شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة الدكتور عثمان الغزالي ))
ثم تحدث سعادة الدكتور عثمان الغزالي - مساهمة منه في الاحتفاء بالدكتور أحمد عمر هاشم - فقال:
- بسم الله الرحمن الرحيم..
- نحييكم - جميعاً - تحية حب متجدد ووفاء لا ينفد، نحييكم بتحية أعبق من عطر الأزهار وأنغم من شدو الأطيار، وأذكى من عبير الأزهار.. إلى من صاروا في قلوبنا في السويداء؛ إلى أصحاب الصدق والوفاء.. فسلام الله عليكم - جميعاً - ورحمته وبركاته.
- في هذه الليلة المباركة نحتفي بأستاذنا العزيز والأخ الكريم الَّذي يسعدني ويشرفني أنني تتلمذت على يديه ونلت منه الكثير والكثير؛ لا أزكيه على الله (تعالى) فأحسبه مخلصاً صادقاً تقياً ورعاً، ولا نزكيه على الله؛ ويكفي في هذه الكليمات القلائل أن أستعرض بعضاً من مؤلفاته التي ملأت المكتبة الإسلامية نفخر بها - جميعاً - فمنها ما هو محقق ومنها ما هو مؤلف؛ فأستاذنا قام بتحقيق عديد من الكتب، حقق كتاب: "الكفاية للخطيب البغدادي" وتكملة تحقيق: "مسند الإمام أحمد" الَّذي بدأه المرحوم أحمد شاكر - عليه من الله سحائب الرحمة - وشرح: "صحيح مسلم" في خمسة مجلدات؛ وله في ذلك أشياء وأشياء..، ونسأل الله (عزَّ وجلَّ) أن ينفع بعلمه الكثير والكثير.
- وأيضاً لا يخفى عليكم - أيها الإخوة والأعزاء - موقفه من السنَّة فقد دافع عنها دفاعاً مستميتاً في سبيل الحق ورفعته؛ وأسهم في ذلك الميدان بكتب عديدة منها: "كتاب السنَّة وعلومها". و "شخصية المسلم" و "دعائم المسلم" وأشياء كثيرة لا داعي لسردها الآن، لأن المقام مقام تكريم له، وأسأل الله (عزَّ وجلَّ) قبل أن أنهي كلمتي هذه أن يجعل الإخلاص - دائماً - في كلماته وفي كتبه وفي حديثه، فلا يجد المرء منا جزاء على عمله إلاَّ الإخلاص والله (عزَّ وجلَّ) قال: الإخلاص سر بيني وبين عبدي، لا أعطيه إلاَّ لقلب من أحبه من عبادي.
- وهذا الإخلاص - أيها الإخوة الأعزاء - يحضرني شيء طريف عنه للإمام علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه) عندما رأى - وهو في خلافة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه وأرضاه) - رأى في المنام أنه يصلي خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعدما انتهى من الصلاة خرج بباب المسجد فوجد جارية أعطته طبقاً فيه تمر؛ فدخل به على الحبيب النبيّ محمد صلى الله عليه وسلم فأخذ الحبيب المصطفى تمرة وأعطاه إياها؛ قال الإمام علي فلما أحسست بحلو مذاقها قلت: زدني يا رسول الله؛ لكني استيقظت من نومي فما زادني رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهب وذهب ليصلي الفجر بعدما انتهى من الصلاة خرج فوجد عند باب المسجد جارية معها طبق من تمر، قالت له: خذ هذا الطبق وأعطه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب؛ فتوجه مسرعاً وأخذه وأعطاه لعمر بن الخطاب؛ وإذ بعمر بن الخطاب يأخذ تمرة ويضعها في فم علي بن أبي طالب (كرم الله تعالى وجهه) فقال علي: فلما أحسست بحلو مذاقها، قلت له: زدني يا أمير المؤمنين، فرد عليه قائلاً: لو زادك رسول الله محمد لزدناك؛ إنه الإخلاص الَّذي يأتي في كل عمل فيعطيه الرفعة والقوة، وخاصةً إذا كان لأهل العلم:
ما الفخر إلاَّ لأهل العلم إنهمُ
على الهدى لمن استهدى أدِلاء
ففز بعلم تعش حيَّا به أبداً
الناس موتى وأهل العلم أحياء
 
- نحسب فيه الإخلاص كله، ولا أجدني إلاَّ أنه كما تعلمون له ديوان شعري سماه: "نسمات الإيمان" له فيه أشياء عظيمة وجليلة، ولعلكم تقرؤونها.. أهديه به تلك الأبيات:
إذا المرء لا يلقاك إلاَّ تكلفاً
فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
ففي الناس إقبال وفي الترك راحة
وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا
فلا كل من تلقاه يهواك قلبه
ولا كل من صافيته لك قد صفا
إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة
فلا خير في ود يجيء تكلفا
ولا خير في خل يخون خليله
ويلقاه من بعد المودة بالجفا
وينكر عيشاً قد تقادم عهده
ويظهر سراً كان بالأمس في خفا
سلام على الدنيا إذا لم يكن بها
صديق وفيّ يصدق الوعد منصفا
 
- شكر الله لكم جميعاً، وشكراً لصاحب هذه الاثنينية، ونسأل الله (عزَّ وجلَّ) أن يجعله في صحيفة حسناته وفي ميزانه - إن شاء الله تعالى - فلقد عرفناه عن قرب ولمسنا فيه دماثة الطبع وذكاء الخلق، ونقاء السريرة؛ شكر الله لكم جميعاً، وأستودعكم الله الَّذي لا تضيع ودائعه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1613  التعليقات :2
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 151 من 167
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج