شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( شيء من شعر المحتفى به ))
ثم قرأ الدكتور محمد العيد الخطراوي شيئاً من شعره، مبتدئاً من ديوانه: "دفتر الاشواق" وهي آخر قصيدة بعنوان: "الغيمة المسافرة":
أقبلتِ يا فاتنتي في خفر
كغيمةٍ بعد هطول المطر
رقراقة زاهية ألوانها
مزرورةٍ أطرافها بالقمر
تنساب في دن الهوى أغنية
مسحورة هائمة بالوتر
كأنما القطر الَّذي في وجهها
بقيا رحيق خُبِّئت للسمر
تقدمي لا تجزعي من ظمئي
وانسكبي في خافقي وانهمري
وأبحري عبر دمي نبضاً بلا
أشرعة كقطعة من سكر
وسافري في داخلي واختبئي
في ناظري حلماً بديع الصور
وانطلقي في عالمي بشائرا
ناعمة مسكونة بالخدر
وذرذري هواك في بيادري
سحائباً في غيرها لم تمطر
ثم احمليني فوق هدبيك رؤى
أو فاغرسيني مشبكاً في الشعر
وقربي عينيك لم أقرأهما
بعد ولا أمعنت عند النظر
أريد أن أنسج من هدبهما
أمتعتي في عمري المنتثر
أريد أن أصنع من عمقهما
مراكبي للموعد المنتظر
أريد أن أغرق في موجهما
كقارب يركض وسط الأبحر
أريد أن أكتب في عشقهما
قصيدة حروفها لم تسطر
 
- القصيدة الأخيرة من ديوان مرافئ الأمل، وعنوانها: "الصلب على باب ذهبي":
على باب جَنَّتك الذهبيُّ صلبتُ
وماتت أناشيدي الحالمة
تهاوت على قدميك
وراحت هباء
تساقطت الأحرف الظامئة
على عتبات الغيوم.. ومَسْرَى النجوم
وطيفُك يحتل كل المدارات
في رفرفٍ من ضياء
تدلَّى الوعودُ على جانبيه
مضرجةً، ويموت الوفاء
وفي مدخل الجنَّة الوارفة
رأيتك تمعنين في موكب من خطايا
تبعثرها الريح حولك كالياسمين
أحقاً تمالأتِ
وقّعتِ يا ظالمة
قراراً بشنقي
وصلبي على باب بيتك؟
أحقاً فعلتِ؟
إذاً لا تجيبي
فإني أشفق أن أكرهك!
* * *
وتمَّتْ مراسم دفني بصمت
وشيعتم آخِري بدخان الولائم والحفلات
مددتم موائدكم فوق شلوي
وأخفيتم نبأ الموت
ما عرف الأصدقاء
وما حضر الناس يومي
ولا قرؤوه على صفحات الجرائد
ضمن التعازي التي
تعج بها صفحة الوفيات
ولستُ بعيراً أنا قد يُذَكَّى
ولا ذرةً من تراب الطريق الممهَّدِ للسابلة
ولا دودة في الحقول تراوغ حرب المبيدات
إني بكل المقاييس إنسان
* * *
وقد كنتُ بالأمس نجم المحافل
مرمى شباك الحسان
ومطمح أحلامك الدافئة
وكنت المفوض باسمك منذ التقينا
ووارث أمجاد كل ربابنة العشق
وحارس فوديك
"وأول ما ساق المودة بيننا بوادي بغيضٍ يا بثينَ سباب"
وألبستني ذات يوم وساماً
ورشحتني لاجتياز الحدود
وحلمي معي
وشعري.. وحريتي
وملّكتني كل شيء.!
فأين البيادر؟
أين المواسم ملء يديك؟
ومن للربيع بحفنة ماء؟
أتدرين ما فعل القحط بالحيِّ سيدتي
وما خلفته يداك على الخارطة؟
أتدرين؟
"ليت للبراق عيناً فترى ما نلاقي من بلاء وعناء"
ورغم الحصار سأكتب ترجمة لحياتي
بهامش دفترك المتمزق
أنثر بين يديك
دليل انتمائي إليك
وأكتب أنك بالصيف يا حلوتي
أضعتِ اللبن
فعشنا جميعاً ببحر الشجن
- وشكراً لكم.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :582  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 144 من 167
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ محمد عبد الرزاق القشعمي

الكاتب والمحقق والباحث والصحافي المعروف.