التدعيم الاجتماعي العام.
ولا نرد السبب الآن إلى ما قرّ في ذهن الأجانب عن المصريين عامة معاملة واتصالاً إلى ما وقر في الخلق المصري من نقائص لا تلام عليها طبيعة هذا الخلق الأصلية بقدر ما تلام على وجودها الأسباب الخارجية المؤثلة لها. وهذا الشعور المتزايد بالحرمان ولا تزال في الجوهر الخلقي المصري الأصالة أو القابلية الكاملة الحساسة للتشكل بالأسمى من كل صفة عالية،والرسوخ بها، والإيمان بميزاتها فالتقليدية فيه ميزة بارزة.. والتمثيل الاندماجي قنطرة قويمة للانتقال إلى ذلك والثبات عليه.
كنت قبل ربع ساعة أتحدّث مع أجنبية متمصرة تبعية فقط، وأتناقش معها عن مصر والمصريين، وإنها لتوافقني على أن مصر أجمل بلاد العالم أو من أجملها. جمالاً لا يقوم على منظور خاص بها أو تفوق ممتاز لها، وإنما على مجموع فيها يقوم في مدلوله وروحه مقام الحلاوة المتحركة بالنسبة للجمال الجامد. وفي أهلها الذين تطيب بهم الحياة وتحلو.. ولكنها ولكني نتفق كذلك على أن في الخلق المصري العام الشامل نقائص كثيرة وكبيرة لا تعتقد زلا أعتقد أنها أصل بدليل أنها ((مخالب المعركة)). وأن هناك أشخاصاً ارتفعوا عن المستوى الخلقي العام فكانوا مثالاً فريداً في الكرم، والتسامح، والإنسانية، وعناصر الفضائل المثلى.
إن مثل هاته السيدة وحليلها. خليقة بأن تكون مصرية الروح.. وستكون ويكون هو ويكون كثير من هؤلاء الأجانب متى تم لمصر وللمصريين قريباً ما يريدون.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :822  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 26 من 113
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الأستاذة صفية بن زقر

رائدة الفن التشكيلي في المملكة، أول من أسست داراُ للرسم والثقافة والتراث في جدة، شاركت في العديد من المعارض المحلية والإقليمية والدولية .